السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السويسريون يعودون إلى مهنة الساعات

السويسريون يعودون إلى مهنة الساعات
13 مارس 2012
برن (وكالات) - في غمرة تحقيق حجم مبيعات خارق للعادة، استطاعت صناعة الساعات السويسرية تكوين رقم قياسي من المتدربين خلال 2011. فقد أصبحت أعداد متزايدة من الشباب، ومن البالغين الراغبين في تغيير مسارهم المهني، تهتم بهذه المهنة التي كانت قد فقدت بعضاً من جاذبيتها أثناء الأزمة التي شهدها القطاع خلال سبعينيات القرن الماضي، بحسب تقرير لوكالة “سويس انفو” أمس. المتدربة إيزابيل موزيتيللي. التي التحقت بهذا القطاع متأخرة عن عمر يناهز الثامنة والثلاثين، تذهب إلى أن “مشاهدة حركية ميكانيزمات ساعة، كمن يشاهد قلباً ينبض”، وهي التي أبدت إعجاباً بهذه المهنة منذ أن زارت متحف الساعات في لاشودوفون خلال 2007. وتضيف، والتي تتابع تدريباً مسائياً للحصول على شهادة التدريب المهني في قطاع الساعات، أن “التقاليد، والمعرفة، والدقة تستهويني، وما يستهويني بشدة، هو تركيب القطع وبث الحياة فيها”. ومنذ أن غادرت المدرسة الأساسية وهي في الخامسة عشرة من العمر، مارست إيزابيل موزيتيللي عدة أعمال لفترات قصيرة، من بينها بائعة، وأخيراً مراقبة للجودة في القطاع الصناعي. وبما أنها عاطلة عن العمل الآن، فإنها تراهن على الحصول على هذه الشهادة من أجل الفوز بوظيفة مستقرة. من جهته، يُلاحظ أندري مازاريني، مسؤول التدريب بالمركز الإقليمي للتدريب المهني في مدينة تراملان، أن هناك اهتماماً كبيراً بجميع برامج التدريب المتعلقة بقطاع الساعات. ويضيف أن المقبلين على هذا التدريب ينحدرون من آفاق مختلفة، مع ملاحظة وجود تفوق بالنسبة “للنساء اللواتي ليس لديهن تكوين مختص، واللواتي مارسن مهنة بائعات، أو اللواتي عملن في قطاع المطاعم أو القطاع الصحي، واللواتي يبحثن عن ساعات عمل أكثر انتظاماً وبأجور أعلى. أما الرجال الذين يرغبون في تغيير مسارهم المهني، فعادة ما يكونون متحصلين على تكوين تقني سابق”. في الثانوية التقنية بمدينة بيل - بيان، تعرف الفصول إقبالاً كبيراً من طرف الطلبة. فقد أصبح هناك تنافس كبير للفوز بواحدة من فرص التدريب الاثنتي عشرة بعد أن كان عدد المتدربين فيه لا يزيد على أصابع اليد الواحدة قبل 15 سنة. ويقول دانيال ديتس، مدير قسم التدريب، بشيء من الحسرة، “لو وجدنا عدداً أكبر من المدربين لعملنا على زيادة عدد الطلبة، ولكن الأشخاص المؤهلين للقيام بهذا العمل، يُمكنهم الحصول على رواتب أحسن في القطاع الصناعي”. ويتذكر روني مايا، المدرب بالسنة الثالثة تدريب مهني، بأن القطاع كان يمر قبل سنوات قليلة بأسوأ المراحل، ويقول: “كنت في عام 1988 المتدرب الوحيد في قسم الساعات بالثانوية التقنية بمدينة بورنتروي، ولو لم أكن متواجداً لأغلقوا الشعبة”. فقد حدث آنذاك أن غادرت جموع من عمال صناعة الساعات الورش (بسبب ما عُرف بأزمة الكوارتز التي تسببت فيها الساعات اليابانية الرخيصة) لمزاولة إما مهنة حارس عمارة أو شرطي أو رجل جمارك. ولكن الأوضاع تغيرت منذ ذك الحين، حيث يشدد رومان غالوشي من اتحادية أرباب صناعة الساعات على أن “إعادة الاعتبار للقطاع تم الشروع فيها قبل عشرين عاماً، وذلك مع عودة الساعات الميكانيكية إلى الصدارة. وقد لاحظنا زيادة منتظمة في عدد المتدربين منذ سنوات، ومع أنه سُجّل بعض الركود خلال أزمة عامي 2008 و2009 إلا أن التراجع لم يكن كبيراً”. رغم كل شيء، لا زالت بعض القطاعات التي تهتم بصناعة القطع الأصغر حجماً في الساعة (مثل مهنة ميكرو - ميكانيكي،) تعاني من عدم اهتمام كاف من قبل المتدربين. وفي هذا السياق، يقول إيمانويل فوي، المدير العام لشركة “جروبل فورسي” بمدينة نوشاتل: “ما زالنا نعاني من نقص في التوظيف في هذا القطاع. ولكن السلطات قامت بمجهود كبير في مجال التكوين في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة”. ويؤكد إيمانويل أن جميع قطاعات صناعة الساعات عرفت تحسنا “إذ أصبح العمل في قطاع صناعة الساعات عملاً مبجلاً، وأصبحت هذه المهنة ذات قيمة افضل من مهنة عامل في القطاع المصرفي أو في قطاع التعليم”. بالإضافة إلى حب العمل المتقن، والحرص على الدقة، لا يُخفي أحد في الفصل الذي يدرس فيه روني مايا أن صانعي ساعات المستقبل يراهنون أيضاً على مزاولة مهنة تسمح لهم بالتقرب من عالم الرفاهية والشهرة. وتقول تيفاني نوبس: “إنه لمن دواعي الفخر أن تعلم أن شخصيات مشهورة ستضع هذه الساعات السويسرية في معصمها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©