قوات القذافي تستعيد أجدابيا والبريقة

واصلت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي زحفها إلى شرق ليبيا، وسط تراجع قوات المعارضة، في وقت تمكنت القوات الحكومية من دخول مدينتي البريقة وأجدابيا وقطع الطريق التي تربطها مع بنغازي، بينما فر مئات المدنيين والمعارضين من جحيم القصف العشوائي الذي طال المنازل والسيارات. وأفاد صحفي لوكالة “فرانس برس” بأن مئات المدنيين والمتمردين وصلوا إلى بنغازي هرباً من أجدابيا. ووصل المدنيون على متن سيارات في حين وصل المتمردون المسلحون على متن سيارات بيك اب. كما شوهدت سيارات إسعاف آتية من اجدابيا تتجه أيضا إلى بنغازي. وقال أحد المتمردين ويدعى فتحي “تعرضنا لقصف عنيف وهم يقصفون بشكل عشوائي المنازل والمدنيين، لذلك قررنا الرحيل” مضيفا “عندما غادرنا كانت المدينة لا تزال تتعرض للقصف”. وأضاف المقاتل فتحي انه “شاهد ثلاث سيارات تعرضت للقصف وقتل فيها عدد من النساء والأطفال”. وقال أيضا “سنتزود بالأسلحة قبل أن نعود إلى القتال”. وقال المقاتل عبد الرؤوف وقد أصيب في يده خلال القصف “كنت داخل احد المنازل عندما أصبت بشظايا قذيفة” مضيفا انه شاهد “طائرتين تحلقان في أجواء المدينة خلال القصف”. وأفاد موقع إخباري تابع للمعارضة الليبية بأن معارضين يقودون طائرة “ميج 23” وهليكوبتر أغرقوا سفينتين قبالة الساحل الشرقي لبلدة أجدابيا. ونسبت صحيفة “برنيق” في موقعها على الإنترنت إلى ضابط لم تسمه في القوات الجوية في قاعدة في بنغازي القول إن طائرتي قصفت أيضا عددا غير محدد من الدبابات بالقرب من البريقة وأجدابيا. وقال التلفزيون الليبي الرسمي ان قوات القذافي أخرجت مقاتلي المعارضة من بلدة اجدابيا التي تعرضت لقصف عنيف قبل دخول القوات الحكومية اليها. وبث التلفزيون رسالة على الشاشة تقول ان بلدة اجدابيا طهرت من المرتزقة والارهابيين المرتبطين بتنظيم “القاعدة”. وأفاد مراسل “فرانس برس” بأن مدنيين ومسلحين شكلوا مع سياراتهم صفوفا طويلة أمام محطات الوقود قبل ان يحاولوا سلوك طريق طبرق شرق اجدابيا. وعمد مسلحون آخرون إلى إقامة حواجز في شوارع المدينة. وقصفت قوات القذافي الثلاثاء بالمدفعية والطائرات اجدابيا، آخر معقل للثوار الليبيين قبل بنغازي ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة نحو 15 آخرين.وقال شهود عيان إن قوات القذافي شنت قصفا مكثفا على موقع للمعارضة المسلحة على مشارف أجدابيا وعلى مخزن أسلحة قريب. وكان قتيلان ورجل بترت يده نقلوا الى المستشفى الليلة قبل الماضية. وقال معارضون انهم تعرضوا لقصف عنيف بينما تصاعد دوي القصف الصاروخي في وسط المدينة. وقتل متمرد واحد على الاقل هو رجل في الحادية والثلاثين في شظايا قنبلة ألقتها مطاردة على سيارة. وقبل ساعات تسلم المستشفى جثتي قتيلين وثلاثة جرحى في حالة حرجة . وفي الوقت نفسه نقل حوالى 12 جريحا الى المستشفى، وأوضح الاطباء ان معظمهم كانوا ضحايا عمليات قصف. وذكر سكان ان معارك متفرقة تجري في البريقة الموقع النفطي الذي يبعد 80 كلم غربا الذي استعادته القوات الحكومية الأحد. وقال مقاتل معارض لرويترز ان بلدة البريقة وقعت أمس في أيدي قوات القذافي التي تتقدم باطراد بحذاء الساحل داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال المقاتل “فقدنا البريقة تماما. لم نتمكن من مواجهة قوات القذافي”. وقال شاهد عيان لرويترز “قوات القذافي دخلت وسط اجدابيا وعندها تعرضنا لإطلاق النار”. وكانت النافذة الخلفية للسيارة محطمة وقالت امرأة من اثنتين تجلسان في السيارة في الخلف ومعهما خمسة أطفال “أطلقوا النار من خلال النافذة”. وأكد التلفزيون الليبي ان “مسيرات حاشدة” مؤيدة للقذافي خرجت في زوارة، مؤكدا بذلك ضمنيا قيام القوات الموالية للنظام باسترداد المدينة من ايدي الثوار.