الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الاتصالات الأوروبية تدرس التوسع في عمليات الاندماج

شركات الاتصالات الأوروبية تدرس التوسع في عمليات الاندماج
12 مارس 2013 23:41
دخلت شركات تشغيل الاتصالات الأوروبية الكبيرة في مواجهة مع مسؤولي محاربة الاحتكار حول الكيفية التي يمكن بها دعم القطاع الذي يتسم بمنافسة مفرطة للغاية. واجتمع عدد من هؤلاء المسؤولين في مؤتمر الاتصالات الذي عقد مؤخراً في برشلونة ممثلين عن شركات مثل «فودافون» و»دويتشه تيليكوم» و»فرانس تيليكوم» وغيرها. وخلص قرار مديري هذه الشركات لضرورة تقليل النظم والزيادة من حجم عمليات الاندماج، خصوصاً داخل كل بلد على حدة. ويرى المشغلون أن السوق الأوروبية المتفرقة وبعدد دولها البالغ 27، تملك كل واحدة منها منظما خاصا لقطاع اتصالاتها، ما خلق وضعا غير مستقر من تدن في أسعار المستهلك والعائدات، على الرغم من الزيادة الكبيرة في استخدام شبكاتها. واقتنع هؤلاء، أنه وبدون إيجاد سوق اتصالات موحدة تخضع لمنظم واحد وترددات متناسقة، من الممكن أن تقبع أوروبا في مؤخرة دول العالم الأخرى فيما يتعلق بتحديث البنية التحتية للاتصالات، وربما تصاب بعض الشركات بالفشل. وفي حين تجد فكرة توحيد السوق دعماً من قبل المفوضية الأوروبية لشؤون الاتصال الرقمي، يفتر الحماس عندما يتعلق الأمر بشراء الشركات لبعضها البعض بغرض زيادة أحجامها. لكن ذكر مدير قسم المنافسة في الاتحاد الأوروبي جواكوين ألمونيا، أنه لا يقف في طريق جهود الشركات الرامية إلى الاندماج، مع أنه ليس متفائلاً بقدوم الكثير منها على هذه الخطوة على صعيد السوق الداخلية. ويقول «علينا التأكد من أن الشركات لا تقوم بتنفيذ خططها على حساب المستهلك الأوروبي وشركائها التجاريين والظروف التنافسية في دول الاتحاد». وأثار هذا الانقسام جدلاً حول كيفية تقدير تجاوز المنافسة للحدود المعقولة والنقطة التي يمكن أن تفسد فيها الزيادة في عدد المتنافسين بيئة السوق. وفي أوروبا، تملك 40 شركة أكثر من 100 مشغل لتقديم خدمة لسكان يتجاوز عددهم 505 مليون نسمة. بيئة منافسة وتُظهر بيئة المنافسة تناقضاً شديداً مع أميركا التي تسيطر فيها شركتا «فيرزون ويرليس» و»أيه تي آند تي»، على معظم العملاء والأرباح في القطاع. وأكدت «أيه تي آند تي»، أن سوق الاتصالات الأميركية تتميز بمنافسة حادة للغاية ما يدعو لنشر شبكات سريعة وأكثر تطوراً. واستفاد المستهلك الأوروبي من حروب الأسعار القائمة بين الشركات، حيث تقدم القارة أرخص أسعار الاتصالات كنسبة من الدخل، مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم. وفي إيطاليا على سبيل المثال، تطرح شركة «هوتشسون وامبوا»، حزمة لعملائها الجدد تتيح لهم 400 دقيقة من المحادثات و2 جيجا بايت من البيانات مقابل 10 يورو في الشهر فقط، بينما تقدم «سبرينت نيكستل» الأميركية خطة مماثلة بتكلفة 35 دولارا شهرياً. وعموماً، تقل أسعار خدمات الهواتف النقالة بنسبة تتراوح بين 50 إلى 75% من أميركا. ويقول فينسنت برونت، رئيس قسم خدمات الهواتف النقالة في شركة «فرانس تيليكوم»: «هذا النموذج ليس مستداما، ولا أتوقع له بهذه الكيفية الاستمرار إلى الأبد، سيما وأنه ليس من الممكن لبعض المشغلين استثمار أموالهم في بيئة كهذه». وتعتبر حرب الأسعار في أوروبا واحدة من بين أكثر الحروب حدة. وتمكنت شركة «فري موبايل»، من الاستحواذ على نحو 5,2 مليون مشترك أو ما يساوي 8% من الحصة السوقية للهواتف المحمولة في أقل من عام بعروضها الشهرية التي تبدأ من اثنين يورو فقط. كما تطرح خطة تتضمن 3 جيجا بايت من البيانات ومكالمات غير محدودة مقابل 20 يورو في الشهر. وفي حين عمدت شركات اتصالات فرنسية أخرى لخفض تكاليفها بغية المواكبة، ساعدت