الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زعيم أوغلو يروي الرقصة بين الإصغاء والرفض في «حرقة الحب»

زعيم أوغلو يروي الرقصة بين الإصغاء والرفض في «حرقة الحب»
4 أغسطس 2009 00:12
نالت رواية «حرقة الحب» للكاتب والأديب التركي الألماني فريدون زعيم أوغلو، استحسان النقاد والقراء الألمان، وأثارت نقاشاً رومانسياً في الصفحات الثقافية داخل الصحف الألمانية، وهو ما لا يتحقق كثيراً في الصحف الألمانية. ويُعتبر الكاتب الألماني التركي الأصل فريدون زعيم أوغلو أحد أهم نجوم الأدب الألماني المعاصر، وحققت روايته نجاحا كبيرا في ألمانيا، واستطاع من خلالها أن يفرض نفسه على الساحة الأدبية في ألمانيا ومن أهم روايته الناجحة مجموعته القصصية «اثنا عشر غرامًا من الحظّ» (صدرت عام 2004) وروايته «ليلى» (صدرت عام 2006) وفي بداية نشاطه ككاتب كان زعيم أوغلو يدعي أنه ألماني من والدين تركيين، وهو ما أثار الارتباك في الأوساط الثقافية، وقد أتي زعيم أوغلو طفلاً رضيعاً إلى ألمانيا مع والديه، وكان أبوه يعمل في شركة «باسف» للكيمياويات، أما أمه فقد عملت في مجال التنظيف، وبعد حصوله على الثانوية العامة درس في البداية الطب، ثم فن الرسم، وقبل أن يتقدم إلى امتحان التخرج هجر دراسة الطب، رغم درجاته الممتازة، وهو يصف الفترة التي عاشها قبل أن يكتب باكورة أعماله «لهجة الكاناك» وكلمة «كاناك» هي نسبة تُطلق على الأتراك ـ بأنه «بعد سنوات من الرسم والوظائف المؤقتة والدراسة وجدت نفسي في غمار عميلة ذبح جماعية حيث كنت أقوم بنحر الحيوانات. كنت نموذجاً مجسداً للإنسان الفاشل، لم تكن عندي خطة أو هدف. كنت شخصاً مكتئباً أحمق». وفي بداياته كانت الصفحات الثقافية في ألمانيا تنظر إليه باعتباره كاتباً ساخراً أو باحثاً اجتماعياً أو حتى شخصاً يعمل في مجال الخدمة الاجتماعية، وبروايته الناجحة «ليلى» (2006) أثار فريدون زعيم أوغلو مفاجأة كبيرة لأن العمل يختلف تماماً عن كل رواياته السابقة، ومنذ تلك الرواية لم تعد الصفحات الثقافية قادرة على الاستمرار في النظر إليه باعتباره كاتباً «يعبر عن بيئة معينة» ويلعب دوراً هامشياً في الأدب الألماني، وعندما كان أوغلو يقرأ من «ليلى» كانت القاعات تمتلئ عن آخرها أيضا. وتدور أحداث رواية «حرقة الحب» الصادرة مطلع العام الجاري عن دار «كيبين هوير فيتش» بألمانيا، حول الشاب ديفيد الذي يسافر عبر تركيا، وهناك ينجو بأعجوبة من حادث باص صعب سقط فيه الكثيرون من القتلى، وعندما يكون ديفيد مستلقيًا على قارعة الطريق بعد نجاته من الحادث تظهر امرأة شقراء وتعطيه ماء وتغسل له الدم عن جبهته، وكذلك تذهب وبصورة مفاجئة مثلما أتت، ولا يحفظ هذا الجريح في ذاكرته منها سوى الأحرف الأولى من لوحة سيَّارتها الألمانية ومنظر خاتمها الأزرق الذي ترتديه بيدها، غير أنَّ ديفيد يصل إلى مستشفى تركي، ويواجهه المجاورون له في غرفته برأي عن الحب، بدا لهذا الشاب الذي ولد في تركيا وتربَّى وكبر وعاش في ألمانيا غريبًا للغاية؛ ويقول ديفيد «كنت أعرف نار الولاعة ولكني لم أكن أعرف حرقة الحب في القلب، لقد كنت في الغرب فاسدًا، كنت من أساسي إلى رأسي رجل الغرب الضعيف جسمانيًا وعقلانيًا، ولم تكن لديّ أي فكرة عن تقليد عبادة المرأة في الشرق». ويعود ديفيد إلى ألمانيا ويحاول البحث عن حبيبته المجهولة التي لا يتذكر منها غير لوحة سيارتها المكتوب عليها حرفين يرمزان إلى اسم المدينة التي تسكنها «نيبورج» في شمال ألمانيا، ويسافر إلى هناك للبحث عن الحبيبة المجهولة، ولكنه بعد بحث شاق يجد محبوبته «تيرا» وعلى الرغم من أن تيرا ترفض في البداية وبلهجة شديدة طلبه الذي يوجهه لها بصراحة قائلاً «أريد أن أكون عشيقك»، إلاَّ أنهما يقضيان مع بعضهما ليلة وردية؛ وتليها ليالٍ أخرى، وما يبدأ بينهما الآن، يعدّ بمثابة رقصة بين الإصغاء والرفض، فكثيرًا عندما تخوض تيرا مع ديفيد ترفض أن تعرف أي شيء عنه، وتقول له «التغزّل غير مجدٍ. وداعًا». وغير أن هذا الرفض يزيد فقط من حرقة حبِه أكثر، وعلى الرغم من أنه يشعر بأنه يجعل من نفسه أضحوكة، إلاَّ أنه لا يتوانى عن بذل الجهود من أجل لقائها، كما أنه يلحقها من هذه المنطقة الريفية في شمال ألمانيا حتى براغ وفيينا، ويتصرف أثناء ذلك مثل أبله معتوه - وكثيرًا ما يستخدم الراوي هذه الصفة لوصف نفسه. وفي براغ تقوده دليلته السياحية الجميلة بعيدًا عن تيارات السياح وبصورة بديهية إلى أماكن الأساطير والخرافات، وتتم مرارًا وتكرارًا مشاهدة كنائس وأديرة وقديسين ومقابر، «هل أنت رومانسي؟» تسأله تيرا في أحد المواضع وتقول من خلال ذلك ما يتأرجح باستمرار في هذه الرواية؛ أي الحب الكبير للرومانسية، وهكذا يُستدل على خاتم تيرا الأزرق باعتباره رمزًا للشوق والحنين، وباعتباره «الزهرة الزرقاء» الخاصة برحلة الحبّ الطويلة هذه.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©