أحمد السعداوي (أبوظبي)
لم تمنعه دراسته الجامعية أو وظيفته الحكومية، من الإبداع والتألق في عالم التصوير الفوتوغرافي، والخروج بأعمال تلامس عالم الاحترافية، لما بها من إتقان عال ورؤية فريدة، لعوالم الجمال في البيئة الإماراتية، فهذا هو واقع الحال، مع سالم بن سرحان الصوافي، الذي تعلق بهواية التصوير قبل عدة سنوات، وأخذ يطور مستواه بالقراءة تارة، وبالخروج في رحلات تصويرية تارة أخرى، ومناقشة أهل الخبرة في عالم التصوير حتى يستفيد من معارفهم، ونتيجة لهذا الجهد الدؤوب.
استطاع سالم التعرف على كثير من خبايا التصوير وعالمه الفريد، وقام بالتقاط عدد كبير من الصور المميزة التي يفخر بالتقاطها، ويطمع من خلالها، بالحصول على واحدة من جوائز مسابقات التصوير المقامة في الدولة على مدار العام.
صحراء الإمارات
يقول الصوافي الطالب بجامعة العين، والموظف بشركة حكومية في أبوظبي، إن التصوير له سحر خاص بالنسبة له منذ زمن بعيد، خاصة المشاهد الطبيعية، ولكنه لم يكن يخصص له وقتاً، بسبب انشغالات الدراسة والعمل، ولكن تدريجياً بدأ هذا الشغف يسيطر على عقله وقلبه، وصارت الكاميرا لا تفارقه في أغلب ساعات يومه، مجرباً عدداً منها، حتى استطاع التمييز بين أنواع الكاميرات والعدسات، ويميز بين استخدام كل عدسة بحسب بعد المشهد الملتقط أو نوعه.
وأوضح: «مثلاً تصوير المباني التراثية، يختلف عن الحديثة الشاهقة الارتفاع، وكذلك تصوير الطبيعة الخلابة في الصحراء الإماراتية، بما تتضمنه من كثبان وتشكيلات رملية فريدة تحتاج إلى عدسات معينة»، وهي مشاهد من الطبيعي أن ينجذب لها أي مصور سواء كان في طور الهواية أو دخل عالم الاحتراف منذ سنوات.
متاعب ومصاعب
ولفت الصوافي النظر، إلى الدور الكبير الذي باتت تلعبه الشبكة العنكبوتية وأفلام «اليوتيوب» والمنتديات، في إكسابه خبرة واسعة عن تاريخ التصوير والاستفادة من خبرات الآخرين، وبالتالي استطاع الوصول إلى خبرة جيدة في زمن وجيز، خاصة من خلال دعم واستشارة بعض أصدقائه، الذين سبقوه في عالم التصوير ولم يبخلوا عليه بأي نصح أو إرشاد يستهدف الوصول إلى الصورة الجميلة.
ويؤكد الصوافي، أن التصوير شأنه شأن أي عمل آخر لا بد أن يشتمل على بعض الصعوبات ولكن يجب التغلب عليها، حتى نصل إلى الصورة المتقنة. ومن أبرز هذه المصاعب التي تواجهه، هي اقتناص اللحظة المناسبة والنادرة لالتقاط الصورة؛ لأنها غالباً تستغرق فترة زمنية وجيزة جداً قد لا تتخطى ثانية، ما يستدعي الذهاب عدة مرات إلى نفس المكان، والتقاط صور من زوايا وأوقات مختلفة. ومن المصاعب التي يمكن أن تواجه المصور أيضاً، هي الذهاب إلى أعماق الأماكن الطبيعية في الصحاري أو الجبال، ما يستغرق وقتا طويلاً، فضلاً عن روح المغامرة التي تستلزم وجود أصدقاء معك، ربما لم تسمح ظروفهم بالذهاب، وبالتالي يحدث نوع من المغالبة وتحدي الذات، حتى يستطيع المصور الوصول إلى ما يتمناه من صور، مشيراً إلى أن التنوع في هوايته، بين الاستكشاف والمغامرة، إلى جانب السباحة والصيد، يحفزه دوماً على التواجد في أماكن ثرية بالجمال، وبالتالي الخروج بأعمال إبداعية تستحق الاحتفاظ بها.
تطلعات مستقبلية
وعن التطور في مراحل استخدام الكاميرا منذ سنوات وصولاً إلى الوقت الحالي، يقول الصوافي: «في بدايتي استخدمت كاميرا 600d كانون، وبعدما أتقنت التصوير واستخدام الكاميرا، قررت استخدام كاميرا أكثر احترافية فاقتنيت كاميرة 5d مارك 3، وشغفي بتصوير الطبيعة جعلني أفضل العدسة من نوع 16-35 f2.8، كونها عدسة واسعة تستخدم بسهولة لإظهار المنظر الطبيعي بشكل كامل»، مبيناً أن تطلعاته المستقبلية، تتمثل في تطوير قدراته الشخصية في التصوير الفوتوغرافي، حتى يحقق مراكز متقدمة في أي من المسابقات التي تشهدها الدولة، كما يخطط لإنهاء دراسته الجامعية بتفوق والارتقاء بمهاراته الوظيفية في مجال عمله حتى يفيد وطنه ودولته.
طبيعة مدهشة
ونوه الصوافي، بأن روح المغامرة وحب استكشاف الأماكن الجميلة والجديدة، دفعه إلى توثيق بعض هذه الأماكن، خاصة أنها تتمتع بجمال خلّاب، يندر وجوده بين الأماكن العادية التي نراها في حياتنا اليومية، غير أنه مع زيادة خبراته، بدأ في التقاط نواح جمالية في المباني، خاصة الحديث منها والتي صارت تزين أماكن عديدة في أبوظبي خاصة منطقة الكورنيش، التي صارت قبلة للمصورين من الإمارات والعالم، لما تعكسه هذه الصور من ملامح النهضة الحضارية والعمرانية التي حققتها أبوظبي في سنوات قلائل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ساهم انتشار المقاصد السياحية والمباني المعمارية المميزة، وعلى رأسها جامع الشيخ زايد الكبير، بأن يحفز هواة التصوير على التقاط صور مدهشة يمكن لأصحابها المشاركة بها في مسابقات مختلفة، وتحصيل مراكز متقدمة وهو ما يسعى إليه خلال الفترة المقبلة..
عدد اليوم
