الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سائقات التاكسي بين مطرقة الحاجة وسندان العمل

سائقات التاكسي بين مطرقة الحاجة وسندان العمل
3 أغسطس 2009 02:22
تصارع فتيات في ربيع العمر من أجل لقمة عيش، متمترسات خلف مقود سيارة أجرة، في مشهد ما يزال مستهجناً في المجتمع الإماراتي. ويبدأ يوم تلكم السائقات، اللائي فضلن عدم الإشارة إلى أسمائهن، مع بزوغ الفجر، ويقضين نهارهن بين فتح العداد، غير مباليات بسذاجة راكب، ونظرات آخر، فـ «لقمة العيش تتطلب صبراً»، بحسب إحداهن. ولا يقتصر «جهاد» السائقات، اللائي يصل عددهن إلى 25، على ساعات النهار، بل يلتهم جزءاً كبيراً من سكينتهن في الليل، ليعدن إلى الفراش وقد أخذ التعب منهن كل مأخذ، ليبدأ نهار «الشقاء» من جديد، فلا خيار أمامهن، وقد اقتحمن مجالاً محتكراً من الرجال، «فإما مطرقة الحاجة أو سندان العمل الليلي»، بحسب سائقة تطرق رأسها عندما تسمع الحديث الشريف «رفقاً بالقوارير». تقول زميلتها التي تعمل بين مطار الشارقة والمدينة إن ما يجبرنا على العمل حتى أوقات متأخرة، الرغبة في توفير المبلغ الذي تحدده الشركة، فضلاً عن أن المسافرين ليسوا جميعاً من النساء، «ما يتطلب وجودي في أوقات مختلفة حتى أوفر ما هو لي وما عليّ». وتشكو السائقة مما تعتبره «إجحافاً» يواجهنه السائقات، فالراتب لا يتجاوز 1500 درهم، ويتبخر جراء تسديد مخالفات وتصليح السيارة ليبقى الفتات. وتتفق معها زميلتها قائلة بحرقة: «نحن نعاني كثيراً في العمل ونُجبر على توفير مبلغ محدد للشركة، ففي أوقات كثيرة يقل العمل وننتظر الزبائن لساعات طويلة، والمخالفات تزيد ومطالبنا لا تراعى، وديوننا تصل إلى 25 ألف درهم». وتتابع شكواها: «نعاقب بأقسى العقوبات على أبسط الأمور، فإذا اتسخت المركبة أو نزعنا القبعة قليلاً في مكان العمل تسجل لنا مخالفة، وإذا أسرعنا قليلاً نخالف، وإذا لم نسرع يشتكي الراكب (..)، نحن أولاً وأخيراً ضحايا». وتضيف: «نحن لا نعترض على كل ما هو مشروع في قوانين المرور، ولكن نناشد المسؤولين بمراعاتنا وتخفيف المخالفات التي أصبحت تفوق أضعاف رواتبنا»، لافتة إلى أنها محرومة من التأمين الصحي، وراتبها بالكاد يكفي في ظل غلاء المعيشة. من جهته، يؤكد أحمد حسن القايد، وهو مشرف مكتب مواصلات الشارقة في المطار، أن المكتب يشرف على جميع مركبات الأجرة التابعة لأربع شركات، وتعتبر هذه الخدمة متواصلة على مدار 24 ساعة وذلك لتلبية حاجة المسافرين في المطار. ويلفت القايد إلى أن عمل السائقات في أوقات متأخرة «موضوع تمت دراسته، واتخذ قرار بتحديد انتهاء عملهن في الحادية عشرة مساء. ويتابع: «إلا أن السائقات قابلن القرار بالاحتجاجات لأجل السماح لهن بمواصلة مهنتهن لوقت مفتوح، نزلنا عند رغبتهن، وطلبنا منهن التوقيع على تعهد بتحمل عواقب قرارهن». ونظراً لطبيعة المجتمع المحافظة، يجابه عمل المرأة حتى وقت متأخر رفضاً، خصوصاً إذا ما كانت طبيعة العمل «شاقة». تقول أم محمد، وهي ربة منزل، إن عمل المرأة في وقت متأخر من الليل يشكل خطراً كبيراً عليها، فقد تحصل لها عدة مشاكل، مثل تعطل السيارة، أو حادث مروري، خصوصاً في الطرقات الخارجية. ويرفض عبد الرحمن محمد، وهو موظف: «أنا أرفض وجود المرأة في هذه الوظيفة، لأن هناك مخاطر قد تحصل لها في الليل، ضارباً مثلاً بأن «النهار له عينان». في المقابل، يؤيد زايد العويس، رجل أعمال عمل المرأة ليلاً كسائقة، مستنداً في رأيه إلى أن الأمن والسلام يسودان بلادنا، ولا خوف على المرأة من الخروج والعمل ليلاً، كما أن كلاً له ظروفه التي تجعله مضطراً لامتهان أي عمل يكسب لقمة عيشه منها
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©