الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة الظاهري تلعب مع الأسهم على الشاشة وتواجه اعتراض العائلة

فاطمة الظاهري تلعب مع الأسهم على الشاشة وتواجه اعتراض العائلة
3 أغسطس 2009 23:43
بينها وبين الكاميرا وفاق تام ونظرة واعدة بمستقبل باهر لإعلامية ناجحة، خطت خطواتها بكل ثقة وقوة إرادة وتصميم لتحقيق التميز والتفوق.. هذا هو طموحها وهذا هو شغفها الوحيد، التميز عن الآخرين في تقديم البرامج بأسلوب الفنانة المرهفة. عندما يبدأ التصوير تطل فاطمة الظاهري عبر شاشة «سما دبي» لتحيي المهتمين بأخبار البورصة وكل ما يستجد في عالم رجال الأعمال، فالأرقام مهمة والدقة مطلوبة والأسهم حائرة.. لينتهي التصوير وتذهب فاطمة مقاومة رغبة ملحة في تجسيد فكرة لوحة جديدة، تغازلها فرشاتها الخشبية المبللة بألوان العفوية والغموض التام، هكذا هي ولطالما كانت، تعلمت الرسم قبل أن تتعلم القراءة والكتابة، فالرسم اختارها هواية له، ولم يسمح لها بفرصة التفكير.. حاورناها وخرجنا بالتالي.. الميدالية الذهبية تقول فاطمة الظاهري: «أتذكر منذ صغري وقبل التحاقي بالمدرسة كانت أمي تطلب مني الرسم، وكأنها تطعمني وتسقيني ألوانا، ليصبح الرسم مع الزمن رفيق دربي وصندوق أفكاري» وتعود فاطمة إلى مقاعد الدراسة موضحة:» أتذكر إعجاب المدرسات برسمي، وإلحاحهن الدائم علي لكي أشارك في المسابقات، فكانت إحدى المدرسات تأخذني في الفسحة لكي أنجز لوحة خاصة لإحدى المسابقات، وكانت تفتخر بي وتشجعني كثيرا إلى أن حصلت على الميدالية الذهبية في الرسم على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وكانت هذه الجائزة هي الدافع القوي الذي فتح لي أبوابا واسعة في عالم الرسم، فتعلمت أنواعا عديدة من الرسم والتلوين، وعشت مع كل لوحة دورة تدريب لإتقان الرسم ولتكون لوحتي التالية هي الأكثر جمالا» أجمل لوحة قضت الظاهري أيامها ترسم عالمها الذي تحلم فيه، عالم مليء بالألوان المتضاربة التي ترمز لتحدي وقوة الإرادة، وأمضت سنوات الدراسة تحلم بأن تكون أستاذة في الرسم، وجاء اليوم الذي اقتربت فيه ساعة تحقيق أحلامها، فهذه هي في الجامعة وأمام كلية التربية، رجاؤها الوحيد التربية الفنية لتفاجأ بأن هذا التخصص قد تم إلغاؤه فلا مجال لتدريس الرسم، لتتساقط الأحلام كالشهب التي اختلت توازنها واختفت في المجهول، واحتارت أين تذهب بعد الفن، متسائلة: أي تخصص هذا سيحتوي إبداعها ولوحاتها وفرشاتها وأنابيب ألوانها الغاضبة؟ إلا أن الأمل عاد ليعيد البريق إلى تلك العينين الحالمتين، فبحثت عن تخصص يحتوي إبداعها لتلتحق بكلية العلوم الإنسانية وبالتحديد مجال الإعلام، فالإبداع هو كلمة السر والتجدد هي الأداة، فتقول:»خلال دراستي في الجامعة لم أتوقف عن الرسم، فالتحقت في نادي الإبداع في الجامعة وورشة الرسم، وانضممت إلى دورات وورش رسم، وصقلت موهبتي على أيدي أساتذة متخصصين، وشاركت في العديد من المسابقات وفزت بالعديد منها» وعن أجمل لوحاتها تقول بكل فخر:» لوحة المغفور له والدي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» فلقد رسمتها بالفحم، لكي تشعرني بالدفء والحب الذي كنا نشعر به تجاهه» مجال يناسبني وفي عامها الأخير، قبيل تخرجها، التحقت فاطمة بمركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام لتخوض تجربة مشوقة شدتها وتمسكت بها بقوة، فبعد تخرجها في الجامعة أكملت تدريباتها كمراسلة وأثبتت بقدرتها الفطرية على التحدي بأنها الشخص المناسب للعمل، فأصبحت مراسلة للأخبار وليست إلا شهور قليلة حتى أصبحت مذيعة لنشرة الأخبار الاقتصادية، فتقول بكل ثقة:» الظروف دفعتني لدراسة الإعلام، والتحدي شدني للعمل كمراسلة، وبتفوقي أصبحت مذيعة، فاكتشفت أن هذا المجال يناسبني تماما، فالإعلام مشابه تماما لشخصيتي، فأنا أحب التجديد والتطوير في ذاتي، لتقديم أفضل ما لدي، فالصعوبات التي تواجهني في هذا المجال تدفعني أكثر لتمسك فيه، فحلاوته في صعوبته، وتجاوز العقبات وإنتاج عمل متميز ومبدع هي متعتي الحقيقية» اعتراض عائلي تقف وراء فاطمة عائلة مشجعة وداعمة بالرغم من صعوبة تقبل الفكرة إلى أن الغلبة للنجاح والتفوق، فتوضح فاطمة محاولتها إقناع أهلها بخوض عالم التلفزيون قائلة: «واجهت صعوبة في بداية الأمر في تقبل عائلتي لفكرة ظهوري على الشاشة، فأنا أولا وأخيرا من عائلة محافظة متمسكة بالعادات والتقاليد، ولم يكن هذا بالأمر السهل، ولكن ولله الحمد بالتدريج ومع مرور الأيام تفهمت عائلتي ظروف عملي، فحبهم لي وسعادتهم في رؤيتي أحقق النجاح، دفعهم إلى تقبل الأمر وتشجيعي دائما لتقديم الأفضل، فهم معي في كل خطوة أخطوها في عالم الإعلام ويحثونني باستمرار على التميز». من أجل عيون الخيل جذبت الخيول العربية التي لا ينافسها خيل في الجمال فرشاة فاطمة، فاحتلت وجوه الخيول أعدادا كبيرة من لوحاتها، لتبوح لنا بقصة حب أصيلة، دفعت فاطمة لتقترب أكثر من هذا الكائن الحساس، وتمتطيه بكل رشاقة وتنطلق به إلى عالم يندمج فيه الواقع مع الخيال، فمن أجل عيون الخيل العربي تعلمت فاطمة ركوبه لترسم لنا لوحة تعبر عن تجربتها التي تتوق لتكرارها بشوق شديد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©