الوزاري الخليجي يناقش الشروط الأوروبية لاتفاقية التبادل الحر

بدأت في جدة مساء أمس اجتماعات الدورة الـ107 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية وفي مقدمها شروط الاتحاد الأوروبي في مفاوضات التوصل الى اتفاقية التبادل الحر مع مجلس التعاون· في وقت أقر محافظو البنوك المركزية لدول المجلس في اجتماعهم في الدوحة مسودة اتفاق للوحدة النقدية تؤسس لنواة بنك مركزي مشترك، ينتظر أن يبحثها وزراء مالية دول المجلس في 17 سبتمبر المقبل· وترأس معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد الدولة في اجتماعات ''الوزاري الخليجي'' في جدة· وكان في استقباله لدى وصوله الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وعبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون بدول الخليج العربية وسعادة العصري سعيد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية· وقال الأمين العام لمجلس التعاون قبيل بدء الاجتماع إن الوزراء سيركزون على بحث نتائج اجتماع وزراء الخارجية الأوروبي الخليجي المشترك في بروكسل الذي عقد في 26 مايو الماضي، واضاف أن البحث سيتناول ''ما يبدو من مماطلة أوروبية في التوصل الى اتفاق للتبادل الحر في حين تسعى دول الاتحاد الأوروبي الى عقد اتفاق شراكة مع إسرائيل التي تنتهك حقوق الانسان علنا وجهارا أمام المجتمع الدولي''· واضاف ''ان دول الاتحاد الأوروبي في كل مرة يتم فيها الاقتراب من التوصل الى اتفاق تقوم باثارة مطالب وشروط جديدة ويؤسفنا هذا الموقف الأوروبي''· وكان وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي قال قبيل مغادرته مسقط الى جدة إن الاجتماع سوف يناقش العديد من الموضوعات أهمها نتائج المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول التجارة الحرة· وأكد أن موقف دول مجلس التعاون سيكون حساسا ودقيقا من حيث الاستمرار في هذه المفاوضات أو تعليقها بسبب الموقف الأوروبي وإصرار المفوضية الأوروبية على ادخال فقرات ذات طبيعة سياسية لا تقبل بها دول مجلس التعاون· من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح قبيل توجهه الى جدة للمشاركة انه يحمل رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك حول التضامن العربي في ضوء زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الكويت الأسبوع الماضي· وقال الشيخ محمد ردا على سؤال حول ما اذا كانت الرسالتان تتعلقان بمساع للمصالحة تقوم بها الكويت بين سوريا من جهة ومصر والسعودية من جهة أخرى ''ان جهد الكويت مستمر في موضوع التضامن العربي''، مشيرا الى أن هناك بعض أو القليل من الانفراج في مجمل الأوضاع العربية· واضاف ''ثمة مؤشرات ايجابية في الجو العام العربي ومن بينها الأوضاع في لبنان''· من جهة ثانية، قال نائب الأمين العام المساعد لمجلس التعاون ناصر القعود عقب اجتماع محافظي البنوك المركزية لدول المجلس في الدوحة انه تم إقرار مسودة اتفاق للوحدة النقدية سيبحثها وزراء مالية دول المجلس في جدة في 17 سبتمبر المقبل قبل طرحها للمصادقة عليها· واضاف ''إن الاتفاق يعد خطوة كبيرة صوب تحقيق الوحدة النقدية''، واعرب عن أمله أن يبدأ المجلس النقدي عمله العام المقبل· وتهدف دول الخليج الى توقيع اتفاق في نوفمبر المقبل لإقامة مجلس نقدي موحد يتعين مصادقة كل دولة عليه على حدة· وقال الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي إنه سيتم تأسيس مجلس نقدي مشترك قبل العام 2010 كخطوة أولى نحو تأسيس مصرف مركزي اقليمي· واضاف أن محافظي المصارف المركزية لدول مجلس التعاون ملتزمون بعام 2010 كموعد نهائي للوحدة النقدية· وقرر المحافظون الذين عادة ما يجتمعون مرتين كل عام عقد اجتماع استثنائي في يونيو في محاولة لتسريع مشروع الوحدة النقدية· ويناقش المحافظون الاقتراحات بشأن مسمى العملة الخليجية الموحدة وفئاتها ومواصفاتها من خلال الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وذلك كمرحلة تسبق الإعلان النهائي عن تفاصيل العملة· وكان معالي سلطان بن ناصر السويدي محافظ مصرف الإمارات المركزي قال أمس الأول إن الإمارات تدعم وتقف خلف العملة الخليجية الموحدة والاتحاد النقدي الخليجي· وأضاف أن توقيت إطلاق العملة والاتحاد النقدي سيتحددان من خلال الشروط والظروف المحيطة وخاصة الخارجية، مشيرا إلى أن قضية ارتباط العملات الخليجية بالدولار والتضخم تعتبران عوامل مؤثرة على توقيت إطلاق الاتحاد والعملة الخليجية الموحدة·