صيادلة وأطباء يلفتون إلى غياب آلية للإبلاغ عن المتلاعبين بالتأمين الصحي

أكد صيادلة وأطباء أنه لا توجد آلية لإبلاغ الجهات المعنية عن بعض المتلاعبين بالتأمين الصحي سواء في ما يتعلق بالتحايل عبر استخدام بطاقات التأمين الصحي لأشخاص آخرين أو بطريقة الحصول على الدواء، مشيرين إلى أن بعض المراجعين والمرضى يطالبون الصيادلة بتبديل جرعات الدواء بمنتجات ومستحضرات تجميل. والتقت «الاتحاد» بصيادلة وأطباء للتعرف على كيفية حصول التلاعبات، حيث قالت «إ. ض.»، طبيبة أسنان «إننا نواجه هذه الحالات كثيراً خاصة إذا كان من قبل الأشخاص الذين يتمتعون بتأمين صحي يشمل علاج الأسنان المعروف بتكلفته المرتفعة، فهناك أشخاص لديهم أقرباء ليس لديهم تأمين شامل فيأتي التلاعب بمثابة الحل لتفادي التكلفة المرتفعة للعلاجات». ولفتت إلى أن الكثير من العيادات الخاصة ترفض التعامل بمثل هذه الطرق إلا أن إبلاغ الهيئات الصحية أمر بالغ الصعوبة لإثبات حالة التلاعب خاصة أن الطلب يكون شفهياً ولا توجد مستندات لإثبات الحالة في بدايتها. من جهته، قال الصيدلاني جوي أواي الذي يعمل في صيدلية «طلعت» بأبوظبي، «إنني أصادف هذه الحالات لكنها نادراً ما تحدث ويمكن أن يتردد علينا بعض هؤلاء المرضى مرة أو مرتين في الشهر، لكني لا أعرف كيف اتصل للإبلاغ عنهم ودائماً أرفض طلبهم». وأوضح أواي أن بعض المراجعين يريدون الحصول على شامبوهات وعطور بدلاً من الأدوية المكتوبة في الوصفات الطبية نظير إعطاء الفارق في أسعار الدواء لصالح الصيدلية. وأكد صيدلاني آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه يواجه هذه الحالات ويرفض التعامل معها لأنها ليست من أخلاق مهنة الصيدلة، لافتاً إلى أن أحد الأشخاص طلب منه دواء للسعال يستخدم كمخدر. وفي هذا الإطار، قال الصيدلاني لوكيش بي إس، مدير صيدليات إن إم سي في مدينة أبوظبي، إن «معظم هؤلاء المراجعين يذهبون للصيدليات الصغيرة حيث يعتقدون أنها فرصة جيدة للحصول على ما يريدون»، لافتاً إلى أنه لا يمكن تبديل الدواء لأن لدى صيدليات إن إم سي نظاماً إلكترونياً للجرد اليومي ومطابقة الوصفات الطبية بكميات الدواء الموجودة بالصيدلية والتأكد من صرفها بطريقة صحيحة، ووفقاً للوصفات الطبية. وفي هذا السياق، لم تستطع «الاتحاد» الحصول على رد من مسؤولي شركة «صحة» للتعرف على عدد حالات التلاعب ومشكلة صعوبة التبليغ عنها. وكانت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» كشفت أخيراً عن تجاوزات ومخالفات في استخدام البطاقات الصحية «ثقة» و«ضمان» من جانب بعض المرضى والمراجعين لمنشآتها الطبية. ولفتت «صحة» في بيان صدر أخيراً أن المخالفات شملت قيام بعض المرضي بالتحايل باستخدام بطاقات التأمين الصحي لأشخاص آخرين بغية الحصول على العلاج المجاني أو الأقل تكلفة الأمر الذي قد يترتب عليه أضرار على صحة المرضى المتلاعبين ببطاقاتهم الصحية، داعية جميع عملائها الى الالتزام باستخدام بطاقات التأمين الصحي وعدم التلاعب والتهاون في استخدامها أو السماح لغير المخولين للاستفادة وتلقي الخدمات الصحية. وتدير شركة صحة وتشغل جميع المنشآت الصحية العامة في إمارة أبوظبي ومنها مدينة الشيخ خليفة الطبية، مستشفى المفرق، مستشفى توام، مستشفى كورنيش، مستشفى الرحبة، مستشفى العين ومستشفيات الغربية.