زوار معرض شنغهاي يطلعون على مدينة «مصدر»

اطلع زوار جناح الإمارات في معرض شنغهاي بالصين، الذي يشرف عليه المجلس الوطني للإعلام، على مبادرة مدينة “مصدر” التي أطلقتها حكومة أبوظبي باستثمارات بلغت مليارات الدولارات في مجال الطاقة المتجددة والبديلة والتنمية المستدامة والتعليم والتصنيع وإدارة الكربون، بهدف إيصال أبوظبي إلى موقع الريادة العالمية في مجالات تكنولوجيا الطاقة المتجددة والمستدامة. وقالت انكا ويستلي مديرة فعالية القمة العالمية لطاقة المستقبل إن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” تقدم من خلال جناحها الذي أقامته ضمن جناح الإمارات، عرضا شاملا للزوار تسلط الضوء خلاله على وحدات الأعمال الست التابعة للمبادرة بما في ذلك التخطيط لإنشاء “مدينة مصدر” أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية والنفايات، إضافة إلى “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” أول مؤسسة أكاديمية بالمنطقة في مجال الطاقة والتنمية المستدامة يجري تطويرها بالتعاون مع “معهد ماساتشوسيتس للتقنية”. وأضافت أن المبادرة تهدف بشكل أساسي إلى المساهمة في دفع عملية التنويع الاقتصادي في إمارة أبوظبي وترسيخ مكانة الإمارة في أسواق الطاقة العالمية الصاعدة ودعم جهودها لتكون مركزا لتطوير التكنولوجيا، والمساهمة الفاعلة في التنمية البشرية المستدامة. وأوضحت ويستلي أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي تتولى إدارة المبادرة من خلال شركة “مبادلة”، مشيرة الى أن فلسفة مبادرة مصدر تتلخص في تحويل مصادر الثروات الطبيعية التي تتمتع بها البلاد إلى موارد للمعرفة الاقتصادية المستدامة على المدى الطويل، وذلك عبر تطوير الكوادر البشرية وإعدادها للمنافسة في سوق العمل العالمي. وقالت إن مدينة مصدر ستكون أول مدينة في العالم خالية من الكربون والنفايات والسيارات وتتجاوز في تطبيقاتها المبادئ العشرة لـ«مبادرة الحياة على كوكب واحد». واشارت الى انه سيتم توليد الكهرباء في مدينة مصدر بواسطة ألواح شمسية كهروضوئية في حين يجري تبريدها باستخدام الطاقة الشمسية المركزة، فيما يتم توفير المياه بواسطة محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية على أن يتم ري الحدائق التي تقع ضمن نطاق المدينة والمحاصيل التي تزرع خارجها بالمياه العادمة بعد معالجتها في محطة خاصة تابعة للمدنية. وأكدت «مصدر» أن المدينة المبتكرة هي جزء من مبادرتها وتمثل استثمارا متعدد الأوجه في مجال استكشاف وتطوير مصادر طاقة المستقبل والحلول التقنية النظيفة وإنتاجها على المستوى التجاري، حيث ستكون المدينة - التي تمتد على مساحة ستة كيلومترات مربعة وتحتضن ألفا و500 شركة و50 ألف نسمة - مقرا لكبريات الشركات العالمية وأبرز الخبراء في مجال الطاقة المستدامة والبديلة، وقالت انه تم إعداد العديد من المطبوعات التعريفية باللغة الصينية يتم توزيعها على زوار المعرض. وثمن سالم العامري نائب مدير عام المجلس الوطني للإعلام المفوض العام لجناح الإمارات في «شنغهاي 2010» مشاركة “مصدر” في المعرض باعتبارها من الشركات الوطنية الراعية لجناح الإمارات في المعرض، والتي حجزت مكانا لها ضمن جناح الإمارات لمدة شهر. وقال العامري إن بقية الشركات الراعية اختارت مواعيد إقامة أجنحتها حسب الموعد المناسب لها حيث ستشارك هيئة أبوظبي للسياحة ومن ثم طيران الإمارات ثم أبوظبي لبناء السفن ثم “تشكيل” ثم دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ثم مجموعة جميرا للفنادق ثم شركة إعمار العقارية. وأضاف أن مشاركة الدولة في هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية التي تشارك فيها أكثر من 189 دولة تمثل تتويجا للعلاقات المتميزة التي تربط دولة الإمارات وجمهورية الصين وإمكانية تطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين. واكد أن مشاركة الشركات المحلية في المعرض تعكس مدى التطور الهائل الذي طرأ على كافة القطاعات في الدولة ومن بينها السياحة والعقار والصناعة بفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي يحرص على مد جسور المحبة والعلاقات المتميزة مع دول العالم كافة بما يخدم الشعوب ويعود بالنفع والخير على الاقتصاد الوطني. وقال سالم العامري إن مشاركة الإمارات في العديد من المعارض العالمية حققت نجاحا هائلا نتيجة المكاسب والعائدات التي تحققت ومنها التعريف بدولة الإمارات وبالاقتصاد الوطني وإبراز أوجه التطور الذي تعيشه الإمارات اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا، مؤكدا بأن الدولة تتطلع إلى المزيد من المشاركات في المعارض والتظاهرات الدولية بهدف فتح أسواق جديدة وواعدة. وأكد العديد من زوار جناح الإمارات في اكسبو شنغهاي 2010 أن إمارة أبوظبي وبفضل هذا التوجه والدعم الحكومي الكبير لمبادرة مصدر، ستكون لاعبا رئيسا ومهما في قطاع الطاقة الجديدة وأن “مدينة مصدر” التي يجري العمل على إنشائها حاليا وستدار بالكامل بالطاقة الجديدة تعد شيئا فريدا ومميزا في منطقة الشرق الأوسط.