الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تشكيليون يرسمون الطفولة والوجوه والأجساد ويجردون اللون

تشكيليون يرسمون الطفولة والوجوه والأجساد ويجردون اللون
5 أغسطس 2009 01:53
يشارك خمسة تشكيليين حاليا في معرض تقيمه صالة كورت يارد بدبي ضمن نشاطها الصيفي، ويعرضون تجارب متعددة في الحياة. والفنانون المشاركون في المعرض هم: الفنان عادل السيوي من مصر، والفنانان محمد المهدي وفايقة الحسن من البحرين، والفنانة هدى بعلبكي من لبنان، والفنان جميل نقش من باكستان. وتبدو تجربة عادل السيوي منذ سنوات تتجه نحو تجريد الوجوه التي كانت لديه أداة تعبير ساخرة على نحو كاريكاتوري، لكنه في هذ المعرض يستحضر تلك الوجوه ببعض تفاصيلها بعد أن يحرف مواضعها وطبيعتها، معبرا عن التشوهات في الوجه البشري، ليجعلنا نقف على عمل من التجريدية التعبيرية، مشغولة من خلال ألوان حمراء متوهجة، مع كتلة قوية وبناء متماسك للعمل. أما محمد المهدي يستحضر في تجربته عوالم الطفولة وذكرياتها بقدر من الفرح والشقاء الممزوجين على قدر من التوازن، وهو لا يكتفي باستحضار هذه العوالم الطفولية كموضوع للوحته، بل هو يستخدمها أيضا كأسلوب في الرسم الطفولي، حيث الخطوط النحيلة والألوان الزاهية، وهو عالم سعى الكثير من الفنانين في العالم للاقتراب منه ومقاربته فنيا بأسلوب فني راق. وتبدو ذاكرة الفنان مسكونة بالطفولة، بل كأنما توقفت عندها، ويقف في أماكن طفولته ليستعيد ألعابه بذلك البوح الجميل حيال العروس- اللعبة وما تمثله، وذلك كله بألوانه الشفافة التي توحي بمرح الأطفال وتقود للتأمل فيها، مثل دمى تتحرك عبر كل اللوحات لتشكل لغة خاصة. أعمال يدوّن فيها بدء رسالته الفنية مستفيداً منها ومشكلا عالم لوحته الحديثة. ويعود الفنان لطفولته فيقول إنه يتذكر عندما كان صغيراً يعشق القلم ويعتبره لعبته الأولى فيخربش به على أي شيء تصل إليه يده وبالأخص جدار المنزل، موضحاً ذلك بعمره الذي لم يتعد الخمسة أعوام، كما يتحدث عن تعلقه بالطيور والحيوانات وتربيتها شغوفاً برسمها على حائط البيت، وبيوت الجيران. فيما تعمل الفنانة فايقة الحسن في مساحة مختلفة، فهي تشتغل على لوحات جدارية بأحجام كبيرة، وتعالج بألوانها وتكويناتها المربعة مساحات لونية تبدو أقرب إلى الكتل العمرانية، دون أن تخلو من شبه بالكائنات البشرية. وفي عمل آخر تحاول إظهار تعبيرية الأجساد الإنسانية من خلال حس صادق يؤثث للحنين الى رسم الموديل. وهي بذلك تقيم علاقات بين تلك الكتل خالقة إيقاعا بين ألوانها من حيث شفافية اللون وتدرجه بين البني المحروق والأصفر الناري وصولا إلى أبيض ممزوج بالرمادي. وفي أكثر من عمل تشتغل الفنانة هدى بعلبكي في منطقة التجريد اللوني، حيث الألوان الحارة تتموج وتلتف في دوائر متداخلة تحيد بدورها بوجوه طفولية، وتحتشد لوحاتها ببستان من الزهور الملونة بألوان من البنفسج والأصفر والأحمر، بما يحيل لأجواء الفرح والحياة، وذلك كله من خلال تشكيل اللوحة تجريديا بشكل مقارب لتجريدات الأطفال. في محاولة منها أن تهرب من الكآبة التي تغلف العالم، كجزء من رسالة الفنان الفنية، وتعطي للمتلقي من خلال هذه الألوان قدرا من التفاؤل. وينطلق جميل نقش من تجربة نحتية حتى في أعماله الزيتية المعروضة في المعرض، ففي أكثر من عمل يعطي شعور للمشاهد بانه أمام عمل نحتي مجسم؛ فالخطوط القوية والتكوينات شبه البارزة توحي بالنحت، حيث يتعامل الفنان مع أشكال بشرية مع طيور على خلفية من الخطوط الناعمة والزخرفة، كما تتسم ألوانه بالبرودة التي تعزز الإحساس بالحجر والنحت.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©