الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة العاملة.. بطلة الأسرة في رمضان

المرأة العاملة.. بطلة الأسرة في رمضان
11 يونيو 2016 22:17
نسرين درزي (أبوظبي) إذا كانت مائدة الإفطار بمثابة المكافأة التي ينتظرها الصائم بلهفة مع أذان المغرب، فهي نفسها واجب إضافي لشريحة واسعة من النساء، ولاسيما العاملات منهن. فبعد الوظيفة ودوام العمل تعود الزوجة والأم إلى بيتها لتبدأ مهمة أخرى قد تكون خلال شهر رمضان أكثر إلحاحاً من أي وقت، وبالرغم من الأعباء التي تحملها المرأة الصائمة ما بين العمل والبيت ومسؤوليات الحياة وفوقها الاستجابة إلى طلبات أفراد الأسرة كل بدوره، تجدها دائماً البطلة الحاضرة لإسعاد الجميع. التأخر عن تحضير أطباق رمضان كاملة وتجهيز المائدة في موعدها يشغل المرأة العاملة التي تبدأ بالتفكير بالأمر حتى ما قبل الدخول في شهر الصيام، فهي غالباً مكلّفة بشؤون الطهي وشراء الحاجيات من السوق وتنسيق الأصناف وإحضارها ساخنة بانتظار مدفع الإفطار. فكيف تخطط لإنجاز هذه المهمة على أكمل وجه؟ وإلى أي مدى تسير الأمور بأقل توتر؟ وما هو السر الذي تتبعه لتنظيم وقتها وتحقيق التوازن المطلوب؟ متاعب مضاعفة شيراز رضا مدربة رياضة، وأم لولدين تحدثت عن يومها خلال رمضان والذي يبدأ بمرافقة أبنائها إلى المدرسة وحتى ما بعد موعد السحور. وقالت إنه بالرغم من المتاعب المضاعفة التي تقع على عاتقها في شهر الصيام، غير أنها تشعر بسعادة عارمة أثناء تجهيز الطعام لعائلتها، وتنشغل بطلباتهم على مدار الساعة، وهي تعتبر نفسها محظوظة لأن دوامها في رمضان ينتهي ما بعد أذان الظهر، مما يساعدها على تخصيص وقت كاف للذهاب إلى الجمعية وشراء ما ينقصها للطهي. وهذا غالباً ما تقوم به بشكل شبه يومي خارج إطار رمضان، أما ما يتعبها خلال الشهر الفضيل فهو قيامها بجهد مضاعف فيما تكون طاقتها أقل بسبب الصيام، غير أن ما يفرحها مع نهاية كل يوم وبعد رفع مائدة السحور، التأكد من أن أسرتها سعيدة ولم تشته شيئاً إلا ووفرته لها، سواء من الأطباق الساخنة أو الحلويات. الرأي نفسه سجلته نادية أحمد التي تعمل في مجال العلاقات العامة ولديها ولد وبنت يصومان للمرة الأولى، قالت إنها تواجه استحقاقاً جديداً هذه السنة لأنها تضطر إلى تحضير أصناف إضافية على مائدة الإفطار بحيث تشجع ولديها على الصيام، كما أنها تحاول أن تشغل وقتهم ما بعد المدرسة بالأنشطة التي تلهيهم قدر الإمكان عن الطعام، مما يحملها أعباء توصيلهم إلى النادي واصطحابهم مجدداً إلى البيت، وهذا كله يتطلب الاستفادة من كل دقيقة خلال فترة العصرية مع عدم تمكنها من النوم بالرغم من المتاعب التي تتراكم عليها نهاية اليوم. وذكرت أنها تفرح كثيراً، عندما تتلقى أي دعوة على الإفطار مما تعتبره بمثابة الإجازة والتكريم لها لتحررها من المسؤوليات المنزلية، ومن الدخول إلى المطبخ ولو ليوم واحد في الأسبوع. ضغط شديد ووصفت ميثاء الحوسني، وهي موظفة حكومية، عملها خلال شهر رمضان على أنه إرهاق لا تحتمله، ولاسيما أنها أم لـ5 أبناء جميعهم يصومون وينهالون عليها بالطلبات الخاصة لمائدة الإفطار. وقالت إنها تحاول قدر المستطاع التوفيق بين الدوام وتحضير الطعام لكنها تقع أحياناً كثيرة تحت ضغط شديد بالرغم من وجود الخادمة في البيت، وذكرت أنها في شهر الصيام تصر على دخول المطبخ بنفسها لتجهيز المأكولات التي يحبها أولادها، وهي تسألهم يومياً عما يريدونه لليوم التالي لتجهيزه باكراً، وبالنسبة لميثاء، فإن أكثر ما يزعجها أثناء الصيام أنها لا تجد متسعاً من الوقت للراحة بعد العودة من الدوام، وبدلاً