الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من صيفيات عباس وشقية...

3 أغسطس 2009 23:41
*لا الأزمة المالية، ولا انفلونزا الخنازير، استطاعا أن يُلغيا البرنامج الصيفي السياحي المعتاد للسياح الخليجيين، بل على العكس كان هذا الصيف، موسم اصطياف خليجياً استثنائياً بكل المقاييس، أكدته المعدلات المنخفضة للاستهلاك المحليّ للمياه والكهرباء، وارتفاع زيادة الطلب، على القروض الشخصية الميسّرة لهذا الصيف! فقد أثبتت كل الشواهد، وبرهنت، بأن السائح الخليجي، صديق وفيّ، صاحب مبادئ، ومواقف ثابته، فلم يترك العم سام غارقاً وحيداً في محنته، متدثراً بلحاف ركوده الاقتصادي القارس، فحزم حقائبه، وعبأ جيوبه بالدولارات، والبطاقات الائتمانية، ماضياً لمؤازرته، منعشاً صيفه الموحش الثقيل! * من خلال الاستطلاع الميداني، لُوحظ أنّ «عباس» يراوح كعادته، ويدور في فلك مربعه المعروف، من مقهى إلى مطعم، ومن متجر إلى متجر، ومن شارع إلى شارع، وهكذا، حتى أنّ في بعض المرات، يتهيأ لك من هذه المصادفات، و»التخطيف الماراثوني»، أنّ «عباس» مضيّع، أو تائه، ويحتاج إلى فزعة منك، فتسأله مشفقاً: «ها يا الأخو، شكلك مضيّع»؟ ليصفعك برّده: «لا، أنا قاصد»! فعباس بالفعل قاصد، ودارس مواقع، وأماكن التجمع، وساعات الحضور، والانصراف، لبعض المصطافات، والمصطافين العرب، لتكتشف أنه كان في حالة «بحث» اعتيادي! *أمّا «شقية»، فكانت، كعادتها في السفر، حاضرة بكامل «زاوئدها»، وحمولتها الثقيلة، واكسسواراتها، وتوابعها، و»سراريحها» الفانتازيِّة، وعلى طريقة «شوفوا شو عندي»، تكون المزايدات والمنافسات مع الأخريات، وإن خرجت عن الذوق، والمناسب، شكلاً، ومكاناً، وزماناً! *من الأمور التي تُحسب لعباس هذا الصيف، أن غالبية «العبوسيين»، وعلى غير عادتهم، اختاروا أن يكون هذا الصيف سفراً عائلياً، فقد شوهد الكثيرون منهم، وهم يدفعون العربانات، ويخُضون المراضع، ويهّفون على ويه البيبي، ويرقدونه بعد، وشقية تتبضع مع رفيجاتها رواحهن! *ومن الأمور المثيرة للتعجب، والضحك، في آن واحد، أن تجد شقية، في أغلى منتجع صحي سويسري على الإطلاق، مثل «لابريري كلينيك»، لأجل إنقاص وزنها الزائد، وفي ظرف عشرين يوماً لا أكثر، ليس لأجل عيون عباس المسكين، ولا في محاولة منها لإرضائه، أو لتجديد عهود المحبة والمودة بينهما، ولكن لأن عرس بنت اختها قرّب، والمصمم «شرط» عليها، بأن تخفض من وزنها، بأقصى سرعة، «وإذا لا، ما فيه يلبْسها الفستان»! *من الأمور التي لم تكن في الحسبان، ومن المواقف المحزنة التي ألمت، وآلمت عباس هذا الصيف، هو أن يفترق عن صحبه، ويصبح كل ُّفي طريق، بعد السياحة، و»الحواطة» المتلازمة، يفترق الأحبة، في الغربة، بلا وداع، بلا كلام، ولا سلام، بسبب «عطسة»!!! فاطمة اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©