الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثة مهندسين مواطنين يطورون كرسياً متحركاً يعمل بالأوامر الصوتية

ثلاثة مهندسين مواطنين يطورون كرسياً متحركاً يعمل بالأوامر الصوتية
13 مارس 2012
عبدالرحمن المدني وعبدالرحمن الشامسي ومسعود الكثيري ثلاثة شبان مواطنين تخرجوا حديثاً في قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة في جامعة الإمارات، بعد أن ابتكروا كرسياً متحركاً لذوي الإعاقة يعمل بالأوامر الصوتية ليختموا به سنوات دراستهم الجامعية. شرط الاستخدام عن طبيعة المشروع الذي نفذه مع زميليه، يقول المدني «مشروعنا عبارة عن كرسي متحرك يعمل بالأوامر الصوتية لخدمة ذوي الإعاقة الحركية على أن يكونوا قادرين على الكلام مع إمكانية استخدامه من قبل أصحاب إعاقات مختلفة بحسب حاجة المعاق نفسه، وهدفنا من هذا المشروع مساعدة المعاقين على العيش باستقلالية بعيدا عن الاعتماد الكلي على الآخرين، بحيث يكونون أصحاب مسؤولية يعتمدون على أنفسهم في معظم الأمور الحياتية والعيش برفاهية واطمئنان». ويضيف «أشرف على المشروع الدكتور كمال مصطفى من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، حيث توصلنا معه إلى هذه الفكرة بعد عملية عصف ذهني قمنا بها معاً، حاولنا خلالها التفكير بمشروع ذي قيمة يخدم المجتمع ليس المجتمع الإماراتي أو الخليجي فحسب بل العالمي أيضا لأن فئة المعاقين موجودة في كل المجتمعات، وفي الوقت نفسه أردنا أن نختار مشروعاً نتميز من خلاله ونطبق ما تعلمناه خلال سنوات دراستنا السابقة». وحول مبدأ عمل الكرسي المبتكر، يقول الكثيري «الكرسي يعمل تبعا لخمسة أوامر صوتية هي أمام، خلف، يمين، يسار، قف. وقد تم اختيار اللغة العربية لتكون لغة التحكم، لتسهيل العملية على المستخدمين سواء كانوا أطفالا أو شبابا أو كبارا في السن، حيث يقوم الجهاز الذي ابتكرناه باستقبال الأمر الصوتي من الميكروفون، والذي بدوره يقوم بتحويل الصوت إلى المبرمج الأساسي للصوت (Speech Recognition)، بعد أن يكون المستخدم حمّل صوته على المبرمج كي يتم التعرف عليه مباشرة، وبالإمكان استعمال الجهاز نفسه من قبل أكثر من مستخدم، ولكننا نفضل إعادة برمجة جهاز الصوت لكل مستخدم لضمان الحماية وجودة الأداء، وبعد استقبال الصوت من المبرمج، يتم تحويل الموجات من المبرمج إلى محصل البيانات كي يحول الأمر إلى المحركين الأيمن والأيسر وإعطاء أمر تنفيذ المهمة المطلوبة بالاتجاه المحدد». وفي حال لم يتم تعرف الجهاز على الصوت، يوضح الكثيري أن «الجهاز يتوقف فورا لحماية المستخدم من التعرض لأي مخاطر غير متوقعة»، موضحا أن نظام الحماية في هذا التصميم يتكون من أجهزة استشعار عن بعد لتفادي الصدمات وخطر الشوارع والمعيقات، بالإضافة إلى أن الكرسي مزود بأحدث أنواع أجهزة التحكم، ومن السهل إعادة شحنه بعد الاستخدام لفترة طويلة، فضلا عن سهولة صيانته وإعادة تشغيله لمستخدمين آخرين». خطة العمل بالنسبة لخطة العمل والمراحل التي ساروا وفقها كفريق في عملية تطوير الكرسي المتحرك وإضافة خصائص جديدة له، يوضح الشامسي «بدأنا بمرحلة البحث حيث أنه بعد اعتماد