السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العاطفي» بطل فيلم الموسم في روما!

«العاطفي» بطل فيلم الموسم في روما!
4 أغسطس 2009 23:51
عاطفي، ودود، جذاب، متوقد الذهن، مزعج في تصرفاته وحركاته الصبيانية.. صفات متناقضة يجمعها السباح البرازيلي سيزار سييلو فيليو الذي حصد أخيراً ذهبيتي سباقي 50 متر حرة و100 متر حرة في بطولة العالم للسباحة التي أجريت في روما، مكرساً ذاته ومثبتا مقدرته، خصوصاً في 100متر أمام البطل الأولمبي الفرنسي ألن برنار، وإن غاب عن المنافسة الأميركي مايكل فيلبس الذي لم يخض تأهيليات السباق ضمن بطولة بلاده، والأسترالي ايمون اوسوليفان بداعي الإصابة. حصدت البرازيل ذهبيتين فقط في روما وحملهما سييلو فيليو (22 سنة 96ر1متر 88 كيلوجراماً) وتوجهما برقم عالمي في الـ100متر (91ر46 ثانية) ورقم قياسي للبطولة في الـ50 متراً (08ر21ثانية). وبات سييلو فيليو ثالث سباح يجمع بين لقبي المسافتين في بطولة العالم، بعد الروسي الكسندر بوبوف عام 1994 والأميركي انطوني ايرفين عام 2001 واعتبر فوزه في الـ100متر إعادة للسباق في بطولة العالم عام 2001 حين حُرم البطل الأولمبي الهولندي بيتر فان دن هوجنباند بعشر من الثانية من جمع الذهب العالمي إلى الأولمبي إثر سقوطه أمام الأميركي ايرفن بطل دورة سيدني الأولمبية عام 2000 في سباق الـ50مترا. وهذا ما فعله سييلو فيليو بطل «السباق القصير» في «بكين 2008» بتجاوزه الفرنسي برنار في روما، مانعاً إياه من الانضمام إلى قائمة بوبوف والألماني الشرقي يورج فويتي والأميركيين جيم مونتجومري ومات بيوندي. وسييلو فيليو ثالث الـ100 متر في بكين تفوق على برنار بفارق 5ر44 سنتم وأضحى ثاني برازيلي يحصد لقباً عالمياً في السباحة بعد ريكاردو برادو الفائز في سباق الـ400 متر متنوعة عام 1982. يتميز سييلو فيليو بوتيرة اندفاع ثابتة أهلته ليتفوق على منافسيه وبينهم الفرنسي فرديريك بوسكيه، زميله في جامعة اوبورن (ولاية آلاباما الأميركية) الذي حل ثالثاً في الـ100متر وثانياً في الـ50 متر، ويتدربان تحت إشراف الأسترالي برت هاوكي، سباح المسافات القصيرة السابق. وهما يشكلان مع الأسترالي مات تارجيت (بلغ نصف نهائي الـ100متر في روما) والترينيدادي جورج بوفل (رقمه 50ر21ثانية في الـ50 متراً) قوة ضاربة في فريق الجامعة، لا سيما أن «البرازيلي الأشقر» يحتكر بطولة الجامعات الأميركية لـ50 ياردة (72ر45 متر) والـ100متر (91ر44 متر) في السنوات الأربع الأخيرة. وتزدان جدران مباني الجامعة بصور عملاقة للسباحين البرازيلي والفرنسي وهما في الحوض. كما تهافتت جامعات عدة أخيراً في فلوريدا واريزونا وميتشيغن لضم سييلو فيليو، غير انه يبدو مرتاحا تحت عهدة هاوكي الذي يعتمد برنامج تدريب غير مثقل لا تتجاوز كيلومتراته الـ25 أسبوعياً بعكس برامج أخرى يجتاز السباحون خلال حصصها 60 كليومتراً أسبوعياً. وعلى رغم «هذا الدلال» يجد سييلو فيليو الحياة مملة عموماً في اوبورن حيث «لا شيء سوى التدريب والنوم والأكل ومشاهدة التلفزيون»، على عكس ساو باولو التي يتردد عليها مرة كل شهرين ويجد صعوبة في الاستمتاع بوجبه هادئة في المطعم نظرا لتهافت المعجبين لتحيته والتقاط صور معه. وفي نصف نهائي سباق الـ50مترا ضمن المونديال، حقق سييلو فيليو ثاني أفضل أرقام المنافسة خلف بوسكيه وكرر الشيء ذاته في الـ100متر خلف برنار، منافسه المباشر في ضوء غياب اوسوليفان وفيلبس. لكن السباح البرازيلي وجريا على عادته يدخل سباقاته دائما بثقة زائدة، كما يوضح مدربه هاوكي، الذي يتولى مهمته منذ عامين. يبدأ سييلو فيليو «العاطفي» السباق قبل غيره من المنافسين، ويزعجهم بتصرفاته في حجرة الاستدعاء خصوصاً عند إطلاقه عبارات التحفيز من باب التركيز والانسجام المبكر. ويكشف مواطنه وزميله الأولمبي جوستافو بورجيس، الذي تدرب معه عاما ونصف العام ان «حدود سييلو فيليو السماء، والحواجز في مفهومه وجدت ليتم تجاوزها وتحطيمها». ويوم أحرز برونزية الـ100متر في بكين، ولم تكن متوقعة، صرح للتلفزيون البرازيلي انه سيحرز ذهب الـ50مترا. وحقق مراده في 17 أغسطس 2008 مانحاً بلاده أول لقب أولمبي في السباحة، ولم يستطع حبس دموعه على منصة التتويج على غرار ما أظهره من عواطف جياشة في روما. في صغره تجنب سييلو فيليو الرياضات التي تتطلب الالتحام ومنها كرة القدم. وتحول الى سباحة سباقات السرعة بعدما استهل مشوراه في الـ200متر. واستمتع بالفوز في سباقه الاول لمسافة الـ50مترا وهو في سن الـ15 سنة واصفا إياه بالسباق الحقيقي. ويبدو ان جيناته تحفزه لأداء انقضاضي وعفوي فضلا عن بنية جسدية تؤهله ليكون على قدر التحدي.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©