الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الري بالتنقيط ينعش قطاع الزراعة في الهند

الري بالتنقيط ينعش قطاع الزراعة في الهند
2 مايو 2010 22:19
حوّلت تقنية نظام الري بالتنقيط قرية جاراندي الهندية من حالة الفقر والبؤس إلى خضرة ووفرة في إنتاج المحاصيل. وكان إنتاج هذه القرية من القطن وحتى وقت قريب حيث الاعتماد على مياه الأمطار 3 إلى 4 قنطارات للفدان الواحد. وفي تسعينات القرن الماضي، قام أحد الأثرياء الهنود بشراء جهاز لنظام الري بالتنقيط. ومنذ ذلك الحين، ارتفع محصول القطن الذي يعتمد على هذا النوع من الري لأربعة أضعاف ليبلغ 15 إلى 20 قنطاراً للفدان. كما انتشر نظام الري بين المزارعين العاديين بعد أن كان حكراً على الأغنياء. وارتفعت عائدات المحاصيل الغذائية الأخرى ليتغير معها واقع الحال بصورة ملحوظة. ويشير التحول الذي طرأ على قرية جاراندي، إلى إمكانية تغيير قطاع الزراعة الهندي عبر تطبيق التقنيات الحديثة مثل الري بالتنقيط، تلك التقنية التي جلبتها شركة جين للهند. وتعتبر هذه الشركة الأكبر في سوق الهند، بنموها البالغ 25 إلى 30% سنوياً، مما يجعلها الأكثر نمواً في العالم في سوق نظم الري الصغرى. ومن المتوقع أن يبلغ حجم هذا القطاع نحو 899 مليون دولار هذه السنة. وبنمو هذا القطاع، عمل على جذب بعض الشركات العالمية الكبيرة. وتخطط جون دير ووتر وهي فرع من الشركة الأميركية لصناعة التراكتورات والمعدات الزراعية، لبيع نظم ري حديثة في الهند. وفي ظل المنافسة المحلية الكبيرة، تحتفظ شركة جين بوصفها الشركة الرائدة في نظم الري بالتنقيط في الهند، بروابط قوية مع الشركات المحلية الصغيرة. وبما أنها الشركة الوطنية الأولى في هذا المجال، تقوم جين بمساعدة المزارعين الفقراء الذين ليس لهم دراية بالتقنيات الحديثة، عبر تصميم نظم الري بالطرق التي تناسب كل فرد منهم على حدة. كما أن خبراءها الزراعيين والبالغ عددهم نحو 1500 خبير، يعملون على نصح كل عميل لاستخدام أفضل المحاصيل لتناسب نوع الأرض التي يفلحها بالإضافة للمعلومات التي تساعدهم على تحقيق محصول أوفر. وتم تقديم الري بالتنقيط لأول مرة في أحد المعارض التي أقيمت بكاليفورنيا في 1983. ومن فوائد الري بالتنقيط أنه يركز فقط على المحاصيل المراد زراعتها، مما يوفر المياه ويقلل تكاليف العمالة. وعادة يستخدم المزارعون الهنود الذين تتوافر لديهم قنوات الري والآبار، طلمبات لرفع المياه لتسري في مزارعهم فيما يعرف بالري الفيضي. وعند ظهور الري بالتنقيط، كان من الصعب إقناع هؤلاء المزارعين الذين يؤمنون أن الري الكثير يولد المحصول الوفير، مما جعلهم يسخرون بفكرة هذا النوع من الري في بدايته. وبما أن ليس كمن رأى كمن سمع، بدأ المزارعون في الاقتناع بالفكرة بعد أن ظهرت ثمارها وعائداتها الوفيرة. ومن الشركات التي تستثمر في هذا النوع من الري “تماسيك” من سنغافورة، وصندوق جورج كوانتوم، ومؤسسة التمويل العالمية، وهي جزء من مجموعة البنك الدولي. وارتفعت مبيعات منتجات الري بالتنقيط، والنظام النضحي، من 906 ملايين روبية في 2004-2005، إلى 9 مليارات روبية في السنة المالية السابقة. ويغطي هذا النوع من الري مساحة قدرها مليونا فدان. ويعود معظم الفضل في نمو القطاع الزراعي للجهود المبذولة من طرف الحكومة التي تحاول القضاء على أزمة شح المياه، وتضخم أسعار المواد الغذائية الذي بلغ 17%. وتقدم حكومة نيودلهي قروضاً للمزارعين لمساعدتهم في استخدام الري بالتنقيط بتكلفة تصل حتى 25 ألف روبية للفدان، لري محاصيل المساحات الواسعة، مثل المانجو، والتفاح، و95 ألف روبية للفدان، للمساحات الضيقة، مثل الخضروات، والقطن، وقصب السكر. ورفعت الحكومة الهندية حجم المساعدات لنظم الري الصغرى هذه السنة إلى 15 مليار روبية، بزيادة 133% عن السنة الماضية. كما تقدم حكومات الولايات في الهند مساعدات أيضاً تتراوح بين 50 إلى 75% للمزارعين لتبني طرق الري بالتنقيط. وتقدر فترة سداد أقساط المزارعين للحكومة أو الشركات بنحو ثلاث دورات زراعية، لمساعدة قلة تكلفة الناتج، وزيادة العائدات. وبالرغم من ذلك، يواجه المزارعون بعض المشاكل، مثل عدم كفاية وتقييد الائتمانات الزراعية، وبطء عملية الحصول على المساعدات الحكومية. لكن مع ببقاء تضخم أسعار المواد الغذائية، ربما تستمر قضية إدارة المياه أكثر إلحاحاً في أجندة الإصلاحات الحكومية، خاصة وأن تأمين الغذاء لا يتم إلا بتأمين المياه. عن « فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©