السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملاحقات بوليسية ومغامرات هاتفية.. وشابات يطاردن الشباب

ملاحقات بوليسية ومغامرات هاتفية.. وشابات يطاردن الشباب
5 أغسطس 2009 01:01
يحدث هذا في الواقع كما يحدث في الأفلام، فتاة تطارد شاباً معلنة حبها له في الأسواق والمحلات التجارية، يهرب منها فلا تستسلم، يصدها فلا تتراجع، أمر غريب وأوضاع معكوسة، واختلال في موازين الطبيعة، فالمعتاد أنَّ الشاب هو من يطارد الفتاة، وهو صاحب المبادرة، نحن هنا أمام شاب يهرب من فتاة، لكنها لا تستسلم لهروبه بل تشهر أسلحتها كلها، ولو كلَّفها ذلك تطيير البخور واللجوء إلى الشعوذة. بعض الفتيات يركضن باتجاه الشباب بلا حياء أو خجل، فتاة لا مانع لديها في أن تكون هي الصياد ليصير هو الفريسة، وتظل اللعبة مستمرة بينهما: هو يهرب طالباً النجاة، وهي توسع خطاها في ملاحقته مسابقة الريح. تساؤلات تقودنا إلى ما هو أغرب من الخيال: هل نحن أمام تبادل للأدوار؟ أم ثمة استثناء يسود محدثاً انقلاباً للموازين؟ مطاردات بوليسية معاناة ياسر، الذي طلب منا عدم ذكر اسمه الأول، مع مطاردات الفتيات تماثل أحداث فيلم من أفلام المطاردات البوليسية، وهو يقول: «تعرفت منذ فترة على فتاة، كانت هي التي وضعت رقم هاتفها على سيارتي». يصمت ياسر برهة، ثم يتابع: «لا أنكر أنني أعجبت بها في البداية، غير أنني لم أكن أعرف أنَّ الإعجاب سيتحول إلى حب، أحبتني هي وبدأت المطاردة من جانبها، ولم يكن رنين الهاتف ليتوقف، تطلبني في اليوم أكثر من ثلاثين مرة، تتابع أخباري: أين أذهب، وماذا أفعل، ومع من أتكلم». ويضيف ياسر: «ماذا أفعل؟! هي لا تعلم أنني لا أحبذ الارتباط بفتاة لعوب من نوعها». أما سليم شاهين فهو يحب الجلوس دائماً في كوفي شوب أحد المراكز التجارية، حيث لفتت انتباهه فتاة ترمقه بنظرات مميزة، وتقوم بحركات غريبة. يقول متفاجئاً: «اللي استحو ماتوا.. وبعد أن كان الشاب يطارد البنت، أصبح الأمر معكوساً، فلا حياء ولا خجل، حيث بتنا نرى الفتاة تعاكس الشاب على مرأى الجميع، وكأنَّ الأمر عادي». يستنكر سليم هذا التصرف قائلاً: «أعتقد إن الفتاة التي تتصرف بهذا الأسلوب إنَّما تفعل ذلك بهدف الانتقام من علاقة فاشلة مرت بها، أو لتمضية أوقات فراغها، وإمّا لأنَّها تهوى لفت انتباه الآخرين لها، لكنَّها لا تعلم أنَّها تمس كبرياءها وسمعتها جراء ذلك التهور الذي تمارسه». رجل في الأربعين (س.