الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وادي الباذان..منتجع سياحي فلسطيني يناضل الاحتلال والإهمال

وادي الباذان..منتجع سياحي فلسطيني يناضل الاحتلال والإهمال
5 أغسطس 2009 01:00
يعتبر وادي الباذان المتنفس الشرقي لمدينة نابلس المحتلة كبرى مدن الضفة الغربية، من المواقع السياحية والأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني، يقع الوادي على الطريق العامة الرئيسة التي تصل بين نابلس وأريحا على بعد 4 ــ 5 كم شمال شرق نابلس، ضمن أراضي قرية طلوزة، وتوجد به مجموعة عيون الباذان وهي سبع ينابيع تنتج ما معدله 5.25 مليون متر مكعب من المياه العذبة دائمة الجريان من خلال جداول وتلتقي جميعا لتشكل وادي الباذان، وتمتاز بوجود أشجار الفاكهة النادرة مثل: العنب والتفاح البلدي والقراصية وكذلك ورق الدوالي. ويضم وادي الباذان أشجاراً حرجية متعددة أهمها الحور، والكينا، والصفصاف، إضافة إلى نباتاتها الزعتر، الميرمية، البوص، الخطمية، كما تعيش فيه بعض الحيوانات مثل الثعلب، والشيهم (النيص)، والأرنب البري و من أشجارها الحور، الكينيا، الصفصاف ونباتاتها الزعتر، الميرمية. وجهة سياحية بدأ وادي الباذان يأخذ مكانته السياحية في فترة السبعينيات حيث كانت أفضل حالاً من الآن، حيث شهدت المنطقة تطويراً سياحياً. ويجمع أصحاب المتنزهات حاليا على أنهم يعانون من شح الموارد المالية لتسديد قروض حصلوا عليها لتطوير المتنزهات وبرك السباحة، بهدف تنشيط الحركة السياحية، مشيرين على أنهم اقترضوا مبالغ كبيرة على أمل أن تكون السياحة نشطة، لكن في ظل إغلاق الطرق والوضع الأمني، يبدو أن آمالهم ذهبت أدراج الرياح، حيث إن الإسرائيليين يستغلون الإجراءات الأمنية لتدمير الاقتصاد وقد انتعشت السياحة في محيط الوادي من خلال استراحات ومقاه أقيمت بشكل فردي من قبل مواطني المنطقة، وبعد قيام السلطة الوطنية، بدأت هذه الأماكن بالتطور والتوسع بشكل ملحوظ، حيث تم إنشاء العديد من مناطق الجذب السياحي بمساحات كبيرة، وتحتوي على جميع متطلبات الاستجمام والمسابح والمطاعم وأماكن التنزه وخلال السنوات الست الماضية تعرض القطاع السياحي في منطقة وادي الباذان إلى تدمير كامل، وشلل في الحركة السياحية، بسبب الإغلاقات التي تفرضها قوات الاحتلال على الاراضي الفلسطينية، وخاصة إغلاق الشارع الرئيسي لمنطقة وادي الباذان، الذي كان مستهدفاً بشكل مدروس لضرب هذه المنطقة. إمكانيات معطلة يلاحظ أن جميع الأماكن السياحية والمنشآت في المنطقة والتي تمت إقامتها بشكل فردي من قبل المواطنين وذلك ضمن قروض بنكية، الأمر الذي أدى إلى خسارة أصحابها وتراكم الديون عليهم، وقد بلغ مجمل الخسائر التي تعرض لها أصحاب الأماكن السياحية في منطقة وادي الباذان خلال الست سنوات الماضية، بلغت أكثر من مليون دينار أردني. وعليه فإن هذا الوادي المعروف بعيون نبعاته الصافيات، وحدائقه الخضراء الفسيحة، وبمتنزهاته الطبيعية الجميلة، إلا أن كل هذا الجمال الخلاب لا يستطيع الانسان التمتع به بسبب الحواجز العسكرية الإسرائيلية المذلة والخانقة التي تحيط وتحكم السيطرة على كل الطرق المؤدية إليه، وعجز وزارة السياحة الفلسطينية، عن الاهتمام به، بسبب تطويقه من الاحتلال. ورغم ذلك فهناك جهود فردية تقام في الوادي فهناك حوالى اثنى عشر مشروعا سياحيا في الباذان وهي خاصة تنتشر على مساحة البلدة، وهي عبارة عن أماكن للاستجمام والمسابح وألعاب الأطفال والمطاعم والمقاهي، وكذلك محلات لبيع التحف والمشغولات والحرف اليدوية، وخاصة صناعة السلال من البوص المنتشر في القرية وصواني القش والفخار والمطرزات، والتي بدأت تتلاشى، وتجرى في الآونة الأخيرة جهود لإعادة إحيائها وبالتنسيق مع الجمعية النسوية في القرية الرابضة حول الوادي. عرف موقع الباذان منذ عصر المتحجرات، حيث دلت أعمال المساحة الأثرية التي أجريت على وجود حياة حوله تعود للعصر الأشوري الأوسط، أي قبل 1200 سنة قبل الميلاد، وفي العهد الكنعاني كانت قرية الباذان الرابضة حول الوادي معبرا للطريق الذي ربط شكيم وتل الفارعة وبيسان وكان يعرف بطريق وادي الباذان الخشنة، وفي فترة فتح الإسكندر المقدوني كانت مركزا للتجارة وحلقة وصل للطرق التجارية. وفي العهد العثماني ونتيجة لكثرة المياه بنيت طواحين المياه على امتداد القرية حيث وصل عددها إلى 15 طاحونة، كان يرتادها الناس من ساحل فلسطين حتى نهر الأردن لطحن القمح والحبوب. وإبان الانتداب البريطاني. اعتبرت كاستراحة وانتشرت فيها المقاهي. وخلال ثورة 36 وكونها طريقا للعبور، شهدت القرية معارك عديدة بين الثوار وجيش الانتداب وأشهرها المعركة التي تم فيها تفجير العبارتين الرئيسيتين لقطع طريق الإمداد، واشتهرت منذ أيامها صخرة الموت (الانتحار) وهي حافة حادة مرتفعة جدا تشرف على واد الساجور السحيق بين الباذان ونابلس، وقد سميت كذلك لكثرة عدد من أعدمهم الجيش البريطاني عليها.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©