السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تأملات في السعادة والإيجابية» 3 قراءات في رسالة الكتاب ورؤية القائد

«تأملات في السعادة والإيجابية» 3 قراءات في رسالة الكتاب ورؤية القائد
1 مايو 2017 00:51
إبراهيم الملا (أبوظبي) وصف سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، الإصدار الجديد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والذي جاء بعنوان «تأملات في السعادة والإيجابية»، بأنه كتاب تتجلّى فيه رؤية مستقبلية لقائد يتعامل مع زمن صعب، ويعمل على تحليل الوقائع التي تعيشها البلدان العربية والعالمية من الجوانب الاقتصادية والسياسية، ثم من الأبعاد الثقافية والاجتماعية والأخلاقية، ومن دون إغفال للمراوحة الذاتية والإيعاز المستمر إلى الذات والتاريخ والمستقبل. جاء ذلك في ندوة «تأملات في السعادة والإيجابية، أضواء على قصة نجاح» التي نظمها «مجلس الحوار» ضمن البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي للكتاب، وشارك في إضاءة محاورها محمد الحمادي، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام»، رئيس تحرير جريدة «الاتحاد»، والشاعر والباحث والروائي سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وقدم للندوة الإعلامية صفية الشحي. وقال الدكتور علي بن تميم في مستهلّ الندوة «قليلون هم القادة الذين يتأملون المسارات والتحولات القريبة والبعيدة منهم، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو على قائمة هؤلاء القادة، لأنه يدرك أن القادة المتفائلين هم صنّاع الأمل وهم الخالدون في التاريخ». مضيفاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يطرح في إصداره الجديد، السؤال تلو السؤال، ويستخلص الإجابات والحلول من القوة الذاتية للمجتمع وللمكان، وليس من القوى الخارجية، ولذلك يسعى سموه دوماً ــ كما أوضح علي بن تميم ــ إلى التغيير الداخلي والتغيير الروحي. وتساءل علي بن تميم «لماذا يؤلف القائد كتاباً؟» وقال إن الإجابة الحاضرة هنا هي أن القائد يؤلف كتاباً لأنه يريد أن يوضّح دوره كقائد، وهذا ينطلق من مسؤوليته وإحساسه بأن قيادة البلد ينبغي أن تفهم ذاتها أولاً وبعد ذلك تفهم الآخر. مشيراً إلى أن سموه يجمع في الكتاب بين آرائه وبين الحوارات التي تدور بينه وبين النخب الثقافية والسياسية، مثلما يصغي جيداً وبتواضع لاقتراحات الشباب، ويعاملهم بكل محبة وحكمة ويفتح قلبه وفكره للجميع ليعرض ما نفكر فيه، وما يتألّم من أجله وما يحلم به، ليكون في كلامه مجالاً للمناقشة والحوار، وهو الهدف البعيد للكتاب وتأليفه. وأكد علي بن تميم أن الكتاب يعتبر مقدمة راسخة لنموذج جديد من القادة في العالم، لأن مؤلفه يشعر بالمسؤولية التاريخية، ويجسّدها من خلال رؤية متفحّصة وقابلة للجدل، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعكس قوة القائد في الظروف الضاغطة والتحديات المحيطة. ونوّه علي بن تميم إلى أن كلمتي السعادة والإيجابية اللتين تتصدران عنوان الكتاب، هما كلمتان تختصران الرؤية البعيدة لما استخلصه القائد من واجبات وما يطمح إليه ليكون مع شعبه جنباً إلى جنب، من أجل الوصول إلى تحقيق معنى هاتين الكلمتين في مجتمعه، ووسط مختلف الفئات العمرية، وقال إن الإيجابية تظهر من خلال التسامح، لأن التسامح هو المرجع الذي يقودنا إلى فهم تعايش الشعوب العربية قديماً، وبناء حضارتها في الماضي، وعلى أساس هذا التسامح نتشبث بعزمنا على بناء حضارة عربية جديدة وسط هذا العالم المليء بالتحديات. واستعرض علي بن تميم الأبعاد الضمنية لكلمة «تأملات» الواردة في مستهلّ عنوان الكاتب، وارتأى في تحليله لهذه