الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

رحيل مصبح الظاهري أول صحفي مواطن وصاحب «صحيفة النخي»

رحيل مصبح الظاهري أول صحفي مواطن وصاحب «صحيفة النخي»
11 يونيو 2016 23:48
العين (الاتحاد) غيب الموت أمس، عن عمر يناهز نحو 120 عاماً في مدينة العين، مصبح بن عبيد الظاهري، الذي وضع أول صحيفة حائط من نوعها عرفتها المنطقة على جدار «مقهى النخي» المتواضع المصنوع من سعف النخيل، والذي كان يمتلكه خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، واكتسب شهرة واسعة بمنطقة السوق بمدينة العين بجوار قلعة المربعة. فكرة صحيفة «النخي» وجمع مصبح بن عبيد الظاهري المولود عام 1896 في مدينة العين «هوايات ومهناً عـدة، أبـرزها الصحافة التي يعتبر أول من امتهنها في الدولة، وأول من أسس صحيفة، وكان الظاهري وحتى السنوات الأخيرة قبل وفاته وبرغم تقدمه في السن يحتفظ بقدر لا بأس به من قدراته الجسدية والعقلية». أما فكرة صحيفة «النخي»، التي أسّسها الظاهري في عام 1934، فكانت بسيطة للغاية، إذ لاحظ ضعفاً في الإقبال على شراء «النخي»، وهو نوع من الحبوب يُعرف في دول عربية باسم الحمص المسلوق، فأحضر ورقة من الكرتون ودوّن عليها فوائد النخي بأسلوب شائق، مركزاً على فوائده الصحية، فقرأها كل من مر بها فزادت المبيعات على نحو كبير، ما شجعه على تكرار تجربة نسخها حتى وصل عددها إلى 10، لتعد بذلك أول صحيفة اقتصادية من نوعها في الإمارات. وقال الظاهري في حوار صحفي نشر له قبل سنوات من وفاته: «طورت التجربة لاحقاً، فبدأت بكتابة الأخبار والمعلومات عن المواليد والوفيات والأعراس وأحوال الطقس، وحتى حالات الطلاق في مناطق العين، فضلاً عـن أخبار وصول القوافل التجارية التي تأتي من أبوظبي ودبي والشارقـة، وظروف الطريق من العين إلى أبوظبي ودبـي، وفي مرحلة متقدمة أضاف إلى أخبار صحيفته أخباراً كان يسمعها من إذاعة صوت العرب ولندن». وكان الظاهري يبدي اهتماماً كبيراً بالمقهى، فزوده في وقت لاحق بجهاز أسطوانات قبل أن يضيف الراديو إلى محتوياته. أهم محطات حياته وقد تعلّم الظاهري، المولود في عام 1896 في العين، الكتابة والقراءة والحساب على يد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الأول، عم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، وإضافة إلى كونه رائداً في الصحافة، برز بفطرته تاجراً ذكياً، وكان أول مَنْ أسّس بناية مكوّنة من طابقين مبنية من الطين، وأول مَنْ بنى مقهى شعبياً في العين. ويروي الظاهري، الذي شهد ثلاثة قرون، أهم محطات حياته في أحد حواراته الصحفية، إذ تعلّم قراءة القرآن الكريم أولاً، قبل أن يبدأ تعلم الكتابة والقراءة والحساب على يد مَنْ تربى في كنفه الشيخ خليفة بن زايد الأول، في مرحلة مبكرة من عمره، كان خلالها يتنقل بين مدينة أبوظبي وواحة البريمي، واستفاد كثيراً من العلماء الذين كانوا يتردّدون على منزل خلف بن عتيبة، أحد كبار تجار اللؤلؤ في عهده، كما استفاد من مجالسته الشيوخ في تنمية مهارة التجارة، فكان أول من شيّد محال تجارية مـن الطين. وهـو أول مَـنْ أسّس بنايـة تجاريـة مـن الطين، ومغسلة للثياب، في وقت كانت فيه أداة الغسيل فيه الطين والماء، وأول مَنْ امتلك مقهى شعبياً، كان في ذلك الوقت ملتقى ثقافياً وترفيهياً للسكان، واشتهر من خلاله ببيعه «النخي والشاي والقهوة»، التي كان يجلبها بكميات كبيرة من دبي مُحمّلة على ظهور الجمال. «البشتختة» والراديو وكان الظاهري يبدي اهتماماً لافتاً بالمقهى، فحرص على تزويده بجهاز أسطوانات غنائيـة وموسيقيـة «البشتختة»، قبل أن يضيف الراديو إلى محتوياته. وشكل أول عهد له بجهاز الراديو قصـة طريفـة، إذ شاهـده للمرة الأولى في يدي جـندي بريطاني أتى إلى المقهى، فسأله عن الآلة الغريبة الشكل، وما أن بدأ بتشغيله حتى دُهش، ومن معه، في المقهى من الصوت المنبعث منه، عندها بدأ بعض الزبائن يكبرون ويستعيذون بالله من الشيطان الرجيم، إذ ظنوا أن الجهاز مسكون بالجن، وفرّ بعضهم من شدة الخوف، لكنه أعجب بالجهاز، وطلب إلى الجندي أن يبيعه إياه، فوافق واشتراه بـ25 روبية، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©