الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاب الطفل غير مجدٍ إن لم يعرف السبب!

عقاب الطفل غير مجدٍ إن لم يعرف السبب!
2 مايو 2010 20:32
كثيراً ما يلجأ الآباء والأمهات إلى عقاب أطفالهم عندما يفشلون في تعليمهم قواعد السلوك بكل الطرق الممكنة، وأن ضرب الابن ليس هو الطريق الوحيد للتربية. لأننا عندما نحاول أن نسترجع ذكرياتنا عن أسلوب التربية الذي تعامل به آباؤنا معنا، سنجد أن بعض الذين كانوا يتلقون ألوان العقاب المختلفة فشلوا في حياتهم والبعض الآخر نجح في حياته. وسنجد أيضاً أن الذين لم يعاقبهم آباؤهم قد نجح بعضهم وفشل البعض الآخر. وهكذا فالعقاب أو عدمه ليس وسيلة التربية الوحيدة. إن أساس التربية المهم للغاية، هو الذي يجعل الابن مهذباً يجيد التصرف في المواقف المختلفة، وإحساس الأبوين تجاه الطفل، وإحساس الطفل تجاه الأبوين. وهذان الإحساسان وجهان لعملة واحدة. لكن... لماذا يفلت زمام الطفل في بعض الأحيان أو المواقف؟ والاجابة هي أن الطفل قد يخطر بباله اللعب أو استكشاف شيء يمنعه الأهل من اكتشافه، ويظهر هذا الشيء للطفل كعالم عجيب غريب يستحق أن يدخل في مغامرة لاكتشافه. ولذلك فهو يختار المناسبة التي تكون فيها الأم غير حازمة تماماً عندما منعته آخر مرة من اكتشاف هذا الشيء. لذلك فهو يبدأ في عملية الاستكشاف وهو يرغب طبعاً في عدم إفساد هذا الشيء وقد تنتهي به هذه المحاولة إلى تحطيم شاشة التليفزيون مثلاً، أو قد يحطم تمثالاً صغيراً تعتز به الأسرة، وقد يفعل كل ما يسيء إلى الأهل، لأن الأم أعلنت غضبها منه دون سبب واضح أو لأنه يشعر أن الأسرة تفضل عليه شقيقه الآخر وأحياناً أخرى قد تتجمد أعصاب الأم من فرط الخوف على ابنها لأنه جرى في الشارع ولم ينتبه، وكادت أن تصدمه سيارة.. في مثل هذه الظروف نجد أن نفس الأم أو الأب تمتلئ بالضيق والغيظ والغضب.. فتبدأ الأم ويبدأ الأب في عقاب الابن أو على الأقل تتولّد الرغبة في عقاب الابن. إن عقاب الطفل أو عدم عقابه أو ضربه أو عدم إيذائه بالضرب، كل هذا قد يكون له أسباب في أعماق الأم. هل عانت هي في طفولتها من هذا النوع من العقاب أم لا؟ إن الآباء والأمهات الذين جاؤوا من أسر لا تستعمل العقاب إلا قليلاً وكان في استطاعة آبائهم أن يفرضوا عليهم قواعد السلوك السليم دون عقاب، هذا النوع من الآباء يعرف كيف يصنع أنظمة للطفل بحيث لا يخرج أبداً عن قواعد السلوك السليم ويملك بالتالي قدرة على الحسم والحزم في قيادة أمور الأبناء. ولا يلجأ الواحد منهم أبداً إلى تطبيق أسلوب العقاب مع الأبناء، إلا في الحالات القصوى. ويختلف الأمر طبعاً بالنسبة للآباء الذين عاشوا طفولة مليئة بألوان العقاب فإذا كان ذلك العقاب قد تم من أجل أخطاء جسيمة فهم يعاقبون أبناءهم على الأخطاء ذاتها بألوان العقاب نفسها. ولابد لنا أن نعرف أن عقاب الابن في اللحظة المناسبة وبالأسلوب الهادئ غير المنتقم يفيد الطفل لأنه يتعلم أنه هو السبب في حدوث العقاب له ويشعر بأنه مخطئ فعلاً ولا يجب أن يكرر السبب الذي من أجله عوقب. وهذا الإحساس يغلب إحساس الضيق والغيظ. والعقاب المناسب دون نزعة انتقامية ودون أن تفلت أعصاب الأم أو الأب وهي تعاقب الابن، هذا العقاب يقنع الطفل فعلاً بأن الأمر الذي صدر إليه وخالفه كان يجب تنفيذه وهذا ينفس عن روح الغضب التي قد تسود أحاسيس الأم ويصفو جو العلاقة بينهما وبين ابنهما، ويتصرف بشكل مهذب لمدة طويلة. والسؤال: هل نعاقب الابن فور اقترافه الخطأ أم نؤخر العقاب إلى ميعاد آخر؟ كانت وجهة النظر السائدة في المجتمعات هي أن على الأب أن يختار أسلوباً في تربية الطفل ثم يطبق هذا الأسلوب بقوة الإرادة وكانت وجهة النظر تلك تتجاهل تماماً الأحاسيس والمشاكل التي تدور في أعماق الأب أو الطفل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©