إطلاق نطاقات الإنترنت العربية خلال 2010

سيتمكن مستخدمو الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» في الدول العربية خلال 2010 من الدخول على عناوين الإنترنت باللغة العربية، وسيصبح من الممكن ، على سبيل المثال، كتابة «الاتحاد. الإمارات» بدلاً من «www.alittihad.ae » للدخول علي موقع جريدة الاتحاد، بحسب باهر عصمت مدير العلاقات الإقليمية في الشرق الأوسط بمنظمة «الآيكان»، هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة والتي تشرف على تنسيق عناوين بروتوكولات الإنترنت وأسماء النطاقات المتداولة. وقال باهر لـ «الاتحاد» إن إطلاق أسماء المواقع باللغة العربية، يعود إلى أن الكثيرين من مستخدمي الإنترنت يفضلون التعامل مع تكنولوجيا المعلومات بلغتهم، ومن هنا فإن المواقع ذات الأسماء العربية ستفتح المجال أمام زيادة النفاذ للإنترنت في العالم العربي. وأضاف أن «الآيكان» ستقوم بالإضافة إلي إطلاق برنامج أسماء النطاقات المدولة (Internationalised Domain Name, IDN)، بإطلاق برنامج نطاقات المستوى الأعلى العامة (generic top-level-domain, gTLD)، وهو البرنامج الذي سيمنح بفتح المجال أمام وجود أسماء نطاقات جديدة بالإضافة الى النطاقات الـ21 الموجودة حالياً (مثل .com و .org)، حيث سيتاح تسمية نطاقات جديدة مثل (. music و. sport). وأوضح باهر أنه من المتوقع تلقي الطلبات من الهيئات المتخصصة لاستخدام أسماء النطاقات الجديدة في منتصف 2010 . وأكد أن «الآيكان» تتعاون» مع هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية لتوفير الخدمات الجديدة في دولة الإمارات، مشيراً إلي أن عقد مؤتمر الهيئة في أبوظبي أمس جاء من أجل تعزيز التواصل مع الشركاء والمهتمين بالتعامل مع نطاقات الإنترنت في المنطقة، حيث تمثل أبوظبي حالياً قاطرة لنمو تكنولوجيا المعلومات في الخليج العربي. وأوضح باهر أن وضع أسماء مواقع باللغة العربية سيساهم في نمو معدل النفاذ للإنترنت في العالم العربي، ولكنه قال إن هذا النمو سيعتمد أيضاً على مدى توفر البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات ومعدلات التعليم وكذلك محتوى المواقع باللغة العربية. وأضاف أن معدلات نمو النفاذ للإنترنت في العالم العربي تعد جيدة جداً ، ولكنها لن تصل قريباً لمعدلات النفاذ في العالم الغربي. وذكر تقرير «صندوق النقد الدولي» لعام 2009 أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدا أسرع وتائر النمو في العالم باستخدامها للإنترنت خلال السنوات الماضية. وأشار التقرير إلى أن سبعة عشر شخصاً من بين كل مئة شخص في الشرق الأوسط من مستخدمي الإنترنت في حين كان الرقم 0.9 شخص من بين كل مئة شخص في عام 2000. وتتخطى هذه الزيادة البالغة سبعة عشر ضعفا الزيادة البالغ متوسطها عشرة أضعاف في العالم النامي خلال الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2007. وأدى النمو المتسارع في استخدام الإنترنت الى تفوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفارق كبير على منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ التي لديها خمسة عشر مستخدما من بين كل مئة شخص. وبحسب باهر فإن إطلاق أسماء عربية للمواقع يمثل ثورة في عالم «الإنترنت»، حيث إنه سيتم للمرة الأولى تغير اسماء الإنترنت ونظامه بعد 25 عاماً بدون التأثير على استقرار نظام الشبكة. وأوضح أنه تم القيام باختبارات فنية لنحو 3 سنوات علي أسماء النطاقات العربية ، وتم التأكد عدم تأثيرها على كفاءة نظام شبكة «الإنترنت». وذكر بيان لـ»آربكان» أن اجتماع أبوظبي أمس يجيء ضمن سلسلة من اللقاءات العالمية التي تقيمها الآيكان (ICANN) لأعضاء هيئات الإنترنت والحكومات والشركات لتعريف المجتمع الدولي بالبرامج الجديدة. وأوضح البيان أن برنامج أسماء النطاقات المدولة (IDN) يسمح بوضع أسماء نطاقات ومواقع الإنترنت بالأحرف غير اللاتينية، ويشمل ذلك اللغات العربية والصينية واليابانية والكورية والروسية. وتبلغ نسبة انتشار الإنترنت في الشرق الأوسط حالياً 38% من تعداد السكان،وهو يواصل تحركه الصاعد بشكل نشط في العديد من دول المنطقة. ومما يساعد على تنامي استخدام الإنترنت توافر محتوى وتطبيقات الإنترنت باللغة العربية، وسيتعزز ذلك أكثر بفضل الفرص المتاحة للشركات والعلامات التجارية المحلية والعالمية لجذب مستخدمين جدد عبر وضع أسماء النطاقات والمواقع باللغات المحلية. إلى ذلك، سيتم توسيع النطاقات الإحدى والعشرين المتوفرة حالياً ضمن عناوين نطاقات المستوى الأعلى العامة (gTLD) الجديدة - وهي ذلك الجزء من اسم موقع الويب الذي يقع إلى يمين النقطة (أي .com, .org, .asia إلخ). وتعتزم الآيكان (ICANN) إلغاء محدودية هذه النطاقات وتوسيع مجالها بحيث يسمح فيها باستخدام كافة أنواع الأسماء والكلمات. وتتوقع المنظمة أن تتسلم مئات الطلبات عندما تفتح باب التسجيل في الجولة الأولى على نطاقات المستوى الأعلى العامة الجديدة وذلك مع بداية العام المقبل. وصرحت كارلا فالنت، مديرة خدمات منتجات الاتصالات لدى الآيكان في بيان صحفي بأن «الابتكار لا يعتمد ببساطة على مجرد تلبية طلبات السوق، بل هو يأتي أيضاً من خلال الاستفادة من الفرص الموجودة في بنية السوق ومن التقنيات المتوافرة. وسيتاح للعالم العربي الآن استخدام أسماء النطاقات باللغة العربية لأول مرة على الإطلاق. وسيكون هذا التطور الثوري هو سمة المرحلة المقبلة في مسيرة تطور الإنترنت عالمياً، بفضل التخلص من عائق ما يزال يمنع فئات من المجتمع من استخدام الإنترنت. وسيتولى الرواد من أصحاب الأعمال والمجتمع مسؤولية دفع الإمكانات الجديدة في هذه البيئة المبتكرة، وهو ما يعد جزءاً مهماً من برنامج أسماء النطاقات المدولة (IDN)».