من الاسترخاء قليلاً تجد نفسها مباشرة في المطبخ وبالكاد تنتهي من الطهي بالتزامن مع موعد الإفطار. من جهتها، أوضحت علياء المهيري التي تعمل في المجال المصرفي أن أهم ما في شهر رمضان أن تتقن المرأة العاملة تنظيم وقتها وتنسيق الأولويات. وهذا ما تتبعه سنوياً مع الاقتراب من الدخول في الصيام، إذ تستعد مسبقاً لتجهيز المطبخ والثلاجة بكل ما يمكن أن تحتاجه لمائدة سريعة بأقل قدر من التعقيدات. وانتقدت النساء اللاتي يشكين من ضيق الوقت، وخصوصاً من لا يعملن منهن. وقالت إن الزوجة والأم العاملة أكثر قدرة على استيعاب المهام الإضافية من السيدة التي تجلس في البيت لأن هذه الأخيرة اعتادت على الطهي خلال الفترة الصباحية، في حين أن المرأة العاملة تعرف تماماً كيف تحضر مواد المطبخ في الفترة المسائية أو حتى بعد عودتها من العمل. وأشارت علياء إلى التقدير الذي تنتظره من زوجها وأبنائها خلال شهر رمضان، لأنها تتعب في الصيام مثلهم تماماً مع تحمل مسؤولية إسعادهم على مائدتي الإفطار والسحور. حيوية في البيت وتحدثت الوالدة زليخة الحوسني (ربة بيت) عن شغفها بالطهي منذ كانت شابة صغيرة منتقدة نساء الجيل الحالي ممن يشكين من الوقوف في المطبخ. واعتبرت أن عمل المرأة خلال الفترة الصباحية لا يمنعها من تحضير مائدة الإفطار لعائلتها وإن على مراحل متقطعة. وكل ما تحتاجه هو التفكير يومياً بالأطباق التي ستحضرها في اليوم التالي والتأكد من توافر كل المواد التي تحتاجها. ونصحت زليخة الحوسني كل الأمهات، سواء العاملات أو ربات البيوت بعدم حرمان أنفسهن من دخول المطبخ في رمضان، لأن هذه التجربة تعزز دورهن وتمنحهن شعوراً لا مثيل له. وذكرت الوالدة أنها تشجع أبناءها الشباب والبنات على ممارسة الطهي منذ كانوا صغاراً، وهم اليوم بعدما كبروا وتخرجوا في الجامعات يساعدونها بفرح في تحضير وجبات رمضان، إذ من المقلق غياب الجيل الجديد عن مهارات تحضير الطعام والاعتماد على الأكل الجاهز، وخصوصاً خلال شهر الصيام. وهنا أكدت على الأزواج ضرورة مساعدة نسائهم من وقت لآخر، وتحديداً عندما ترجع الزوجة من دوامها وتكون متعبة. وقالت إن المساعدة قد تكون في شراء أغراض المطبخ أو التحضير الخفيف، وكله يوجد حيوية محببة داخل البيت، فربة البيت وإن كانت تستعين بالخادمة في تقطيع الخضار أو تجهيز أدوات الطهي، إلا أنها لن توكل إليها مهام المطبخ كاملة في رمضان. وإن فعلت بسبب متاعب العمل خارج البيت، تكون خسرت شعوراً مميزاً للتأكيد على دورها الجوهري في حياة أسرتها. وتناولت سامية بواتاي أم لولد وابنتين، إصرارها على القيام بواجباتها كاملة تجاه أسرتها على مدار السنة. وقالت إنها بالرغم من وظيفتها المتعبة خلال شهر رمضان، فهي تسعد في التصدي لكل المتاعب إرضاءً لعائلتها. ومع اعترافها بالمسؤوليات المضاعفة التي تنهال عليها وهي صائمة، تؤكد نجاحها سنوياً في تنظيم وقتها. وكشفت سامية عن سرها في رمضان، مشيرة إلى تجهيز ثلاجتها بكل أنواع الفطائر والسمبوسة مسبقاً، وكذلك الأمر بالنسبة لأصناف اللحوم التي تشتريها وتقطعها قبل تجميدها ليسهل عليها اعتماد أكلات سريعة من دون الحاجة للذهاب يومياً إلى الجمعية. وقالت إن التفكير يومياً بأصناف جديدة أمر مرهق، وخصوصاً عندما تكون صائمة، لذلك فهي تهون على نفسها المسألة وتضع قائمة أسبوعية بالأطباق التي ستحضرها على مائدة الإفطار. وتحاول قدر المستطاع تجهيز ما يمكن تجهيزه خلال الفترة المسائية مما يسهل عليها مهمة الدخول إلى المطبخ بعد يوم طويل من العمل الوظيفي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©