الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنظمات الإسلامية الأميركية واتهامات «كنج»

16 مارس 2011 00:37
مرة أخرى، قام النائب "الجمهوري" عن ولاية نيويورك"بيتر تي. كنج" الذي كان واقفاً أمام حشد من الصحفيين والمصورين، عقب جلسة الاستماع المثيرة للجدل لمناقشة قضية الراديكالية الإسلامية، المنظمات الإسلامية الكبيرة في الولايات المتحدة واتهمها بأنها كانت متراخية أكثر من اللازم في تعاملها مع التطرف. وعندما طلب منه الصحفيون تحديد من هم القادة الجيدون في رأيه من بين قادة المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، أشار "كنج" إلى رجل أجعد الشعر كان يقف بجواره، وهو الطبيب "زهدي جاسر"(من أريزونا) رئيس "المنتدى الإسلامي للديمقراطية"الذي كان شاهده الرئيسي في جلسة الاستماع التي عقدت الخميس الماضي، والتي حظيت باهتمام إعلامي واسع النطاق. قال "كنج" مشيراً إلى المنظمة التي يرأسها جاسر، والتي يرى أنها الأكثر اتساقاً مع القيم الأميركية:"بالنسبة لي ستبدو منظمة مثل هذه التي يقودها جاسر مثالية". كانت هذه لحظة مهمة تحت الأضواء، بالنسبة لمنظمة كانت حتى سنوات قليلة ماضية، كيان مغمور لا تزيد ميزانيته عن 20 ألف دولار سنوياً، وتضم عدداً قليلاً من المتطوعين. وهذه المنظمة، كانت واحدة من المنظمات التي سعى كنج و"المحافظون" من خلال جلسة الاستماع التي عقدت مؤخراً، لتمكينها من خلال وصفها بأنها الأكثر وطنية والأكثر تعاونية، وتركيزاً على التصدي للإرهاب مقارنة بغيرها من المنظمات الأخرى. أما المنظمات التي خصها "كنج" وزملاؤه من المشرعين "الجمهوريين" بالنقد في الجلسة فهي عديدة منها مثلًا "مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية"، وهي مجموعة حقوقية. فـ"مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية" حسب البيان الذي يعّرف مهمته، يسعى إلى"مراقبة وسائل الإعلام المحلية، والوطنية، والدولية، ودفعها للتصدي للصور النمطية عن الإسلام والمسلمين وتشجيع التمثيل الإيجابي لهما". أما بيان تعريف المهمة "لائتلاف القيادة الأميركية - الإسلامية"، الذي تعتبر مجموعة جاسر أحد مكوناته فيحدد الهدف من الائتلاف بأنه" توحيد الصفوف للدفاع عن الدستور الأميركي وحماية الأمن الأميركي". ويقول جاسر البالغ من العمر43 سنة، والذي تلقى في الأيام الأخيرة رسائل من أميركيين عاديين تطلق عليه لقب"العم الطيب"، إن المنظمات الإسلامية الشهيرة في الولايات المتحدة، قد أقامت صناعة كاملة حول وهم زائف يصور المسلمين على أنهم ضحايا في الولايات المتحدة، (وهو رأي يشاركه فيه قادة المنظمات المماثلة لمنظمته). وصوت جاسر يرتفع بالنقد عند حديثه عن مجلس "العلاقات الأميركية الإسلامية"، الذي تبلغ ميزانيته السنوية 3 ملايين دولار، و"منظمة المجتمع الإسلامي لشمال أميركا"، التي يبلغ عدد أعضائها 30 ألف عضو عامل وغير عامل شاركوا في فعاليتها العام الماضي. بالنسبة لجاسر يعتبر قادة هاتين المنظمتين والمنظمات الشبيهة -من وجهة نظره- "إسلامويين"، حيث لا يركزون على النواحي غير الديمقراطية في الخطاب الإسلامي، ولا يقومون بما يجب لشجب المجموعات الإسلامية، التي تتبنى خيار العنف مثل حركة "حماس" الفلسطينية، على سبيل المثال لا الحصر. ويرد جاسر على الانتقادات التي توجهها له المنظمات المناوئة، والتي تتهمه بأنه موال للغرب أكثر من اللازم، وأن هذا تحديداً هو السبب في انتخابه رئيساً لجالية إسلامية في الولايات المتحدة على الرغم من أن دائرته التمثيلية محدودة للغاية. وتقول ماندا زاند إيرفين" مؤسسة "اتحاد المرأة الإيرانية في الولايات المتحدة"، وهي مؤسسة حليفة للمنظمة التي يقودها جاسر، إن الفارق بين منظمتيهما وباقي المنظمات التي لا يحبها "كينج"، هو أن منظمتيهما أكثر وضوحاً في التعبير عن موقفيهما المحبذين للقيم الغربية، والعلمانية، وأن قادتهما يأتون من بلدين لم ينتجا أياً من الجهاديين الأميركيين المعاصرين(هي إيرانية وجاسر من سوريا) وقالت "إيرفين" لا أحب أن يتكلم الناس عني طوال الوقت على أنني مسلمة. فأنا لا أريد أن أركز على موضوع الديانة، التي انتمي إليها فقط، وإنما أريد أن أكون مواطنة أميركية كغيري من الأميركيات". ويقول "حارس تارن" مدير مكتب "مجلس العلاقات العامة الإسلامية" بواشنطن، وهو واحد من المنظمات والمجموعات الإسلامية التي يخصها كنج وزملاؤه وجاسر أيضاً بالنقد إن الاتهامات الموجهة لهم لا أساس لها من الصحة، وأن منظمته على سبيل المثال تعقد فعاليات منتظمة تركز فيها على مناقشة موضوع التطرف، وضع المرأة، ووضع غير المسلمين في القرآن. ويقول حارس"المسلم الأميركي العادي يسمع هذه الموضوعات والموضوعات المماثلة في المساجد والمراكز المجتمعية الإسلامية كل يوم تقريباً، في حين أن جاسر لا يناقشها سوى مع كنج وأمثاله. هناك مجموعات تقف في المنتصف بين المجموعتين الإسلاميتين الرئيسيتين المتنافستين في الولايات المتحدة مثل الجمعية المعروفة باسم "جمعية الأحمدية الإسلامية". فعلى الرغم من أن عدد أعضاء هذه المجموعة لا يزيد عن 20 ألف عضو في سائر الولايات، فأنها تبدي اهتماماً كبيراً بتحسين صورة المسلمين لدرجة أنها أنفقت ما يقرب من نصف مليون دولار على حملة أطلقت عليها "مسلمون من أجل الولاء"اشتملت توزيع منشورات، وكتيبات، ولوحات إعلانية إلكترونية في ميدان تايمز سكوير المعروف. يقول "حارس ظفر" المتحدث باسم المجموعة إنه يتفق مع السيد جاسر من حيث إن المجموعات الإسلامية الرئيسية، تركز أكثر من اللازم على الحريات المدنية، وتغض الطرف في بعض الأحيان عن التطرف الإسلامي. ولكنه يعترض على استخدام جاسر لصفات مسيئة لوصف قادة تلك المجموعات لأن الحقيقة هي أن هناك أرضية مشتركة بين الزعماء المسلمين، فيما يتعلق بمكافحة التطرف والحاجة إلى إصلاح. إن التقسيم "نحن"و"هم" ليس بالأمر المفيد بحال. ميتشيل بورشتاين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©