أحمد مراد (القاهرة)
منذ أكثر من 1430 سنة، نزل القرآن الكريم، وهو يحمل المئات والآلاف من أوجه الإعجاز العلمي، والتي لم يتمكن العلم من اكتشافها إلا في القرن العشرين، ومن بين هذه الوجوه وصف الله عز وجل لمجتمع النمل، حيث أشار إلى أن للنمل لغة يتحدث ويتخاطب بها، وقد ورد ذلك في قول الله تبارك وتعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، «سورة النمل: الآية 18»، ويقول عز وجل: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 38».
في الآية الأولى ذكر الله تعالى، أن للنمل مجتمعاً كاملاً، وحياة منظمة، ولغة يتحدث بها، وهذا الأمر أثبته العلم والأبحاث الحديثة بوسائلها الدقيقة، والتي كشفت ملامح حياة النمل الاجتماعية القائمة على التفاهم فيما بينها، وأكدت أنه مجتمع له لغة خاصة ينظم بها عيشه، ويتفاهم بها في كل ما يتصل بشؤون حياته، سواء المأكل أو المشرب أو الإقامة أو الحماية من أي خطر.
والنمل كما شوهد في مختلف بيئاته يقوم بمشروعات جماعية، مثل مد الطرق، وإقامة الجسور، وبناء المستعمرات.
والنمل هو الوحيد الذي يتلاقى في مجتمعات متكاملة للتعاون وتبادل المنافع، كما أنه الوحيد من بين سائر الحشرات الذي يهتم بدفن موتاه مما يدل على حياة منظمة حية ونشيطة، ولهذه الحياة كيان ودستور يحكمها في كل سلوكها وأحداثها، مثل حياة الإنسان، وهو ما ذكره تعالى في سورة الأنعام: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ...)، «الآية 38»
ويقرر علماء الحشرات، أن النمل يتميز بذكاء فطري خارق، ويقوم بعملية فلق الحبوب قبل تخزينها حتى لا تنبت، والحبوب التي لا يستطيع فلقها فإنه يعمد إلى نشرها في الشمس حتى لا يصيبها البلل أو الرطوبة فتنبت.
كما يتضح ذكاء النمل في بناء مستعمراتها الواسعة، وقد ذكر العالم الغربي د. «ماك كوك» أنه رأى مدينة هائلة للنمل في «بنسلفانيا» تبلغ مساحتها خمسين فداناً، وكانت مكونة من 1600 عش.
عدد اليوم
