الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرشد الرميثي.. 60 سنة في أعمال البر

مرشد الرميثي.. 60 سنة في أعمال البر
12 يونيو 2016 02:19
أشرف جمعة (أبوظبي) أكثر من ستين عاماً ومرشد الرميثي يشارك في أعمال البر، فقد أصبحت ديدنه منذ أن شب عن الطوق قليلاً، وعلى الرغم من مرور هذه السنوات فإنه يباشر أعماله الخيرة بصورة واسعة غير عابئ بتقدمه في السن أو ظروفه الصحية، فقد دأب منذ سنوات على مساعدة المحتاجين والبحث عنهم، تماشياً مع نهج دولة الإمارات الإنسانية التي وصلت إلى ذروة العطاء الإنساني، وأصبحت رقماً مميزاً وفريداً في العالم، ولا تقتصر الأعمال الإنسانية عند الرميثي على إطعام الفقراء في الشهر الفضيل أو التبرع بمبالغ مالية للأيتام، وكذلك وتجهيز الملابس للمحتاجين، لكنه يحرص تمام الحرص على المشاركة في بناء المساجد عبر التبرع للهلال الأحمر. مدخرات مالية ويقول مرشد الرميثي الذي يقطن في أبوظبي: «أعمال البر بيني وبين ربي، وإن كان لابد من ذكرها فإن دافعي الأول في ذلك هو أن دولتنا الكريمة هي التي علمتنا معاني العطاء والإيثار والإقدام في كل المواقف الصعبة التي قد تحيط بمن حولك سواء في الخارج أو الداخل»، لافتاً إلى أنه حين سار في هذا المهج فإن ذلك لم يكن وليد اليوم أو أمس القريب لكنه منذ أن تفتق وعيه وأصبح يرى محيطه الخارجي بعين واعية وبصيرة. ويشير إلى أنه بدأ مرحلة العطاء في سن مبكرة، عندما كان في سن الخامسة عشر عاماً، حيث كان دائم البحث عن غريب قادم في شهر رمضان حتى يصحبه إلى بيته الأسرة فيجلسه على مائدة ويطعمه، وتطور الأمر معه حتى غدا يفكر في مبادراته الشخصية، ويعطي من مدخراته المالية لمن يحتاج. مائدة رمضان ويذكر أن في شهر رمضان المبارك ترتفع لديه وتيرة أعمال الخير، حيث اعتاد نصب خيمة في فناء البيت الخارجي في منطقة شارع المرور، ومن ثم إقامة مائدة على مدار شهر رمضان المبارك، يستقبل فيها الصائمين، ويرحب بهم، ويشرف على حفل طعامهم، ويتناول معهم الطعام في كل يوم، ويشاركهم الحديث ويمازحهم القول، إيماناً منه بأن البر لا يبلى، خصوصاً أن الله من عليه وعلى أسرته بالكثير من الخير، وهو في ذلك يتخذ القيادة الرشيدة مثلاً وقدوة في أعمال والبر بوجه عام، ويرى أن هذا التجمع الرمضاني في باحة الدار يساهم في تعميق علاقة أهل الإمارات بالمقيمين على أرضها. إهداءات الكتب ويحرص في شهر رمضان المبارك على توزيع عدد من الكتب على طلاب العلم، وكذلك الشباب لإيمانه العميق بأهمية القراءة، فضلاً عن أنه يستمد من شهر القرآن قيماً حميدة، فهو الشهر الذي يقرأ فيه الصائمون القرآن كثيراً، وهو ما جعله يطلق مبادرة الكتاب في رمضان، حيث يوزع ما يقرب من عشرين كتاباً في اليوم في مختلف المجالات حتى تستفيد منها فئات كثيرة في المجتمع، ويبين أن الكتاب جزء أساسي من ثقافة الإنسان، وهذه المبادرة أطلقها منذ سنوات عدة، ووجد أن الإفادة منها كثيرة جداً، فهو يهدف إلى أن يسعى المرء إلى الاطلاع، وأن تكون القراءة جزءاً مهماً من برنامج الحياة اليومي لديه. ملابس جديدة ويؤكد الرميثي الذي هو في نهاية عقد السبعينيات حالياً أنه اعتاد توزيع الملابس في شهر رمضان المبارك، لكنه يعترف بأنه في زمن سابق كان يقدم خليطاً من الملابس القديمة والجديدة، حيث كان يجمع بعضها من أبنائه وأحفاده ثم يضيف إليها الملابس الجديدة ويوزعها على الكثير من مستحقيها، لكنه في هذه الأيام أصبح لا يشتري إلا جديداً، ويضعه في أكياس، ويقدمه إلى بعض فئات المجتمع، لافتاً إلى أنه يترك حالياً لأولاده وأحفاده توزيع الملابس القديمة بمعرفتهم الشخصية، ويشير إلى