الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكريدت كارد «الموظف التعيس» (5)

13 مارس 2012
كان يا ما كان في “جديد” الزمان و”حاضر” العصر والأوان.. يحكى أنه.. في يوم من أيامنا الصباحية الجميلة، كان هنالك موظف “سعيد”، يعيش أيامه السعيدة مع عائلته الصغير، والابتسامة لا تفارق وجهه والضحكة لا تكاد تنقطع من شفتيه. يتقاضى راتباً شهرياً مجزياً من عمله الذي يعشقه ويحبه. وعليه كما على العديد منا بعض الالتزامات البنكية وغير البنكية، القادر على التأقلم معها، والعارف بكيفية سدادها، ومواعيد استحقاقها، وتواريخ انتهائها.. لحين جاءه وعلى حين غرة وغفلة، هاتف من مجهول، لم يجبه في المرة الأولى والثانية... والعاشرة، ومع إصرار المتصل وتعنته، رد الموظف السعيد على هاتفه، ليصبح بعدها وبثوانٍ معدودة الموظف “التعيس”، ولتنقلب حياته السعيدة التي اعتاد عليها، إلى حياة “تعيسة” لم يعتد عليها، ولم يتوقع أنه سيعيش مثلها في يومٍ من الأيام. “ألو...”: نحن من البنك “x” نود أن نعلمك بأنه قد تم إيداع مبلغ “كذا” في حسابك الشخصي لدينا. “نعم...”: من أودع هذا المبلغ في حسابي؟ فآخر الشهر لم يأت ليتم إيداع راتبي، وهذا المبلغ في الأساس يفوق راتبي بأضعاف كثيرة. هذه هي البداية التي تحول معها الموظف السعيد إلى الموظف التعيس، والتي جعلته يعيش أصعب ساعات عمره في انتظار قدوم الصباح، للذهاب والسؤال عن هذا المبلغ الذي تم إيداعه في حسابه من دون أن يعلم من أين هو مصدره. وعندما سأل عن مصدر هذا المبلغ، فإذا هو يصدم بأنه مبلغ مالي مقتطع من إحدى بطاقاته الائتمانية، وعلى هيئة ما يعرف بـ “كويك كاش”، والتي تدخل ضمن حسابات بنكية معقدة ليست كحسابات القروض والسلف الشخصية، إنما لها طرق خاصة، وأساليب متخصصة، ليس كل إنسان وشخص عادي قادر على التعامل معها، بدون أن يتكبد الخسائر، التي وإن تمكن من ققل بابٍ منها، فلن يتمكن من قفل بقية الأبواب. لماذا يلجأ الموظف السعيد لهذا الكويك كاش من بطاقته الإئتمانية، وهو في الأساس حاصل على أحد القروض البنكية الميسرة في الدفع والسداد؟ ولماذا يقوم موظف البنك بخداع العميل؟ موظف البنك هذا الذي من المفروض أن يكون “مؤتمن” لأنه يمثل بنكاً عريقاً محترماً لا يجوز أن يخدع أو يخادع زبائنه وعملاءه، لكي يحصل على “بونص” أو مكافأة مالية في آخر الشهر على حسابي وحسابك. ولماذا تأتينا عشرات الاتصالات اليومية التي تكل أنت من كثرتها واستمراريتها، ولا تمل هي من مواصلتها الاتصال بك في كل وقتٍ وزمانٍ ومكان؟ موظف الأمس “السعيد”، أصبح موظف اليوم “التعيس”، عندما قام بإرجاع كامل المبلغ الذي أودع رغماً عنه وعن أنفه، وفي الوقت نفسه إلى حساب بطاقته الإئتمانية التي أقتطع منها ذلك المبلغ، والذي ظن أنه أنهى مشكلة لا ناقة له بها ولا جمل، وهو لا يدري أنه ملزم ورغماً عنه أيضاً بدفع كامل الفوائد والأرباح عن مبلغ “الكويك كاش”، الذي لم يستفد منه ولم يفد غيره به، والذي سيضطر اليوم لدفع هذه الفوائد البنكية على هذا الكاش الذي لم يأخذه، ولم يطلبه في الأساس. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©