الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جندي أميركي يقتل 16 أفغانياً بمجزرة في قندهار

جندي أميركي يقتل 16 أفغانياً بمجزرة في قندهار
12 مارس 2012
كابول (وكالات) - قتل جندي أميركي 16 شخصا بينهم أطفال ومسنون، بعد أن خرج من قاعدته صباح أمس وبدأ إطلاق النار على مدنيين أفغان في ولاية قندهار معقل طالبان في جنوب أفغانستان، ما ينذر بأعمال انتقامية من جانب الأفغان وأيام صعبة للقوات الأطلسية، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة التي عانت الأمرين في الأسابيع الماضية بعد قيام جنود أميركيين بحرق مصاحف مثيرين موجة غضب أفغانية أدت إلى مقتل العشرات بينهم ستة جنود أميركيين. وأدان الرئيس الأفغاني المجزرة “التي لا تغتفر”. ووجدت 16 جثة في المكان الذي ارتكب فيه الجندي الأميركي المجزرة. وقال حميد كرزاي في بيان “إن الحكومة سبق ودانت مرارا العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الإرهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. إلا انه عندما يقتل أفغان عن عمد من قبل قوات أميركية، فهذا يعني اغتيالا وعملا لا يغتفر”. وقال صحفي من فرانس برس “دخلت إلى ثلاثة منازل وأحصيت 16 قتيلا بينهم طفلان ونساء ورجال مسنون”. وروى “في أحد المنازل كان هناك عشرة أشخاص بينهم أطفال ونساء، قتلوا واحترقوا في إحدى الغرف. وكانت سيدة أخرى ممددة جثة هامدة عند مدخل المنزل”. وأكد مراسل فرانس برس “انهم قتلوا واحترقوا. رأيت طفلين على الأقل في الثانية أو الثالثة من العمر ميتين”. وأضاف “في منزل آخر قتل أربعة أشخاص.. كان هناك رجلان مسنان وقاصر وسيدة”. كما رأى جثة اخرى في منزل ثالث. وأقرت قوة الحلف الاطلسي (ايساف) للمرة الأولى في بيان بعد 13 ساعة من حصول الوقائع، بوجود “قتلى” من المدنيين الأفغان. وقال مسؤول غربي إن “جنديا خرج من قاعدته وبدأ يطلق النار. ثم عاد إلى مكتبه ووضع قيد الاحتجاز”. من جهتها، قدمت الولايات المتحدة “أصدق تعازيها” لعائلات المدنيين الـ 16 الذين قتلوا برصاص الجندي الأميركي، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية إن “الولايات المتحدة تعبر عن أصدق تعازيها للعائلات بإطلاق النار المأسوي.. إن هذا العمل العنيف الذي ارتكب ضد أصدقائنا الأفغان يثير حزننا”. وأضافت إن “أفكارنا وصلواتنا مع العائلات”. وأكد قائد قوة ايساف الجنرال الأميركي جون آلن إن أي شخص مسؤول عن مقتل 16 مدنيا في أفغانستان “سيحاسب في شكل كامل عن أفعاله”، واعدا باجراء تحقيق “سريع ومعمق”. وتابع آلن “أعرب عن أسفي العميق وأقدم تعازي الصادقة الى الضحايا وعائلاتهم”. وقال أيضا “نواصل تقديم العلاج الى جرحى اطلاق النار. سنبقي الجندي الأميركي قيد الاحتجاز، أي المنفذ المفترض لهذا الهجوم، ونتعاون في شكل تام مع السلطات الأفغانية لتوضيح الوقائع”. وكان شخصان أكدا أن 11 أفغانيا قتلوا عندما هاجم الجندي المذكور أحد المنازل وخمسة قتلوا في هجوم آخر. وقال حاجي سيد جان وهو رب أسرة “إن منزلي هوجم وفقدت أربعة من أفراد أسرتي”، فيما أكد حاجي صمد وهو رب أسرة أيضا “أن 11 شخصا من أفراد عائلتي لقوا حتفهم. قتلوا جميعهم”. وتعد ولاية قندهار معقلا لحركة طالبان التي طردها في 2001 تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من الحكم الذي تولته منذ 1996، وتقاتل منذ ذلك الحين الحكومة الأفغانية وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي. وفي الآونة الأخيرة تزعزعت الثقة بين القوات الموالية للحكومة والقوات الأجنبية التي تقوم بتدريبها بسبب اطلاق نيران “صديقة” من جنود أفغان على زملائهم الغربيين. فقد قتل ستة عسكريين أميركيين على يد زملائهم الأفغان بين 23 فبراير والأول من مارس بعد إحراق مصاحف في قاعدة باجرام الأميركية والتظاهرات العنيفة المعادية للأميركيين التي تلت ذلك مما أسفر عن سقوط 30 قتيلا و200 جريح. وإطلاق النار أمس الموجه إلى مدنيين أفغان قد يزيد الوضع تفاقما ويؤدي إلى أعمال انتقامية جديدة. وقد انتشرت قوات التحالف التابعة للحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة التي وصلت أواخر العام 2001 الى أفغانستان لطرد طالبان من الحكم والقضاء على أسامة بن لادن، تدريجيا في البلاد تحت غطاء إرساء السلام والفصل بين المتناحرين. ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها في محاربة المتمردين ووجود اكثر من 130 ألف جندي أجنبي، لم تتمكن ايساف من القضاء على حركة التمرد، بل تكبدت خسائر كبيرة في صفوفها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©