السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشيلي.. علاقات واعدة مع الجوار اللاتيني

21 مارس 2014 23:21
قد تتمكن رئيسة تشيلي «ميشيل باشليه» من إثبات أنها أفضل من سلفها «سيبيستيان بينيرا،» لكن العديد من النشطاء المؤيدين للديمقراطية في أميركا اللاتينية قد يفتقدون آرائه الأخيرة بشأن فنزويلا، وكوبا وغيرها من الأنظمة الاستبدادية. وقد أشارت «باشليه» الرئيسة الاشتراكية السابقة التي عادت يوم الثلاثاء إلى القصر الرئاسي لفترة رئاسية ثانية، خلال حملتها إلى أن تحسين العلاقات مع البرازيل والأرجنتين وغيرها من دول أميركا الجنوبية المطلة على المحيط الأطلسي يتصدر أولويات سياستها الخارجية. أما «بينيرا»، فقد أكد بدوره على علاقات تشيلي مع تحالف المحيط الهادئ الأكثر تأييداً للسوق الحرة، والذي يتألف من المكسيك وكولومبيا وبيرو وتشيلي. وفي أول مؤتمر صحفي لها عقب تنصيبها، أعلنت «باشليه» أن أولى رحلاتها الخارجية ستشمل الأرجنتين، وأن تشيلي ستنتهج «أجندة قوية للغاية بالنسبة لأميركا اللاتينية». وبسؤالها حول فنزويلا، قالت إن تشيلي «ستلازم الشعب والحكومة الفنزويلية،» وأضافت - فيما اعتبره البعض إشارة إلى الحكومة الفنزويلية – أن تشيلي «لن تدعم أي حركة تنتهج العنف لإسقاط حكومة منتخبة ديمقراطيا». وذكرت الرئيسة «باشليه» أنها ستدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة، لكن السؤال الكبير في أوساط حقوق الإنسان هو إلى أي مدى ستتمكن من تحقيق ذلك. وبسؤاله حول تعليقات «باشليه» بشأن فنزويلا، أخبرني «خوسيه ميجل فيفانكو،» مدير قسم الأميركتين في منظمة «هيومان رايتس ووتش» أنه لا يشعر بالقلق حيال ذلك، لأنها تنسجم مع مواقف تشيلي السابقة فيما يتعلق بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأضاف المسؤول الحقوقي: «دعونا نحكم على تشيلي من خلال مواقفها، وليس خطاباتها، حول فنزويلا». وفي مقابلة أجريتها معه قبل أن يترك منصبه، قال لي الرئيس السابق «بينيرا» إنه يتعين على دول أميركا اللاتينية أن تكون أكثر قوة في الدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان في فنزويلا وكوبا. كما ذكر «بينيرا» الذي يعتبر الزعيم الوحيد في أميركا اللاتينية الذي التقى مع زعيم كوبي منشق خلال قمة دول أميركا اللاتينية التي عقدت في كوبا في الثامن والعشرين من يناير، أن «جميع دول أميركا اللاتينية ملتزمة بالمعاهدات الإقليمية للدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ليس فقط داخل حدودنا ولكن أيضاً خارجها، وخاصة في قارتنا». وقال رئيس تشيلي السابق إن «كوبا لديها بلا شك مشاكل خطيرة تتعلق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. لذلك فقد استثمرت رحلتي إلى كوبا لألتقي مع كاردينال هافانا ومع زعيم «حركة سيدات في ثياب بيضاء»، وهي منظمة تكافح داخل كوبا من أجل حرية السجناء السياسيين وحقوق الإنسان. واستشهاداً بالمعاهدات الإقليمية لمنظمة الدول الأميركية ومجتمع أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وغيرها من المؤسسات، قال «بينيرا» إنه «في القانون الدولي الحديث، ليس فقط من واجب كل دولة الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان داخل حدودها، بل أيضاً حماية هذه الحقوق في كافة الدول الأخرى». وبسؤاله عن النصيحة التي يوصي بها الرئيسة «باشليه» بخصوص كوبا، ذكر «بينيرا» أنه ينصحها بأن تكون «متماسكة ومتسقة، وهذا يعني أن تدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ليس فقط بداخل حدودنا، ولكن أينما تتعرض هذه الحريات للتهديد». ومن وجهة نظري، لكي أكون منصفاً، فإن نشاط «بينيرا» الأكثر صخباً في مجال حقوق الإنسان، لم يظهر سوى في نهاية حكمه. أما بالنسبة لـ«باشليه»، فقد كانت بوجه عام مدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان خلال فترة ولايتها الأولى، باستثناء بعض الأخطاء في بعض الأحيان، مثلما كان الحال عندما أعربت عن سعادتها بزيارة كوبا – الديكتاتورية التي تفرض رقابة على الكتب – لافتتاح معرض الكتاب تم تنظيمه تحت رعاية الحكومة. كما أنني أميل إلى الاعتقاد أن تعهد «باشليه» بتحسين العلاقات مع الأرجنتين وغيرها من الدول الشعبوية الاستبدادية هو جزء من خطابها لكسب مصداقية جيرانها من الدول الموالية لفنزويلا، وأن ذلك لن يعني حدوث أي تحول في دفاع تشيلي عن حقوق الإنسان الأساسية والديمقراطية في المنطقة. ولكن بسبب تاريخها الشخصي – حيث كان والدها قد تعرض للتعذيب وتوفي خلال حقبة الديكتاتورية العسكرية في تشيلي التي استمرت من عام 1973 وحتى 1990، كما أنها أجبرت على العيش في المنفى - والتزامها السابق تجاه حقوق الإنسان، فإنني أشك في أنها ستتابع خطوات رؤساء الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور، وغيرها من الدول التي كانت تدعم حكومة فنزويلا القمعية بحماس، إن ذلك سيشكل خسارة حقيقية للمنطقة. جدير بالذكر أن «ميشيل باشيليه» البالغة من العمر 62 عاماً قد أدت هذا الشهر اليمين الدستورية لتتولى مقاليد الحكم في تشيلي للمرة الثانية. وتعهدت «باشيليه» بالالتزام ببرنامج زيادة الضرائب والإنفاق الحكومي رغم تباطؤ الاقتصاد. وتعود «باشيليه» إلى سدة الحكم عقب فترة قضتها في الأمم المتحدة على رأس ائتلاف يضم طيفاً سياسياً من اليساريين المعتدلين إلى الشيوعيين. وتنوي الرئيسة «باشيليه» مواجهة مشكلة التمايز الاجتماعي عن طريق إصلاح نظامي التعليم والصحة وتمويل هذه الإصلاحات عن طريق إصلاح النظام الضريبي. وكانت الرئيسة المنتخبة قد قالت في مقابلة أجرتها معها القناة 13 التلفزيونية المحلية سأعمل منذ اليوم الأول على الوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا. ولكن على «باشيليه» التعامل مع برلمان مشاكس وحركة طلابية مستعرة إضافة إلى الاقتصاد الضعيف. ‎أندريس أوبنهايمر كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©