الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكافحة الإرهاب آسيوياً··· مكاسب محققة

مكافحة الإرهاب آسيوياً··· مكاسب محققة
11 يونيو 2008 01:18
تعرضت شبكات الإرهاب الأشد فتكا في جنوب شرق آسيا لنكسات خطيرة في الأعوام الثلاثة الماضية، بسبب الإجراءات البوليسية الضاغطة، ووسائل الحصول على المعلومات المتطورة، والعمليات العسكرية المكثفة، وتآكل الدعم الشعبي، كما يؤكد المسؤولون الحكوميون، وخبراء مقاومة الإرهاب· فبعد مرور ثلاثة أعوام على آخر ضربة كبيرة تعرضت لها المنطقة -الهجمات الثلاث التي شُنت على جزيرة ''بالي'' وأدت إلى مصرع 19 شخصا، بالإضافة إلى المهاجمين الانتحاريين الثلاثة- فإن محللي الاستخبارات الأميركيين والآسيويين يؤكدون أن الدعم المالي واللوجستي الذي كان يُقدم من ''القاعدة'' إلى المجموعات الأخرى قد جف منذ زمن طويل، وأن قصارى ما تفعله أخطر تلك الجماعات وأكثرها دمويا الآن هو السعي جاهدةً من أجل البقاء· في إندونيسيا، ألقت السلطات القبض على ما يربو عن 200 عضو من أعضاء ''الجماعة الإسلامية'' المرتبطة بتنظيم القاعدة، وفي الفلبين أجبرت الحملة العسكرية المدعومة أميركيا جماعة ''أبو سياف'' المرتبطة مع الجماعة الإسلامية الإندونيسية، على الانسحاب إلى قواعدها الواقعة في الجزر الجنوبية في البلاد، كما يقول المسؤولون، وقد واجهت هاتان الدولتان أخطر التهديدات الإرهابية في المنطقة، وتبنتا نهجين جد مختلفين في مكافحة الإرهاب تمكنتا من خلالهما تحقيق قدر من النجاح، الذي يمكن للجهود الأميركية والحليفة في مقاومة الإرهاب في مختلف أنحاء المعمورة، استخلاص بعض الدروس المفيدة منه، وعلى رغم ذلك، هناك مؤشرات مقلقة على أن الخطر الإرهابي لم يزل قادرا على استعادة قوته خلال فترة وجيزة· من تلك المؤشرات، الهجوم الذي وقع على قاعدة جوية في جزيرة ''منداناو'' الجنوبية الشهر الماضي، وأدى إلى قتل شخصين، وإصابة 22 غيرهم بجروح، ومنها أيضا أن مباحثات السلام التي تدور بين الحكومة الفلبينية وبين المجموعة الإسلاموية الانفصالية الرئيسية، تبدو وكأنها على وشك التداعي، وهو ما يمكن أن يؤدي، إلى إشعال نيران عنف أوسع نطاقا، جراء السخط المتفشي في أوساط المسلمين بسبب تقديم الحكومة للخيار العسكري على بقية الخيارات في التعامل معهم، وثالث تلك المؤشرات، نجاح زعيم الجماعة الإسلامية بسنغافورة في الهروب من سجنه· بيد أن كبار المسؤولين الأميركيين، والسلطات الحكومية في المنطقة، ومعهم خبراء مكافحة الإرهاب، يقولون إن أشد تلك التهديدات خطرا أخذ في الأفول، وهو ما يتناقض مع تقديرات الاستخبارات الأميركية، التي ترى أن ''القاعدة'' قد استردت قوتها مجددا في المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة للحدود مع أفغانستان، وأن التنظيمات التابعة لها مثل تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' تكتسب قوة متزايدة· ومن المعروف أن الولايات المتحدة واستراليا هما الدولتان اللتان تقومان بالجهد الأكبر في مساعدة دول المنطقة على مواجهة الخطر الإرهابي، فهناك ما يزيد عن 500 عنصر أميركي -منهم