الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة التربيع والتثليث

رسالة التربيع والتثليث
2 مايو 2010 20:29
(1) فكرة عبقرية اكتشفها متكرش ألماني طفران ...اكتشف أن بإمكانه تسويق وبيع وتأجير كرشه المبجل.، للراغبين في تحويله إلى لوحة إعلانات أو أية استخدامات أخرى. إنها فكرة عبقرية فعلاً ، وقد قررت استنساخها عن بعد، لم لا ؟؟؟ وأنا أملك كرشا متناميا يتمتع بكفاءة عالية وقدرة فائقة على تخصيب اليورانيوم ..إذاً فتأجير كرشي سيكون فكرة شرعية وصائبة ومقبولة دوليا ،وهذا هو الإعلان: معروض للإيجار في المزاد العلني : كرش كاتب ساخر عملاق(العملاق تعود على الكرش وليس على الكاتب)، وهو صالح لكافة الاستخدامات التجارية من زراعة السمسم وحتى تخصيب اليورانيوم، ولديه قدرة فائقة على الهضم ، حيث تمكن من هضم قانون جامعة الدول العربية خلال ساعة فقط...ويصلح الكرش لوحة إعلانية متحركة ودائمة لأي شركة عالمية حاصلة على الأيزو، سيما وأن صاحبه(حامله) دائم التسكع والتجوال على سرفيس 11 (يعني سيرا على الحوافر). يمتاز الكرش باستدارة عالية الوطيس ، كما ينخفض عند المثانة بشكل مفاجئ يذكركم بانبعاجات الفنانين التشكيليين والتبعيجيين والتطعيجيين العظام (والكوارع)، ويمتلك الكرش صدامات جانبية و(طفطاف) و(بانيل)متميز يمكن استخدامه لبناء الأكشاك وتأجيرها. الكرش متين وقادر على مواجهة الكوارث الطبيعية والصمود في الحروب الكيميائية والجرثومية، ويمكن استخدامه منصة لإطلاق الأقمار الاصطناعية في الفضاء الخارجي . بانتظار عروضكم على بريدي الإليكتروني ، حتى يرسو العطاء على صاحب السعر الأعلى . لا تدعو الفرصة تفوتني !! (2) «مش ابن عيشة» .... عبارة نقولها كجملة خبرية ذات طابع تنجيمي تنبؤي كلما عرفنا شخصا - خصوصا إذا كان طفلاً أو شاباً - ذكياً ومتميزاً.. وإذا توفي أحد هؤلاء نقول ذات العبارة مع التأكيد بأننا عرفنا أنه سيموت مبكراً لأنه (مش ابن عيشة). التراث العربي يحفل بهذه الأمثال التي تؤكد أن لا مكان للأذكياء بيننا.. فهذا المتنبي يعلن على الملأ بأن الطفل (زيتون) لن يكمل الأربعين يوماً على هذه الحياة، لمجرد أنه (شمط) المتنبي بيتين من الشعر يسخر من قصة النبوة التي ادعاها. هذه مجرد أمثلة على حزمة من الأقاصيص والحكايات التي تشي بأن تاريخنا يرفض الأذكياء والعباقرة والمتميزين ويعتبرهم شذوذاً عن القاعدة وان لا مكان لهم في دفتر الحياة. لن نتطور إلا إذا اختفت هكذا أحكام من تراثنا القادم، وصرنا نحتفي بالمتميزين بدل أن نحكم عليهم بالموت العاجل. (3) موزة واحدة يومياً تبعد شبح السكتة القلبية . تفاحة يومياً تبعد الطبيب عن البيت . جزرة تبعد طبيب العيون. حبة مندلينا تحول عائلة طبيب الأنف والحنجرة إلى شحادين. السبانخ تبعد الصيدلي الكاكا تبعد الباسور الشمام يبعد الناسور البطيخ يبعد الصرصور الباذنجان يبعد آداب المرور الزيتون يبعد طبيب الكلى البصل يبعد المعارف الثوم يبعد الجميع تماما. هذا وما يشابهه ما تطالعنا به الصحف وباقي وسائل الإعلام كل صباح ، ولو صدق هذا لكان أبناء الخضرجية وأصحاب بسطات الأعشاب و الخضار والفواكه على الطرقات هم أكثر الناس صحة وشبابا وحيوية، يحسدهم جميع الأطباء وأبناؤهم وبناتهم وأحفادهم ومن لف لفهم في البلاد وفي المهجر ، ناهيك عن الممرضات والتمرجية وأصحاب المستشفيات الخاصة. ان تبسيط أمور السلامة الصحية بموزة أو برتقالة هو اعتداء صارخ على صحة الإنسان ... تحديداً الذي يصدق هكذا سواليف ويوغل في سمط الجزر والمندلينا والتفاح ويعتقد أنه ليس بحاجة إلى طبيب، وان ما يصيبه من أوجاع هو مجرد انتفاخات تنتهي بالبابونج والشيح وجرية الحمامة ...يظل هكذا حتى (يكت) مثل شامبر اللوكس . ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©