الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سنغافورة تصدّر خبراتها في تكنولوجيا الطاقة البديلة

سنغافورة تصدّر خبراتها في تكنولوجيا الطاقة البديلة
2 مايو 2010 22:21
ساهمت سنغافورة خلال الخريف الماضي في وضع حجر الأساس لمدينة "إيكو سيتي" شمال شرق الصين، والتي تتسع لنحو 350 ألف شخص، وهي تستمد طاقتها من مصنع يعمل بالنفايات العضوية. ويعد هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 22 مليار دولار، واحداً من الجهود التي تبذلها سنغافورة لتحويل أحواض ملحية قاحلة، وشواطئ مهجورة، لمنطقة مدنية بمساحة قدرها 30 كيلومتراً مربعاً جنوب شرق مدينة تيانجين. وبالنسبة للصين، فإن الهدف من المشروع إظهار إمكانية الاستفادة من مصادر التقنيات ذات الكفاءة، وجعله نموذجاً لقيام مدن جديدة في البلاد. أما بالنسبة لسنغافورة، ولصغر حجمها وافتقارها للمصادر الطبيعية، ولكونها أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يمثل هذا المشروع فرصة إضافية لشركاتها لتستفيد من الاستثمارات الصينية. كانت سنغافورة في ستينيات القرن الماضي تعاني من الازدحامات الشديدة، والمستويات المعيشية المتدنية، وعدم توفر البنى التحتية. أما اليوم، فقامت بإنشاء المشاريع السكنية الضخمة واستصلاح الأراضي، حيث أصبحت مركزاً تجارياً ومالياً عالمياً يقف على مساحات كانت في الماضي بركاً ومستنقعات وأحياء فقيرة. ويقول وونج كاي مدير الهيئة السنغافورية العالمية لإعادة تطوير المدن "اكتسبنا سمعة جيدة في الأربعين سنة الماضية، فيما يتعلق بالتصميمات والخطط الرئيسة لتنمية المدن. واتصلت بنا العديد من المدن العالمية للاستفادة من تجربتنا والإنجازات التي حققناها في هذه الفترة الوجيزة"، مشيراً للنمو الذي شهدته سنغافورة منذ استقلالها عن بريطانيا في 1965. وتخلّف التنمية المدنية السريعة وغير الموجهة في البلدان النامية، مشاكل بيئية واجتماعية كثيرة، بما في ذلك تلوث الهواء والنفايات. وعلى الرغم من أن البنك الدولي يصفها بأكبر تحديات القرن الواحد والعشرين، إلا أنها يمكن أن تمثل فرصاً استثمارية كبيرة للذين لا يمانعون في مشاركة خبراتهم. وتقول أبها جوشي مديرة وحدة تنمية المدن والحكومات المحلية في البنك الدولي "يكمن الاختلاف فيما تقوم به سنغافورة عن الدول الأخرى المتقدمة، في أنها وبالإضافة لتقديمها للمساعدات التقنية، تستفيد وبذكاء من هذه المصالح في استراتيجية نموها الاقتصادي. وتهدف لاستخدام مدينة سنغافورة كنموذج لاختبار الحلول المدنية في المستقبل. كما تعمل على تسهيل تصدير خبراتها مما يوفر فرص عمل لشركاتها ومواطنيها في الخارج". وأنشأت سنغافورة قبل أربع سنوات المؤسسة السنغافورية التجارية التعاونية، بغرض تصدير خبراتها الحكومية. وتستقبل هذه المؤسسة نحو 10 وفود أجنبية شهرياً تسعى للحصول على الخبرات في مجالات مثل تنمية البنى التحتية، والخطط الرئيسة، ومعالجة المياه. وحققت هذه المؤسسة خلال السنتين الأوليتين عائدات بنحو 40 مليون دولار. وبالإضافة لتخطيط المدن، حققت سنغافورة نجاحات كبيرة في مجال تصدير الخبرات المتعلقة بقطاع المياه. وأنشأت سنغافورة في 2003 أول مصنعين لمعالجة مياه المجاري بواسطة التنقية الدقيقة وطريقة التناضح العكسي (وهي طريقة تبادل بين سوائل مختلفة في كثافتها ومفصولة عن بعضها بغشاء عضوي ليتجانس تركيبها). وتصلح المياه الناتجة عن ذلك للاستخدامات الصناعية والتجارية بالإضافة للاستهلاك البشري. وبافتتاح المصنع الخامس هذا العام، سيشكل هذا النظام 30 % من احتياجات المدينة للمياه، بينما تشكل مصانع التحلية 10% منها. وفي الوقت الذي تعمل فيه مصانع مياه المجاري والتحلية على تقليل كميات المياه المستوردة من ماليزيا، فإن الخبرة التي اكتسبتها الشركات المحلية في تطوير المشاريع أهلتها لكسب الثقة العالمية والحصول على التعاقدات الخارجية. وحصلت الشركات السنغافورية ومنذ عام 2006 على نحو 100 مشروع متعلقة بالمياه في الخارج بتكلفة تصل إلى 5,52 مليار دولار. وتتضمن هذه مصنعاً لمعالجة مياه المجاري في قطر لشركة "كيبيل سيجرس" بتكلفة 1,5 مليار دولار، ومصنعاً لتحلية المياه في الجزائر لشركة "هاي فلوكس" بتكلفة 632 مليون دولار، ومصنعاً لتحلية المياه والطاقة في عمان لشركة "سيمب" بتكلفة 1,4 مليار دولار. عن«إنترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©