خبراء عسكريون- تابعون لما يعرف بـ'' مجموعة العمليات العسكرية الخاصة''، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالة الاستخبارات المركزية، ووكالة التنمية الدولية، يعملون حاليا في مجال تدريب القوات الفلبينية المتخصصة في مكافحة الإرهاب في قاعدة تقع في ''زامبوانجا''، إحدى مدن جزيرة ''منداناو''· كما أهدت ''البنتاجون'' السلطات في الفلبين، وماليزيا، وإندونيسيا محطات رصد ساحلية، مزودة بنوع متطور من الرادارات والكاميرات الكاشفة عن الحرارة، وأجهزة الكمبيوتر تبلغ قيمتها 27 مليون دولار، لمساعدتها على إحباط العمليات الإرهابية التي تتم عبر البحر، إضافة لذلك تلقت الفلبين شحنة من نظارات الرؤية الليلية، والدروع الواقية، والخوذات، وأجهزة اللاسلكي من الولايات المتحدة· أما في إندونيسيا فقد قامت الشرطة الاسترالية بتقديم قدرات رصد إلكتروني متطورة لإندونيسيا سمحت لقوات شرطتها -خلال أيام قليلة- برصد مواقع عدد من المسلحين الذين كانوا قد نفذوا هجمات ''بالي'' المدمرة في عام ،2002 وعلى النقيض من الفلبين التي تتبع نهجا أكثر عسكرية في التعامل مع الجماعات الإسلاموية، فإن إندونيسيا اتخذت مسارا مختلفا تعامل بموجبه الإرهابيين معاملة حسنة، وتحاول تشجيعهم على الانفصال عن جماعاتهم، واقتسام المعلومات الموجودة بحوزتهم معها· يقول ''سيدني جونز'' -كبير مستشاري ''مجموعة الأزمات الدولية'' في جاكارتا، والخبير في شؤون الإرهاب في جنوب شرقي آسيا-: ''بشكل عام يمكن القول إن خطر التهديد الإرهابي في إندونيسيا اليوم قد أصبح أقل كثيرا مما كان عليه منذ عام أو عامين''، وفي الفلبين تقول السلطات، وتؤيدها في ذلك ''البنتاجون'' إن تهديد ''أبوسياف'' قد انخفض بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية، حيث تم قتل عدد من قيادات جماعته وأفرادها، مما أدى إلى تقليص عددها إلى 200 عضو فقط في الوقت الراهن، بعد أن كان يتجاوز 1000 عضو في عام ·2001 غير أن هناك قرائن دالة على أن الجماعة لا تزال قادرة على إلحاق الضرر، وإحداث الخسائر، وذلك كما يتبين من الهجوم الذي وقع على قاعدة جوية في مايو الماضي، والذي اتهمت الحكومة الإندونيسية ''جماعة أبوسياف'' بتنفيذه بالتعاون مع أعضاء من ''جبهة تحرير مورو'' -مجموعة انفصالية تحارب من أجل إقامة دولة إسلامية في جزيرة ''منداناو'' تشارك في مباحثات السلام مع ''مانيلا''-، وتصر الحركة على أنها لم تساهم في تلك الهجمات، وهددت بالانسحاب من المفاوضات إذا ما أصرت الحكومة على الاستمرار في توجيه الاتهامات إليها· وجاء في تقرير نشرته مؤخرا ''مجموعة الأزمات الدولية'' عن ''جماعة أبي سياف'': ''إن القوات الأميركية تعمل على تعزيز القوات المسلحة الفلبينية، ثم تستخدم بعد ذلك العمل المدني لدق إسفين بين الثوار والسكان المسلمين، وإذا ما كان هدفها من ذلك هو هزيمة الجماعة، وحلفائها الأجانب من الجهاديين الإندونيسيين أساسا، فإنها تكون بذلك قد وسعت من دائرة عملها كثيرا وخلقت لها أعداءً إضافيين دونما داعٍ''· إيريك شميت- سنغافورة ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©