ع) رجل في الأربعين من عمره يعترف قائلاً: «رغم أنني بلغت هذا السن، الا أنَّ مطاردات الفتيات لي لم تتوقف فمنذ شهر اتصلت بي فتاة تبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة، شرحت لي كيف حصلت على رقم موبايلي، وأوضحت أنَّها تريد الحديث معي من أجل قضاء وقت الفراغ فقط». حول الموعد الأول الذي طلبته منه الفتاة يقول محدثنا: «قالت لي «أريد رؤيتك»، فوافقت من غير تردد، ولما سألتها عن سبب اختيارها لي ردت أنَّها مرت بتجربة مع أحد الشبان انتهت بإقدامه على خيانتها، لذلك صارت تفضل أن تتعرف على «رجل ناضج»، لاعتقادها أنَّ الشباب في مثل سنها هم من صنف «العملات الرديئة»، ولا ينبغي على الفتاة أن تصدق حديثهم المعسول، في حين أنَّ الرجال المتقدمين في السن يتصفون بالخبرة، ويفهمون الحياة أكثر، ويعرفون كيف يعاملون الفتاة». معاكسات علنية أما سلمى خليفة (23 عاماً) فتشير إلى أنَّ فتاة اليوم تختلف عن مثيلتها بالأمس التي كانت تتصف بالبراءة والخجل، ف«بعض بنات هذه الأيام يلاحقن الشباب، ويعاكسونهم دون خجل». وتروي سلمى موقفاً شاهدته مع إحدى صديقاتها في أحد المجمعات التجارية، فتقول: كنا نقف في طابور طويل نتيجة الزحام عند الكاشير، وعندما وصل دور فتاة تقف أمامنا، وكانت مراهقة على ما يبدو، أخذت تحكي مع المحاسب، وتمدح قصة شعره، وتضحك معه بدلع، وفوجئنا به يضع كارت المحل في الكيس، للأسف لم تكن تلك المرة الأولى، التي نرى فيها مثل هذه المشاهد، فهي تتكرر من قبل بعض الفتيات اللاتي يتصفن بجرأة غريبة. وتشارك شيماء عبدالرؤوف سلمى في تقديرها، مشيرة إلى أنَّ «البلوتوث»، يساعد بعض الفتيات على اصطياد أكبر عدد من الشباب، حيث يحرصن على تشغيله في مناطق تجمعات الشباب كالمقاهي أو الأسواق، بهدف التراسل أو الفوز بعدة أرقام بسهولة. أمَّا رشا طه (24 عاماً) فقد اختارت أن تفاجئنا بحقيقة مثيرة للسخرية والشفقة في آن واحد، حيث قالت: أعرف بعض الفتيات اللاتي يعاكسن الشباب بهدف المصلحة، فهناك من تغازل شاباً، وتضحك عليه «بكم كلمة» ليشحن لها هاتفها المتحرك، بل هي تضحك على غيره أيضاً، حيث تبلغ حصيلة يومها العديد من بطاقات الشحن». قلة أدب عدنان عبد الغفور يؤكد أن الفتيات هن اللاتي يعاكسن الشباب، ويتابع قائلاً: «أنا أتعرض كثيراً للمعاكسة من قبل الفتيات، وهذا يعني أنني «جذاب»، واعتقد أن الفتاة لا تتضايق أبداً من المعاكسة، بل يهمها من يعاكسها، ومن يسمعها كلاماً معسولاً».‏ ويعتبر جاسم خوري أنَّ المعاكسة تعبر عن قلة الذوق والاحترام، ويقول: أي شاب يحترم نفسه لا يعاكس أي فتاة حتى لو كانت جميلة أو ملفتة للأنظار في مظهرها، للأسف أثّر الكبت، ومحاولة تقليد المجتمعات الأخرى، في سلوك كثير من الشباب، ودفعاهم لمثل هذا السلوك السخيف، ذلك أنَّ الشاب الواثق من نفسه لا يمكن أن يقوم بهذه التصرفات.‏ بدوره لا يسمح هاشم خوري لأى واحدة من المعجبات، وخصوصاً المراهقات بأن تطارده، والسبب «لأنني بالمقابل لا أطارد أحداً»، ولا أتدخل في الحرية الشخصية لأي فرد، فأنا أتصور نفسي إنساناً ملتزماً، واحترم عملي، ولا تتوجب علي ضريبة جمال شكلي، تجعلني أتحمل مثل هذه المضايقات التي تنتهك حريتي الشخصية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©