ماذا تفعل عندما تعرض عليك المؤسسة الإعلامية التي تعمل بها زيادة في الراتب بنسبة 33 في المئة؟.. كثيرون سيطيرون من الفرحة على الأرجح. لكن مذيعة هيئة الإذاعة البريطانية كاري جريسي رفضت، واستقالت من وظيفتها كرئيسة تحرير مكتب الـ بي بي سي في الصين. وقالت إنها تريد المساواة وليس مجرد زيادة الراتب.
وكتبت جريسي في رسالة مفتوحة الأحد الماضي أنها استقالت من منصبها كمديرة لمكتب بكين بسبب تفاوت الأجور مع زملائها الذكور.
وقالت جريسي في مقابلات مع بعض من زملائها في (بي.بي.سي) الاثنين إنها لم تستطع الاستمرار في منصبها لأن ذلك كان سيعني أنها متواطئة عن علم فيما تعتبره هي «تمييزا غير مشروع في الأجور» ، وإنها خشيت من حدوث رحيل جماعي للمواهب النسائية من المؤسسة التي تعمل بها منذ 30 عاما.
وتعرضت (بي.بي.ٍسي) لانتقادات في الآونة الأخيرة بسبب أجور الموظفين من الذكور وتعهدت بتقليص الفجوة في الأجور بين الجنسين بحلول عام 2020.
وفي يوليو 2017 كشفت الهيئة في إطار تسوية مالية مع الحكومة أن أجور كبار المذيعين تزيد خمسة أمثال عما تتقاضاه أعلى المذيعات أجرا وأن ثلثي المذيعين الذين يتقاضون 150 ألف جنيه إسترليني (203500 دولار) على الأقل من الرجال.
وكتبت جريسي في الرسالة التي نشرتها على مدونتها أن هناك «أزمة ثقة» في هيئة الإذاعة البريطانية، التي تعمل بها منذ 30 عاما، وأنها «تنتهك قانون المساواة وتقاوم الضغوط من أجل وضع هيكلة عادلة وشفافة للأجور».
وأضافت أن (بي.بي.سي) بها أربعة رؤساء تحرير دوليين هم رجلان وامرأتان هي واحدة منهما.
وتابعت أنه عندما كشفت (بي.بي.سي) عن أعلى الأجور التي تدفعها في إطار التسوية العام الماضي تبين لها أن الرجلين يحصلان على أجور تزيد بنسبة 50 بالمئة على الأقل عما تتقاضاه المرأتان اللتان تشغلان نفس المنصب.
وقالت إنها تلقت عرضا في ذلك الوقت بزيادة الراتب بنسبة 30 ? إلا أن ذلك لم يصل إلى حد المساواة بأجر زميليها وإنها استقالت من منصبها في بكين الأسبوع الماضي لتعود لوظيفتها في غرفة الأخبار بتلفزيون (بي.بي.سي).
وكشفت في مقابلة مع برنامج ساعة امرأة في راديو 4 التابع لـ بي بي سي انه لا يمكنها العودة للصين التواطئ مع التمييز غير القانوني في الرواتب ضد النساء، كما أنه لا يمكنها السكوت ومراقبة تداعي هيكل الرواتب في بي بي سي بسبب التمييز ضد النساء.
عدد اليوم
