ترجمة: عزة يوسف
يغير تشخيص اضطراب طيف التوحد حياة الطفل المصاب وجميع أفراد الأسرة، ويتحمل الآباء والأمهات الكثير من التوتر بسبب جداول العلاجات الخارجية، والعلاجات المنزلية، بالإضافة إلى مسؤوليات العمل والالتزامات العائلية، فضلاً عن الضغوط المالية الناتجة عن العلاجات المكلفة.
وحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني theautismnews، يؤثر هذا التوتر على الحياة الأسرية بطرق سلبية مختلفة، حيث يجد آباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد أنهم بحاجة إلى تلبية احتياجات أطفالهم، إضافة إلى متطلبات أسرهم، وقد تدفع طرق التعامل مع الضغوط على تعزيز العلاقات الأسرية والزوجية، إلا أن ذلك يتطلب نظام دعم والكثير من العمل الشاق.
وحدد التقرير عدة طرق تتأثر بها عائلات أطفال التوحد:
التأثير العاطفي
يجلب التوحد معه الكثير من فترات الصعود والهبوط العاطفي لأفراد الأسرة، التي تبدأ قبل التشخيص وتستمر إلى أجل غير مسمى، وتقول دراسة في دورية طب الأطفال إن الحالة النفسية لأمهات أطفال التوحد تصنف بأنها على غير ما يرام، ويرجعن هذه المشاعر إلى أسباب عدة منها الحرج من سلوك أطفالهن في الأماكن العامة، والشعور بالعزلة الاجتماعية، والإحباط الناجم عن الفرق بين تجربة الأبوة والأمومة «بين الواقع والمأمول»، والشعور بالذنب ظنا أنهن مسؤولات عن إصابة أطفالهن.
التأثير على الزواج
كشفت دراسة في إحدى المجلات العالمية المختصة بعلم نفس الأسرة عن أن حالات الطلاق بين آباء الأطفال المصابين بالتوحد تزيد بنسبة 9.7 في المئة أكثر من أقرانهم «ممن ليس لديهم أطفال متوحدون»، ويمكن أن تشمل الضغوطات الزوجية اختلاف طرق تقبل ومعاملة الآباء والأمهات لطفلهم، وقد يصل الأمر إلى النزاع، وعدم القدرة على قضاء بعض الوقت معاً بسبب العديد من الالتزامات والجداول الزمنية غير المتناسقة، بالإضافة إلى أن الإجهاد المالي قد يثير المشاكل بين الزوجين.
تأثير الشقيق
يؤثر وجود طفل يعاني التوحد على أشقائه، حيث يخضع الأشقاء لكثير من الضغوط التي يواجهها أفراد الأسرة الآخرين، وعلاوة على ذلك، لا يتمكن الآباء من توفير الدعم الكامل لهم، لأنهم يشعرون بالإنهاك بسبب تلبية احتياجات ومطالب طفلهم المتوحد، وقد تؤدي حاجة أطفال التوحد إلى مزيد من الاهتمام والوقت إلى شعور الأشقاء بأنهم مهملون ومستاؤون وبالتالي يقل تعاونهم.
التأثير المالي
تواجه عائلات ذوي التوحد غالبا الكثير من االأعباء المالية الكبيرة، حيث لم تتم تغطية نفقات علاج التوحد من قبل معظم شركات التأمين الصحي الخاص، فإنها تكون مكلفة للغاية، ويتكبد الآباء مصروفات الأدوية وزيارات العيادات، التي غالباً ما تؤدي إلى ديون مالية ضخمة وذلك حسبما أكدت دراسة واردة في طب الأطفال، بعدما خضعت العائلات ذوي الأطفال المصابين بالتوحد إلى خسارة متوسط 14 في المئة من كامل دخل أسرهم.
أفضل طريقة
إدراك الصعوبات الناشئة في الأسر بسبب التوحد والاعتراف بها يعد أفضل طريقة لفهم كيفية تأثر أفراد العائلة والعلاقات فيما بينهم بسبب الاضطراب، ويمكن أن يساعد الإرشاد الأسري الآباء والأمهات في تخطي مشكلتي العلاقات الزوجية والاتصال بالعالم الخارجي، في حين يساعد العلاج النفسي في التعامل مع التأثير العاطفي للتوحد.
عدد اليوم