موجة جديدة من المستهلكين الجدد في فرنسا على ارتفاع نسبة استهلاك البيانات خلال الربع الثالث من 2012 بنحو 72% مقارنة بالعام السابق. وفي غضون ذلك، حققت السوق الأميركية نمواً أكثر تركيزاً، بفضل عدد من الصفقات التي تم عقدها خلال السنوات الماضية. ووقفت وزارة العدل الأميركية حائلاً دون استحواذ «أيه تي آند تي» على شركة «تي موبايل» مقابل 39 مليار دولار، إلا أن الأخيرة وافقت على الاندماج مع شركة «ميترو بي سي أس للاتصالات» الشركة الصغيرة التي تتميز بقدر كبير على المنافسة في الأسعار. ووافقت «سبرينت» في ديسمبر الماضي على شراء النصف الذي لا تملكه حتى الآن في «كليروير»، الشركة الصغيرة التي كانت تخطط لبدء نشاط تجاري بتوفير خدمات الشبكات ذات النطاقات العريضة لأطراف ثالثة. كما تقدمت «لايت سكويرد» إحدى الشركات الصغيرة، للحصول على طلب الحماية من الإفلاس في السنة الماضية. وتراجع متوسط عائدات شركات الاتصالات من مستخدمي الهواتف النقالة بنسبة قدرها 9% على مدى السنوات الأربع الماضية، لما يساوي 33 دولاراً للفرد في الشهر خلال 2012، بينما ارتفع في ذات الوقت في أميركا 19% إلى 49 دولاراً في الشهر، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من مؤسسة «بيرنستين للبحوث». ويعتقد بعض المراقبين أن أميركا ربما تبدأ أكثر تشابهاً مع أوروبا خلال السنوات القليلة المقبلة. ومن أحد هذه الأسباب، أن تبني التقنيات فائقة السرعة الجديدة المستخدمة في معظم شركات الاتصالات، ربما يجعل المستخدمين في أميركا يتحولون إلى مشغلين آخرين بسهولة أكثر مما كان في الماضي. الهواتف الذكية في غضون ذلك، تقوم شركات مثل «تي موبايل» باختبار خطط بأسعار أقل في الوقت الذي يتحمل فيه المستخدمون تكلفة الهواتف الذكية المرتفعة، التنسيق الذي أصبح أكثر شيوعاً في أوروبا حالياً. من جانب آخر، ذكرت تقارير إخبارية مؤخرا أن المفوضية الأوروبية ستضطر إلى تخفيف القواعد المنظمة لحماية البيانات في خطوة ستمثل دعما لشركات التكنولوجيا بعد أن طالب العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتبني منهج أقل تساهلا بشأن حماية الخصوصية. وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في موقعها على الإنترنت أن هذه الخطوة ستلقى ترحيبا من جانب شركات خدمات الإنترنت التي تجمع كميات كبيرة من البيانات مثل شركة جوجل وفيس بوك والتي ضغطت بشدة لمنع تشديد قيود حماية البيانات إلى جانب ضغوط الحكومة الأميركية أيضا. وكانت واشنطن قد أعربت مرارا وتكرارا عن قلقها من قواعد حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي والتي تتضمن سلطة فرض غرامة تصل إلى 2% من إجمالي حجم أعمال الشركات التي تنتهك قوانين حماية البيانات بدعوى أنها تستهدف بشكل خاص الشركات الأميركية في مجال التكنولوجيا. ومن المتوقع أن يساعد حل النزاع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن قواعد حماية البيانات في تسهيل الوصول إلى اتفاق جديد للتجارة بين الجانبين خلال العامين المقبلين سيؤدي إلى تعزيز التجارة رغم انطوائه على تعقيدات عديدة بحسب فاينانشيال تايمز. يأتي طرح اقتراح تخفيف قواعد حماية البيانات بعد أن عارضت تسع دول أوروبية على الأقل بينها ألمانيا وبريطانيا والسويد وبلجيكا اقتراحات عديدة سابقة كان يمكن أن تؤدي إلى زيادة الأعباء على الشركات في الوقت الذي تأمل فيه هذه الدول أن تلعب شركات الاتصالات ونقل البيانات دورا مهما في إنعاش الاقتصاد. وذكرت مسودة المذكرة التي أعدتها الرئاسة الأيرلندية للاتحاد الأوروبي أن العديد من الدول الأعضاء أعربت عن معارضتها لمستوى القيود التي تضمنتها المسودة. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©