الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوانتنامو... مشكلة باتت في حكم الماضي

جوانتنامو... مشكلة باتت في حكم الماضي
3 أغسطس 2009 23:58
تعكف الإدارة الأميركية هذه الأيام على مناقشة إمكانية نقل معتقلي السجن العسكري بجوانتنامو في كوبا إلى منشأة أخرى في الولايات المتحدة، تكون مجهزة بقاعات لعقد المحاكمات الجنائية، ومكان لاستضافة اللجان العسكرية التي قد تتولى مقاضاة المشتبه فيهم، وذلك حسب ما صرح به مسؤولون في الإدارة الأميركية يوم الأحد الماضي. ومن المرتقب في حال المصادقة على نقل المعتقلين من قبل الكونجرس أن تدار المنشأة البديلة بشكل مشترك بين وزارة الدفاع والعدل ووزارة الأمن الداخلي مع تولي كل جهة مسؤولية الإشراف على نوع محدد من النزلاء. وحسب مسؤولين أميركيين، فإن المعتقل الجديدة سيستضيف أيضاً السجناء الذين يقضون فترات غير محددة، فضلاً عن الذين أُخليت ساحتهم دون أن يجدوا دولة مستعدة لاستقبالهم، وفي الحالات التي يدان فيها المشتبه فيهم من قبل المحاكم الفيدرالية ستكون المنشأة الجديدة المكان الذي يقضون فيه فترة حكمهم. لكن تبقى المشكلة في اختيار المكان الذي سيكون مقراً للمعتقل الجديد، وفي هذا السياق توجهت أنظار المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى السجن العسكري في «فروت ليفتورث» بولاية «متشيجان» لما يتميز به من حراسة مشددة وإجراءات أمنية صارمة، علماً بأنه كان مقرراً إغلاق أبوابه خلال الفترة القادمة. وقد أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الأفكار التي نقلتها وكالة «أسوشيتد بريس» يوم الأحد الماضي حول إمكانية نقل سجناء جوانتنامو إلى معتقل جديد داخل التراب الأميركي قد نوقشت بإسهاب من قبل فريق عمل شكل من كالات فيدرالية مختلفة، قد أعلن أنه فحص سياسة الاعتقال المتبعة، لكنه لم يقر تعديلات، أو يدخل تغييرات جوهرية على ماهيتها. وعن هذا الجانب، قال أحد المسؤولين «إنها فكرة واحدة من ضمن الأفكار التي طرحت للنقاش»، مضيفاً أن الفريق المكلف ببحث فكرة النقل لم يخرج بقرارات محددة حول الموضوع، ولم يرفع أية توصيات إلى الوزارات المعنية، أو إلى الرئيس أوباما نفسه. هذا ولم يرغب الذين تم التحدث إليهم حول سياسة الاعتقال الجديدة أن يكشفوا عن هويتهم لعدم الترخيص لهم بالحديث علناً حول هذه القضية، وكان أوباما في أولى خطواته بالبيت الأبيض قد وقع قراراً تنفيذياً ألزم إدارته بإغلاق معتقل جوانتنامو في غضون سنة، بيد أن الخطة التي أراد من خلالها أوباما طي صفحة المعتقل سيئ السمعة ونقل نزلائه إلى سجن خاص داخل الولايات المتحدة واجهتها العديد من العقبات، لا سيما المعارضة السياسية الشرسة من قبل بعض النواب الديمقراطيين بالكونجرس، وهو ما أطال النقاش الداخلي حول الطريقة المثلى لصياغة سياسة أميركية في مجال الاعتقال. ويذهب مسؤولو البيت الأبيض الذين يدافعون عن فكرة المعتقل الجديد، إلى أن ذلك من شأنه التخفيف من تحدي الإبقاء على المعتقلين موزعين على ولايات متعددة تخضع إلى قوانين مختلفة، فضلاً عما يتطلبه ذلك من خطط أمنية لحراسة المعتقلين كل في مكانه، وبعكس ذلك سيحل المعتقل الواحد جميع هذه المشاكل حسب رأيهم، ناهيك عن تركيز المعارضة السياسية -إن وجدت- في ولاية واحدة، بل وفي بعض الحالات، مثل ولاية متشيجان، لو استقر الرأي على إقامة السجن البديل بها، فإن السلطات المحلية بها والهيئات السياسية قد تبدي دعماً لاستقبال المعتقلين. وفيما رحب بعض أعضاء الكونجرس في ولاية ميتشجان بفكرة إعادة تأهيل سجن محلي لاستقبال معتقلي «جوانتنامو» -لما سيشكله ذلك في نظرهم من فرصة لإنعاش اقتصاد الولاية بفتح ورش كبيرة لتأهيل السجين وترميم مرافقه- فقد أبدى بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين في ولاية «كانساس» مثل «سام براونباك» و«بات روبرتس» معارضتهم الواضحة لفكرة فتح «فورت ليفنورث» بولاية متشيجان لمعتقلي «جونتنامو»، مطالبين بعدم إغلاق معتقل كوبا بسبب ضيق المكان في سجن «متشيجان» وعدم قدرته على استيعاب جميع المعتقلين، بل هم عارضوا أيضاً نقل المعتقلين إلى سجن بولاية «كانساس»؛ لأن ذلك سيؤثر على إقبال البعثات العسكرية الأجنبية على الكلية الحربية التي توجد في الولاية، خاصة إذا جيء بالمعتقلين إلى سجنها. كما وصل الحد بالكونجرس، الذي يحتدم فيه النقاش حول الموضوع، إلى قطع الأموال على الإدارة، ومنعها من استخدام الملايين من الدولارات لنقــل أي من المعتقلين الذين يقدر عددهم بـ299 معتقلاً إلى داخل الولايات المتحدة، إذ يصر السياسيون من الحزبين معـــاً على رؤية خطة مفصلة تقدمها الإدارة حول تأمين عمليــة نقـــل المعتقلين قبــل الموافقة على استقــدام البعـــض منهم، مثل «خالد شيخ محمد»، الذي اعترف بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر إلى السجون الأميركية. لكن رغم المعارضة التي يبديها نواب الكونجرس، تؤكد الإدارة عزمها على العمل مع المشرعين الأميركيين، لا سيما أن سياسة جديدة في التعامل مع المعتقلين، أو إقامة منشآت بديلة لمعتقل «جوانتنامو»، هي أمور تحتاج إلى دعم تشريعي من قبل الكونجرس، فضلاً عن بعض التفاصيل الأخرى التي تحتاج إلى المزيد من التوضيح، مثل الطريقة التي ستشكل بها هيئة المحلفين لمحاكمة المعتقلين في حال عرضهم على المحاكم المدنية. بيتر فين وسكزت ويلسون - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©