السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغيبة» تفسد الصوم.. وفحش الكلام حرام

«الغيبة» تفسد الصوم.. وفحش الكلام حرام
12 يونيو 2016 10:15
القاهرة (الاتحاد) الصيام عبادة من أفضل القربات شرعة الله تعالى ليهذب النفس ويعودها الخير، فينبغي أن يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدش صومة حتى ينتفع به وتحصل له التقوى فيظن بعض الصائمين أن الصوم، إنما يكون فقط عن الطعام والشراب والنكاح، مع أن حقيقته أعلى من هذا فهناك فريق من الناس يصوم عن تلك الممنوعات، ويفطر على غيرها من المحرمات مثل الغيبة التي تجعل من الصوم عملاً لا اعتبار له. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره»، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتْه»، أي قلت فيه البهتان، وهو الباطل وقال صلى الله عليه وسلم: «ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش». القول والفعل قال الأوزاعي، إن الغيبة تُفطر الصائم، وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم وقال سفيان الثوري الغيبة تفسد الصوم وأفرط ابن حزم، فقال يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه، سواء كانت فعلاً أو قولاً لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «... فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم»، وذكر الإمام النووي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم» والحديث فيه نهي الصائم عن الرفث، وهو السخف وفاحش الكلام، والجهل قريب من الرفث، وهو خلاف الحكمة وخلاف الصواب، من القول والفعل وقوله صلى الله عليه وسلم: «فإن امرؤ شاتمه أو قاتله» معناه شتمه متعرضا لمشاتمته، ومعنى قاتله نازعه ودافعه. وقوله صلى الله عليه وسلم: فليقل إني صائم إني صائم هكذا مرتين، اختلفوا في معناه فقيل يقوله بلسانه جهراً يسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غالبا، وقيل لا يقوله بلسانه، بل يحدث به نفسه ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته ومقابلته ويحرص في صومه عن المكدرات. قول الزور وقد اعتبر القرطبي، أن الغيبة وقول الزور سواء من حيث المعنى، فقال في هذا الصدد إن من اغتاب في صومه، أو شهد بزور مفطر حكما، ولا فرق بينهما، أي من فعل ذلك فكأنه لم يصم، وليس المعنى أن عليه القضاء ولهذا تمام وكمال الصوم باجتناب المحظورات. وذكر الغزالي أن الصائم إذا اغتاب، أو شهد زورا، أو قال كذباً، أو آذى الناس بكلامه، أو فعل نحو ذلك من المناهي الشرعية، فإن صيامه غير مقبول. والغيبة ونحوها من المناهي الشرعية، تتنافى مع مقاصد الصوم، وهي وإن كانت لا تفسد الصوم وفق النظر الفقهي كما قال جمهور أهل العلم إلا أنها تفسده وفق النظر المقصدي، وتجعله صوما ناقصا، لا معنى له وقد يكون من رحمة الله بعباده، أن لم يجعل الغيبة مفسدة للصوم لأنها مما يشق على الناس تجنبها تماماً، ولا يسلم منها إلا من سلمه الله. ونهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصا به، بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك لكن الصائم آكد فالصوم لا يدخله الرياء بفعله، وإن كان قد يدخله بالقول، كمن يصوم ثم يخبر بأنه صائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©