أنه يسعى إلى توزيع هذه الملابس بنفسه في كثير من الأحيان على الرغم من كبر سنه، لكنه يحاول قدر المستطاع عمل ذلك لكونه يشعر بالراحة النفسية حين يقدم على ذلك، إذ إن هذه العادة قديمة ولم ينقطع عنها منذ أن بدأها. كفالة الأيتام ليس أحب إلى مرشد الرميثي من كفالة الأيتام، فهو وجد الخير كله في كفالتهم، إذ إن الله أصبغ عليه الكثير من النعم بفضل رعاية بعضهم، ومن ثم تقديم بعض المال إليهم بصفة دورية، وهو يفعل ذلك من قبيل طلب المثوبة من الله عز وجل، وأنه يجد انعكاس هذا الموضوع عليه وعلى أبنائه، فليس هناك أكرم من الله جل في علاه، ويشير إلى أن الأيتام فئة تحتاج إلى الرعاية والدعم والدولة أحاطتهم بكل بفضل في الداخل والخارج، ولم تتوانَ لحظة عن تقديم المساعدات للأيتام، ويشير إلى أنه ينحو مثل الدولة في هذه الشأن، حيث إنه يفخر لوجود مؤسسات دعم خيري تهتم بالإنسان ومن ثم إكمال حاجاته في كل مكان في المعمورة، ويذكر أنه مع بداية شهر رمضان يبدأ في إضافة بعض الأسماء الجديدة إلى كشف كفالة الأيتام، حيث يرى أن هذا الشهر الفضيل هو شهر البر والخيرات، وهو الذي يدفع أفراد المجتمع إلى محاولة المشاركة في الأعمال الخيرية بصورة أوسع، مبيناً أنه يستضيف بعض الأيتام في رمضان، ويفتح مجلسه إليهم كناية عن الكرم الإماراتي الفياض الذي درج عليه المواطنون منذ القدم، حيث إن بيوت الإماراتيين مفتوحة منذ الأمد إلى مثل هذه الفئات بكل ترحاب. مبادرات خاصة يورد مرشد الرميثي، أن هناك أعمال بر يصعب على المرء الحديث عنها لكونها تدخل في نطاق الأسرار التي تكون بنين العبد وربه، إذ إنه حين يسمع بأي مبادرة إنسانية مجتمعية يسعى إلى المشاركة فيها خصوصاً التي تصدر عن مؤسسات خيرية موثوق منها في الدولة، وهو ما يجعله يخصص جزءاً من ماله من أجل التبرع به من دون السعي إلى الحصول على شهادات من أحد، لكون هذه المساعدات ذاهبة إلى الخير وأعمال البر، ومن وجه نظره هي الأبقى في ميزان حسنات المرء يوم القيامة. ويشير إلى أنه تبرع ضمن هذه المبادرات إلى بناء المساجد في الداخل والخارج، وكذلك المبادرات الخاصة بالإغاثة الإنسانية إلى مستحقيها من الذين شردتهم الحرب، ونأت بهم الأوطان والرميثي يعد مثل هذه الأعمال هي الأفضل لأنها تصل إلى عدد كثير من الناس في كل مكان. وجبات المساجد منذ أول يوم شهر رمضان المبارك، وأنا أحرص على تقديم بعض وجبات الإفطار إلى المساجد المجاورة لبيتي، وهذه الوجبات أقدمها بدافع شخصي، ومن خلال مبادرات خاصة، حيث أتفق مع بعض المطاعم على تجهيز عدد من الوجبات بصورة يومية وحتى نهاية شهر الشهر الفضيل، ومن تجهيزها وضعها في باحة المساجد قبل انطلاق أذان المغرب بقليل، مع وتقديم التمور والحليب والحلوى، وفي بعض أحياناً أقدم وجبات خفيفة في السحور في هذه المساجد أيضاً. المبادرات الشخصية حول بعض المبادرات الشخصية الأخرى، ييبن الرميثي أنه في كثير من الأحيان يأتيه أشخاص موثوق فيهم من العائلة والأصدقاء ويتحدثون إليه عن أشخاص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة مثل المساهمة في إجراء جراحة إلى مريض أو بناء بيت لفقير في إحدى الدول العربية، وهو يوافق على المشاركة في مثل هذه الأعمال الإنسانية، انطلاقاً من نهج الإمارات الإنساني، ومن خلال طبيعته التي لا ترد أحداً، فهو صاحب نفس تتأثر وتتفاعل مع مشكلات الناس في كل مكان. ويشير إلى أنه في شهر رمضان المبارك أيضاً يعمل على مساعدة بعض الأشخاص الذين يعرفهم ويعلم تماماً أنهم في حاجة إلى مساعدة، ويمنحهم بسخاء في هذا الشهر الكريم بالذات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©