الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي يحض على الإحسان إلى الجار

النبي يحض على الإحسان إلى الجار
12 يونيو 2016 02:19
أحمد محمد (القاهرة) ربط النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان كله بإكرام الجار، بل نفى الإيمان عن الذي لا يأمن جارهُ أذاه، وللجار على الجار في القيم الإسلامية، حقوق تشبه حقوق الأرحام، وأوصى النبي بالجار، وبين أن ذلك إنما هو بأمر الله عز وجل فقال صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنّه سيورثه»، أي حتى ظننت أنه سيجعل له نصيبا من الميراث ويدخله في جملة الورثة، لقد عظم الإسلام حق الجار، وحض النبي على الإحسان إليه وإكرامه، وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان.وذكر الله سبحانه الإحسان إلى الجار بعد ذكر عبادته وحده لا شريك له، وبعد ذكر حقوق الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، مما يدل على عظم هذه الحقوق وتأكيدها، قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً)، «سورة النساء: الآية 36»، قال ابن عباس رضي الله عنه، والجار ذي القربى يعني الذي بينك وبينه قرابة، والجار الْجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة. وهناك الجار في السكن والعمل، والسوق، والمزرعة، ومقعد الدراسة، وغير ذلك من صور الجوار، والجيران لهم حقوق، منهم من له حق واحد وهو الجار غير المسلم، ومنهم من له حقان وهو الجار المسلم، له حق الجوار، وحق الإسلام، وجار له حقوق ثلاثة وهي الجيرة، والقرابة والإسلام. وحذر النبي من أذية الجار أشد التحذير وقيل له يا رسول الله إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها، قال: «لا خير فيها، هي في النار»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره»، وفي رواية «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره»، ويقول: «ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم»، وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم، فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر، وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها فتعاهد جيرانك»، أي أعطهم منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©