فكرة المشروع وتوحيد الجهود وتكثيفها لتصميم وبرمجة الكرسي المتحرك الذي سيعمل بالأوامر الصوتية، استمرت عملية البحث عن الكراسي المتوافرة في السوق وأسعارها والشركات الموردة للكراسي العادية، وشملت عملية البحث على المواد التي سيتم اختيارها لتصميم الكرسي وبرمجتها معا لإخراج الناتج الرئيس وهو تحريك الكرسي بالأوامر الصوتية». ويضيف «تواصلنا مع المؤسسات (مثل وزارة الشؤون الاجتماعية) التي ترعى شؤون المعاقين، وأخذنا البيانات الخاصة بهم والاحتياجات التي يريدونها لتسهيل أمورهم والاهتمام بهم، وحصلنا على دراسة مفصلة عن الإحصائيات والأرقام الموجودة في المدارس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة وتم استخدامها في المشروع». ويتابع الشامسي «في مرحلة البحث أيضا قمنا باختيار المواد اللازمة للتصميم، ووضع البدائل لكل جهاز سيتم استخدامه ومقارنته بغيره كي يتم التوصل إلى أفضل جهاز يتناسب مع حاجتنا، وكان اختيار الأجهزة من المراحل الصعبة جدا لأنها تؤثر على المجموعة بأكملها، وهنا واجهتنا بعض العقبات في عملية طلب الأجهزة، حيث أن غالبية الأجهزة المستخدمة لا تتوافر في الإمارات بل يتم طلبها من الخارج (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين) ما تطلب وقتا أطول في عملية التوصيل والتسلم، وبعد أن تسلمنا الطلبيات بدأنا بتركيب الأجهزة مع تصميم البرنامج الخاص بمحصل البيانات». ويشارك المدني زميله الشامسي الحديث عن مراحل المشروع، موضحا أن المرحلة التي تلت التصميم هي مرحلة التنفيذ، والتي تمت فيها عملية إعداد الأجهزة وضبطها لعملية البرمجة التي أخذت الجزء الأهم من الوقت. إلى ذلك، يقول «واجهنا مشكلات وعقبات لم نتوقعها، فكنا نواجه مشاكل نقص معلومات الأجهزة الموردة من الصين والتي لم نحصل على البيانات الكاملة لها، وتأخرت عملية التنفيذ مدة شهر ونصف الشهر بسبب نقص معلومات المحركات، وبعد أن انتهينا من مشكلة المحركات انتقلنا إلى التوصيل النهائي والذي استغرق شهرا كاملا كي يتم توصيل جميع الأجهزة دون تلف أي من المواد واحتراقها، كون أن المواد الكهربائية حساسة وتحترق نتيجة أبسط توصيل خاطئ». مرحلة الاختبار قال الكثيري «المرحلة قبل الأخيرة كانت مرحلة الاختبار، فبعد تركيب الأجهزة وتوصيلها، انتقلنا لمرحلة الاختبار التي شملت جميع الاحتمالات الواردة للمستخدم سواء كانت بإرادته أو خارجة عن إرادته، وقد تمت الاختبارات في الهواء الطلق. أولا، ومن بعدها انتقلنا للقاعات الدراسية الداخلية . ثانياً، وتم استخدام صدى الصوت ومدى تأثيره على الميكروفون ثالثاً، ونجحت التجارب جميعها، وكانت الملاحظة الرئيسية على مبرمج الصوت فقط والذي كان يستهلك البطارية بشكل كبير، وتم التخلص من هذه المشكلة وإيجاد حل مناسب لها، ونظرا لحاجتنا للتأكد من صلاحية الاستخدام وسلامة المستخدم، عملنا على تأخير الاستجابة من قبل محصل البيانات الذي يرسل الأوامر للمحركات كي نضمن أن المبرمج في وضعه السليم، وبعد أن نجحنا في اختبار مدى فاعلية المبرمج وسرعة استجابته ألغينا فكرة تأخير الاستجابة وجعلناها مستمرة دون توقف أو