الكلمة أنها تعكس تواضع مؤلفه، لخروجه من ادعاء اعتماد نسق فكري شامل يعتمد الوثوقية والقطعية الكاملة، مضيفاً أن «التأملات» من جهة أخرى هي كتابة مفتوحة ومستجيبة وقابلة للإضافة والحذف والتعديل والتنامي والتغيير، بمعنى أنها متابعة ديناميكية للوقائع والمستجدات اليومية الداخلية والخارجية، والتزوّد بطاقة فكرية تكون عوناً على الإقدام والتشبثّ بالأمل والتفاؤل والثقة بالنفس وبالذات وبالشعب. من جهته، تناول سلطان العميمي الأبعاد الاجتماعية في الكتاب، وقال إن عنوان «تأملات في السعادة والإيجابية» يمكن قراءته سيميائياً على أكثر من وجه، مشيراً إلى أن كلمة «تأملات» تحمل في داخلها دقة في المعنى، وتبتعد عن التعميم وعن التنظير في الوقت نفسه، كما أنها تفتح على فضاءات لا نهائية من الدلالات والمعاني المتعلّقة بالجزء الثاني من العنوان، وهو «السعادة والإيجابية». وأوضح العميمي أن هذه التأملات تنطلق من ذات المؤلف ومن تجربته الشخصية، كإنسان، وكأب، وكقائد لفريق عمل، وهي تجربة تنطلق أيضاً من تجربة تأسيسية سابقة مهّد لها المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ــ طيّب الله ثراهما ــ وقال العميمي، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وجد في الراحلين الكبيرين مثالاً ملهماً يجسّد التضحية وبعد النظر قبل وأثناء وبعد قيام دولة الاتحاد، كتجربة ناجحة وفريدة من نوعها. وذكر العميمي أن الكتاب مملوء بتأملات في جوانب مكانية وزمانية وذاتية واجتماعية وإدارية، بعيداً عن التنظير الذي غالباً ما يستعان به في الدراسات المتعلقة بالسعادة والإيجابية، وعللّ غياب هذا التنظير إلى الخبرة الملموسة وطبيعة التجربة الحياتية للمؤلف، والتي اقتربت في الكتاب إلى حد الوصف القصصي، واسترجاع مواقف شخصية من الذاكرة، لتكون قريبة من كل القراء باختلاف مرجعياتهم العلمية والثقافية. وفي مداخلته حول الكتاب، ذكر محمد الحمادي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما أشار إلى كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» قال: «هذا أجمل كتاب قرأته»، ووصف الحمادي هذا التعليق بالمثير واللافت للانتباه، لأنه يعبّر عن الطموح الدائم للتغيير نحو الأفضل، ولأنه يعكس الشحنة الإيجابية العالية التي يتضمنها الكتاب وتحتاجها كل شعوبنا العربية اليوم، لتجاوز المرحلة الراهنة والصعبة. واستحضر محمد الحمادي عبارة مهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وردت في الكتاب، يقول فيها: «اغمض عينيك لترى المستقبل»، عطفاً على انطلاق مسيرة التنمية والتطوير وإنشاء المشاريع العملاقة التي شرع سموه في تنفيذها عام 2001، وقال الحمادي، إن هذه العبارة موجهة لكل الأشخاص السلبيين والمحبطين الذين وصفوا تلك المسيرة في بداياتها بالفقاعة القابلة للتلاشي والاختفاء في أية لحظة. وشبه الحمادي الكتاب بالوثيقة الحقيقية لمن يريد أن يتعلم، وأن يعيش السعادة والإيجابية، لأنه كتاب يتضمن كل التجارب التي مر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن دون استعراض أو مبالغة في السرد والتحليل، وقال إن شخصية كهذه عندما تسجل خبراتها في كتاب، فإنها تقدم رسالة عملية وواضحة للجميع. واختتم الحمادي مداخلته بالإشارة إلى عبارة أخرى مهمة وردت في الكتاب، تقول: «إن دور الحكومة هو تمكين الناس، وليس التمكّن من الناس»، ووصفها بالفلسفة العميقة في إدارة الحكم وإدارة البلد، والتي تعتبر الإنسان هو محور الحياة، وبالتالي فإن هذه القيم وهذه المبادئ أصبحت واجهة لكل صور التميز والتفرّد والنجاحات التي تشهدها دولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©