طوني ورد: أزيائي موغلة في أسطورة علمية عمادها الأشكال الهندسية

من صالة «سانتو سبيريتو» في روما، عَبَرَ مصمّم الأزياء اللبناني طوني ورد رحلة الخريف والشتاء إلى جميع الأذواق الراقية في العالم، ضمن احتفاليّات أسبوع الموضة في إيطاليا. مجموعة طوني ورد للعام 2010 مقسّمة إلى فساتين قصيرة، وأخرى طويلة للسهرات، وتايورات اشتهر بحياكتها بحرفية عالية. في هذا اللقاء نضيء على حكاية أزياء غنيّة صاغها المصمّم المبدع بخيوط من الفضّة والكريستال. • حملت مجموعتك الجديدة تدرّجات من الرمادي الفاتح، إلى الغامق، فالفضي، وكأنّك تنثر خيوط الكريستال على الفساتين، وإنّما من دون تطريز وشغل. لماذا؟ - اتخذتُ من انكسارات الضوء في الكريستال ملاذاً آمناً لتحقيق جمالية أنثوية طاغية في الأزياء. قدّمتُ أربعين قطعة مختلفة، منها الفساتين التي تصل إلى الركبة، والتايورات ذات النفحات الكلاسيكية مع لمسة رومانسية. كما قدّمتُ فساتين السّهرة الطويلة التي وُلدت باللون الرمادي الغامق الدافئ، ثمّ راح يتجّه إلى الفاهي والفضي اللمّاع، مروراً بالبيج وأبيض الأعراس طبعاً. طعّمتُ المجموعة بالزهري الحالم، والأزرق السماوي، وباللون الرمّاني أيضاً. المقصد الأساسي من جميع تلك الأثواب أن تكون خالية من التطريز والشغل، كي يظهر الغنى في القصّات القائمة بمعظمها على تنسيق علمي للأشكال الهندسية. • نلاحظ أن حصّة الأسود تبقى محفوظة دوماً في جميع عروضك. هل هذا تعلّق بالكلاسيكية؟ - الأسود سيّد الأناقة من دون منازع، وهو مرغوب لدى معظم السيدات في العالم. أحمل لهذا اللون ضعفاً ما، لأنّني أعتبره قادراً على تجسيد الأناقة والكلاسيكية في آن، وهو مثل الليل المليء دوماً بالغموض والأسرار. • تعاملتَ مع ألوان الطّيف الساحرة. هل باتت هذه الألوان متربّعة على عرش الموضة الحالية؟ - كثيرة هي الألوان التي تزعم أنّها ملكة المُباح والمتوفّر، لكنّها قليلة تلك التي تتربّع على عرش السحر. اخترتُ ألوان الطيف في مجموعة خريف وشتاء 2009-2010، حيث ظهرت الألوان المجرّدة كما نسمّيها، والتي تتجانس مع أشكال الطيف وروحه، فتعبّر بالتالي عن انتمائها إلى عالم السّحر. • هل تميل إلى الرومانسية المفرطة في مجموعتك؟ - إنّي مصمّم واقعيّ حتى الشغف، وأزيائي موغلة في أسطورة علمية عمادها الأشكال الهندسية. الورود المطلّة في الفساتين رومانسية طالعة من حدائق العمر، ولكن الروحية العامّة للمجموعة ليست مفرطة في الرومانسية. عنوان يناسب عرضك. كيف جعلت أزياءك تطير على المنصة؟ - تميّزت الأزياء بروح الحركة وكأنّها سنابل قمح ذهبية تتلألأ تحت وهج الضوء وانعكاساته. تركت للأقمشة حريّة الحركة والرقص بين ثنايا الفستان، وكأنّها نسيمات تلفح الوجوه في المروج. والحرير قادني إلى تنفيذ حركة الهواء في التصاميم المتراقصة، كذلك فعلت الأقمشة غير الكلاسيكية، وأخرى نُسجت من نوعين من الخيطان. • قماش الأورجانزا سميك ولا مجال للحركة في ثناياه، كيف تعاملت معه؟ - الأورجانزا قماش نفخ الروح في الأشكال الهندسية التي أنجزتها بدقّة متناهية. وبرزت فساتين الأورغانزا على شكل خلايا نحل سداسيّة حول العنق والذراعين، وقمت بخياطة كل خليّة بشكل منفرد، ونسجتها متصلة بعضها ببعض لتضفي رونقاً أخاذاً على الفساتين. • ما هي المزايا الأساسية التي تميّز خطّك عن سواك من الزملاء؟ - أحكي في مجموعاتي حكايات البساطة الجمالية. وكل قطعة تحتاج إلى دقّة عالية في التنفيذ، ووقتاً طويلاً لتظهر ساحرة ومميّزة بدقتها وأناقتها. جلد وريش في بعض التايورات والفساتين. هل هما موضة أوروبا حالياً؟ - جعلتُ من الجلد الناعم الحريريّ الملمس يزيّن بعض التصاميم، ويترك انطباعاً رائعاً على القطع بأحجامه وأشكاله الهندسية الصغيرة. والريش بنعومته وجماليّته يسكن التصاميم بألوانه المتدرّجة. إنّها الموضة كما أراها وأفهمها، وهي التي أحبّ أن تعتمدها المرأة لهذا الموسم. • فستان الزفاف بدت فيه العارضة وضّاءة بخيوط الشمس الدافئة. ماذا تخبرني عن هذا التصميم الراقي؟ - احتاج فستان الزفاف إلى شهرين من العمل المتواصل ليكون إعجازاً فنياً لدقّته وجماليّته المبهرة. نسجتُ أشكالاً هندسية ناعمة ومتنوّعة لا يتعدّى قطر واحدها السنتيمتر الواحد، وحِكتُها متراصّة إلى بعضها البعض، كي تجسّد حركة الهواء في مروج الحكايات الريفية، ويفصل بينها تطريز ناعم وهادئ، مشغول بإتقان.