انقطاع»، مشيرا إلى أنهم الآن يعكفون على تطوير الكرسي وتفعيل البرمجة الكاملة فيها وتجهيزه لدخول السوق وخوض التجربة التنافسية. ويعدد الشامسي المواد التي تم استخدامها في المشروع والتي تشتمل على «كرسي متحرك، محركات، بطاريات، مبرمج الصوت، محصل البيانات، أجهزة الاستشعار عن بعد، مبرمج المحركات، وتوصيلات داخلية، جميع هذه المواد جاهزة من السوق ولم نقم بتصميمها أو صناعتها، بل كانت مهمتنا هي توصيل الأجهزة ببعضها بعضاً وبرمجتها وإظهار الكرسي بصورته الكاملة». ويلفت المهندسون إلى أنهم تميزوا بالكرسي الذي ابتكروه من حيث التصميم الذي يعتبر أقل تكلفة مع برمجة خاصة للمستخدم، ويعد هذا التصميم فريدا من نوعه لعدم وجوده مثله في السوق المحلي، إضافة إلى سهولة نقله وبساطة التعامل معه لكل الفئات العمرية، والراحة في الجلوس عليه مهما طالت المدة. ويشيرون إلى أنه يوجد كرسي شبيه به قام بابتكاره طلبة في سنغافورة وحصلوا به على المراكز الأولى في مسابقة آسيوية، ولكنه يختلف عن تصميمهم بأنه كبير الحجم ويحمل إشكالية التوقف المستمر ويعمل بالحاسوب. تمويل المشروع يسلط المدني الضوء على الصعوبات التي اعترضت المشروع، وسببت الكثير من التأخير لهم، فيقول «تبني فكرة المشروع كانت صعبة التقبل من قبل جهات متعددة، ولم نلق الدعم المطلوب لاستيفاء تكاليف المشروع بأنفسنا، حيث إن وحدة المشاريع والتخرج بجامعة الإمارات توفر 3000 درهم فقط للمشاريع وهو الرقم الذي من الصعب أن نعمل عليه إن أردنا أن ننجز مشروعنا، فكان التحدي الأكبر هو إيجاد تمويل يغطي تكاليف المشروع، وبعد العمل المتواصل حصلنا على موافقة هيئة كهرباء ومياه دبي على تغطية تكاليف المشروع والتي بلغت 32,900 درهم، كما أن قلة الخبرة لدينا ونقص المواد والأجهزة كانت أيضا عقبة نواجهها في أغلب خطواتنا، ولكن مع البحث والسؤال نجد من يفيدنا ويساعدنا لتخطي هذه العقبات، إلى جانب عدم الحصول على الوقت الكافي للمكوث في المعامل طيلة أيام الأسبوع في فترة التنفيذ ما أخرنا كثيرا، هذا إلى جانب عدم توافر الأجهزة في الدولة حيث أن أي جهاز نحتاجه لابد من طلبه من الخارج، وانتظار مدة لا تقل عن أسبوع كي نتسلمه ونبدأ بتوصيله مع بقية الأجهزة، وغير ذلك من العقبات التي ساعدنا الدكتور المشرف ومهندس القسم مثنى عزيز على تجاوزها». ويعتزم المهندسون المشاركة بمشروعهم في مسابقات ومعارض داخل الدولة وخارجها مستقبلا، حيث ستكون لهم مشاركة في المعرض المقام في جامعة السلطان قابوس في أبريل المقبل، بالإضافة إلى مسابقات محلية ودولية أخرى، مثل مسابقة «تميز وفالك طيب» عن فئة المشاريع والاختراعات. وبكثير من التفاؤل يعبر المهندسون عن رغبتهم في تطوير مشروعهم بالقول «لدينا مخطط متكامل للأمور التي يجب علينا أن نطورها في الكرسي المتحرك، منها تزويد الكرسي بأجهزة استشعار عن بعد إضافية لتحديد موقع الكرسي واتجاهه، وأيضا لتفادي الحفريات التي لا يمكن للأجهزة الحالية الاطلاع عليها ومعرفتها، وهناك أمور تطويرية نقوم بها لتوفير الراحة للمستخدم في حال جلوسه طويلا».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©