الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون الأميركيون··· أفريكان

11 يونيو 2008 01:18
لا يشكل القول إن هناك حاجة لقناة اتصال بين أميركا والعالم الإسلامي انعكاساً كافياً للواقع، إذا أخذنا في الاعتبار التوترَ بين الثقافتين، فالجالية الأميركية المسلمة مكونة من مجموعتين: الأميركيين وأطفالهم، والمهاجرين وأطفالهم، ويسود شعور بين الأميركيين الأصليين المسلمين بأنه يجري تجاهلهم إلى درجة كبيرة، والتغاضي عنهم وحذفهم من دور بناء هذا الجسر· فمن ناحية، يرفض المسلمون المهاجرون وأبناؤهم الاعتراف بوجود المسلمين الأميركيين كممثلين عن الإسلام الأميركي تماماً، كما يرفض الأميركيون الاعتراف بوجودهم كمسلمين، وبصفتهم أكبر مجموعة عرقية ضمن المسلمين الأصليين الأميركيين، يبدو أن المسلمين الأميركيين من أصل أفريقي هم الأفضل تأهيلاً وموقعاً لرَدم الفجوة المتنامية بين أميركا والعالم الإسلامي· للأميركيين المسلمين من أصل أفريقي جذور في أميركا تبلغ قروناً من العمر، والأهم من ذلك أن لهم تاريخاً من المشاركة الاجتماعية والسياسية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، كما تزعموا أحياناً منظماتٍ وحركاتٍ أثناء فترة الحرب الأهلية، مثل حملات لتسجيل الناخبين، وحملات ''أطعموا الأطفال'' وبرامج المناطق الداخلية الفقيرة في المدن، ويأتي بعض المسؤولين المنتخبين والمعنيين في كافة أنحاء أميركا من أسر مسلمة أميركية من أصل أفريقي· ساهم الأميركيون من أصل أفريقي ككل، والمسلمون منهم بالذات في جعل حياة المسلمين المهاجرين مريحة إلى أقصى حد ممكن، فقد بدأوا يطالبون بأن يوفِّر المسؤولون في السجون وجباتٍ ''حلالاً'' حسب الشريعة الإسلامية، وأن يُسمح لهم بالصلوات اليومية وبصلاة الجمعة، الأمر الذي يضع الممارسات الإسلامية على الساحة الفيدرالية، وبحلول سبعينات القرن الماضي كانت الأميركيات المسلمات من أصل أفريقي يتابعن قضايا قانونية حول حق لبس الحجاب في مراكزهن الرسمية وأعمالهن كالطب والتمريض والصيدلة، وقد شاركت العديد منهن في جعل المجتمعات المحلية على علم بقانون الحقوق المدنية لعام ،1964 الذي قدم تأشيرات الدخول للمهاجرين المسلمين· وفي الوقت نفسه، عاش المسلمون الأميركيون من أصل أفريقي في العالم الإسلامي وقاموا بزيارته لمدة نصف قرن، والبعض منهم على علم واسع به كطلاب سابقين في الشرق الأوسط، بينما اختار آخرون العمل كسفراء لتعريف الأميركيين المسلمين على العالم الإسلامي وتعريفه عليهم، كذلك قام آخرون ببناء مجتمعات أميركية أفريقية في الخارج حيث يقضي الأطفال فصل الصيف في الولايات المتحدة والسنة الدراسية في العالم الإسلامي، كما يتحدث العديد من المسلمين من أصل أفريقي اللغة العربية، وبعضهم ضليع باللغة والثقافة· استثمر المسلمون الأميركيون من أصل أفريقي في كل من بلدهم ودينهم، وأثبتوا ذلك في مناسبات عدة، وخاصة منذ الحادي عشر من سبتمبر ،2001 ليست أسرهم مسيحية فقط بل يوجد بينهم يهود وبوذيون، ومن يمارسون ديانات أفريقية تقليدية منوعة ضمن عائلاتهم، وقد تكون تبعيتهم الدينية من خلال الزواج أو الأجداد، الأمر الذي نتج عنه حوار مستمر وعضوي بين الديانات، ومن المؤكد أن معرفتهم الوثيقة بالديانات والثقافات خارج دينهم وثقافتهم تشكل العديد من المرشحين لبناء الجسور· ما هو واضح بشكل لا مجال فيه للشك هو أن قناة اتصال بين أميركا والعالم الإسلامي هي ضرورة وتحتاج لمن ييسرها من الذين يجيدون فهم الثقافتين، ومن الأمور الحاسمة في هذه العملية إدراك الأميركيين أن المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية هم أميركيون ومسلمون بشكل شرعي وفي آن واحد، وهم مرتبطون من نواحٍ عدة بروج الجماعة التي ولدوا فيها، وأنهم مصممون على بقائهم مسلمين يحترمون دينهم وبلدهم، ولديهم الكثير ليقدموه، بحيث لا يعرّض أميركيتهم وتراثهم الإسلامي للخطر، وهم يسعون لتحقيق الأمرين· يحتاج هذا الجهد الكامن إلى الاعتراف بوجوب تحقيقه، والواقع أن المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية كانوا دائماً يدفعون باتجاه ذلك الاعتراف في كل فرصة، أصواتهم تسمع في المحطات الإذاعية وهم يبحرون في البحار السياسية بحساسية وفطنة، كما تسمع أصواتهم في المدونات وهم يتفاوضون حول قضايا بالغة الحساسية، مثل جهود السلام الإسرائيلي الفلسطيني، والوضع في دارفور، وتزايد التوتر بين أميركا وإيران، إنهم موجودون، وقد أثبتوا عزيمتهم واستعدادهم، إنهم مورد فريد وجاهز· أمينة بيفرلي ماكلاود مديرة برنامج دراسات العالم الإسلامي بجامعة دي بول بشيكاغو، بولاية إيلينوي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©