آلاف المعارضين الباكستانيين يطلقون مسيرة لإقصاء مشرف

بدأ آلاف المحامين والمعارضين للرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس في كراتشي ''مسيرة طويلة'' للمطالبة بإجراء يمكن أن يؤدي في حال اعتماده إلى إقصاء مشرف· وهتف المتظاهرون في شوارع المدينة مطالبين برحيل مشرف· ومع استحالة انضمام الجميع إلى التظاهرة قام محامون في باقي كبريات مدن باكستان بمسيرات مماثلة قبل أن يلتقي الجميع الخميس المقبل في العاصمة إسلام اباد في تجمع كبير· والمحامون الذين كانوا منذ أكثر من عام في طليعة حركة الاحتجاج ضد مشرف، يطالبون بإعادة 60 قاضياً إلى مناصبهم بعد أن كانوا أقيلوا في نوفمبر 2007 من قبل مشرف بينهم بالخصوص أعضاء المحكمة العليا الذين كانوا يتأهبون للنظر في شرعية إعادة انتخاب الرئيس الباكستاني لخمس سنوات أخرى في أكتوبر الماضي في اقتراع مثير للجدل· ويسعى قسم من حزب الشعب الباكستاني الذي يعد أبرز الأحزاب الحاكمة، من أجل إقصاء مشرف بالتحالف مع حركة نواز شريف رئيس الوزراء الأسبق· وفي حال أعيد القضاة الـ 13 الأعضاء في المحكمة العليا إلى مهامهم فإنه سيكون بإمكانهم مجدداً النظر في شرعية إعادة انتخاب مشرف· وقال رشيد رضوي رئيس نقابة المحامين في المحكمة العليا في كراتشي ''سنقوم للمرة الأخيرة بدفع جدار طغيان الدكتاتورية العسكرية المتصدع''· وقال رضوي أمام جمع من المحامين مرتدين أزياء المحاماة السوداء ''إننا نشهد عشية النصر وسيبدأ عهد جديد في غضون أيام قليلة''· وتلقى حركة المحامين دعم الرابطة الإسلامية لباكستان-نواز بزعامة نواز شريف· وكان نحو ثمانية آلاف متظاهر تجمعوا أمام ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح في مدينة كراتشي، وقال منظمو المسيرة أن كبير القضاة افتخار شودري سيقود المسيرة التي ستقطع البلاد ووصفت بأنها ''المسيرة الطويلة'' أثناء تحركها من مدينة مولتان إلى لاهور في طريقها إلى روالبندي· وقال نعيم قريشي السكرتير العام لنقابة المحامين في كراتشي إن ''خطتنا تتمثل في تنظيم اعتصام خارج مقر مشرف لمدة ثلاثة أيام من يوم الخميس المقبل''· وفي أحدث جولة من أعمال العنف التي تشهدها البلاد قال مسؤولون إن مسلحين يشتبه في أنهم من أنصار حركة طالبان هاجموا سيارة شرطة أمس شمال غربي باكستان مما أسفر عن مقتل أربعة من أفراد الأمن وجرح اثنين آخرين· وتعرض رجال الشرطة لإطلاق النار خلال قيامهم بدورية روتينية في منطقة ماتاني في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي· وقال قائد شرطة المنطقة عزيز الرحمن إن ''عدداً غير معلوم من المسلحين استخدموا بنادق آلية وقذائف صاروخية لاستهداف رجال الشرطة''· وشهد الإقليم عشرات الهجمات التي استهدفت قوات الأمن من قبل مسلحين موالين لطالبان خلال 14 شهراً الماضية· ومنذ بدأت الحكومة الباكستانية الجديدة - التي تولت السلطة في مارس الماضي - محادثات السلام مع المتمردين في الشهر ذاته قل معدل الهجمات بشدة ولكنها لم تتوقف· وجاء هجوم اليوم بعد ثلاثة أيام من هجوم بدراجة مفخخة استهدف دورية شرطة في منطقة ديرا اسماعيل خان في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أيضا وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الشرطة·