انتعاش شركات قطع غيار السيارات الصينية

تتجه الشركات الصينية المصنعة لأجزاء السيارات إلى زيادة حصتها في الأسواق العالمية، مع تحسن نوعية منتجاتها، وذلك بعدما اعتبرت لفترة طويلة عديمة الخبرة بما يكفي لتزويد أسواق السيارات العالمية باحتياجاتها، وفي الوقت ذاته، أدى تباطؤ الطلب في الغرب إلى إلحاق الخسائر بالشركات المصنعة لأجزاء السيارات في الدول المتقدمة. وأدى بروز الصين كأكبر سوق في العالم للسيارات الخفيفة مؤخراً إلى توسع هائل في السوق المحلي لأجزاء السيارات ما أدى إلى تعزيز قدرة هذه الشركات على الإنتاج بكميات تجارية ضخمة، والآن فإن المزودين الصينيين الذين أضحت منتجاتهم تتسم بالمزيد من الجودة والتقدم أصبح بمقدورهم أيضاً إنفاق أموال أقل من ذي قبل في الاستثمار والتوسع وشراء الشركات المتعسرة في خطوة تهدف لتحسين التكنولوجيا الخاصة بالصناعة. ويقول جون باركر نائب رئيس شركة فورد موتورز في منطقة آسيا الباسيفيكية والقارة الأفريقية «لقد أصبحت الصين وبشكل متنامي قوة تنافسية كبرى في مجال صناعة أجزاء السيارات حيث استمرت جودة المنتجات في تحسن مضطرد»، وشهد قطاع أجزاء السيارات الصيني نمواً في قيمة إنتاجه بحوالي 30 في المئة منذ العام 2004 وحتى العام الماضي وفقاً لاحصائيات مكتب بيرجر ستراتيجي للاستشارات. والآن فإن المكتب يتوقع أن تشهد الصناعة نمواً إلى مستوى 2.5 تريليون يوان صيني أو حوالي 350 مليار دولار بحلول العام 2015 مقارنة بمبلغ 950 مليار يوان في العام الماضي، كما أن الصناعة سوف تتمكن من تصدير 30 في المئة من إجمالي الإنتاج مقارنة بنسبة بحوالي 25 في المئة حالياً. وتمكنت مبيعات السيارات الخفيفة في الصين في يناير الماضي، ولأول مرة، من تجاوز المبيعات في سوق الولايات المتحدة الأميركية، حيث أصبح كبار مصنعي السيارات يعولون على الصين من أجل تحقيق نمو تتراوح نسبته ما بين 5 و10 في المئة في المبيعات في هذا العام. وفي ظل التراجع الحاد في المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان فقد بات من المتوقع أيضاً أن تحتل الصين في هذا العام الصدارة في قائمة الدولة الأكبر المصنعة للسيارات في العالم، مزيحة اليابان عن موقعها، وإلى ذلك فإن الآلاف من الشركات الصينية المزودة لأجزاء السيارات أصبحت تنتج كل قطعة غيار تقريباً ابتداءً من الأجزاء الثقيلة وحتى الأجزاء الصغيرة الأكثر تعقيداً مثل نوابض وتروس التعشيق والدفع. ويشير زهاو كوينجي رئيس مجلس إدارة شركة ووندر أوتو تكنولجي إلى أن شركته المصنعة لأجزاء السيارات مثل مبدلات السرعة وجهاز بدء التشغيل (ستارتر) تتطلع الآن لتنفيذ عمليات للاستحواذ حتى تتمكن من توسعة شبكة مبيعاتها وتحسين وترقية التكنولوجيا. ومضى يقول «لقد أصبحنا نرغب في تعزيز تنافسية الشركة في أوقات الأزمة الاقتصادية اعتماداً على وفرة الأموال التي تقدمها الحكومة للشركات الخاصة التي تبحث عن الاستثمار في الخارج». وسوف تشرع شركة ووندر أوتو في تزويد شركات السيارات في أميركا الشمالية باحتياجاتها في هذا الصيف. وذكر زهاو أيضاً أن الشركة قد أصبحت أصلاً المزود الوحيد لبعض أنواع الأجزاء لشركة هايونداي موتورز في كوريا الجنوبية وللعمليات الصينية الخاصة بشركة كرايسلر أيضاً. وهنالك العديد من الشركات الصينية الأخرى التي أصبحت تستهدف النمو واكتساب الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة، وبحسب احصائيات شركة اليكس بارتنرز للاستشارات فإن 40 في المئة من الشركات المزودة لأجزاء وقطع السيارات التي تم استبيانها أعربت عن اهتمامها بتنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ المحلية بينما تتطلع 25 في المئة منها لتملك الشركات في الخارج. عن «وول ستريت جورنال»