الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحرك فرنسي أميركي روسي لاختيار مسؤولين سوريين للمفاوضات

13 مارس 2013 00:46
جمال إبراهيم، وكالات (عواصم) - كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن مسؤولين فرنسيين وأميركيين يعملون مع الروس على إعداد «لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة» للتفاوض مع المعارضة السورية. فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده «قد تكون مستعدة لتجاوز حظر أوروبي للسلاح على سوريا بما يسمح بإمداد مقاتلي المعارضة بأسلحة، أكد وزير خارجيته وليام هيج أن لندن تنوي تكثيف دعم المعارضة السورية من أجل تسريع عملية تغيير النظام في سورية. وبالتوازي، اعتبر جيمس كلابر مدير الاستخبارات الأميركية أن النظام السوري قد يستخدم الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك ضد شعبه، إذا لم تكفه الأسلحة التقليدية لضمان بقائه في الحكم. بينما حذّر رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور من «انفجار الأوضاع السورية في الأيام المقبلة وحدوث كارثة عالمية بها»، متوقعاً بلوغ عدد اللاجئين السوريين مليوني لاجئ. وقال الوزير الفرنسي خلال كلمة ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية (البرلمان) أمس، «خلال الأسابيع القليلة الماضية عملنا معاً (باريس وواشنطن وموسكو) على فكرة لم تتبلور بعد، تقضي بإعداد لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة من الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وشدد فابيوس على أن رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب سبق أن أعرب «بشكل جريء جداً» عن استعداده للتفاوض مع مسؤولين في النظام السوري باستثناء الرئيس بشار الأسد. وأضاف «ناقشنا هذا الأمر مع الروس والأميركيين... وهناك اتصالات تجري حالياً للتوصل إلى حل سياسي في إطار اتفاق جنيف»، حول المرحلة الانتقالية والذي تم التوصل إليه في يونيو 2012 بحضور الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن. وهناك خلاف حول تفسير اتفاق جنيف الذي اعتمد في 30 يونيو الماضي. ففي حين تعتبر واشنطن وباريس أنه يفتح الباب أمام مرحلة ما بعد الأسد، فإن روسيا والصين تؤكدان أن الاتفاق لم يلحظ استبعاداً للرئيس السوري عن مرحلة الحل. وقال فابيوس أمس، إن فرنسا وبريطانيا تدعوان إلى «تخفيف الحظر المفروض على السلاح» في سوريا إلا أن دولاً أوروبية أخرى لم توافق على هذا الأمر خلال الاجتماع الوزاري الأخير في بروكسل. وأضاف «ليس سراً القول إن فرنسا تفكر بالذهاب أبعد في مجال رفع الحظر»، مضيفاً «نعتقد أنه الموقف الصح. وخلال الأيام المقبلة ستكون هناك إجراءات في هذا الإطار». وكشف مسؤول فرنسي طلب عدم كشف اسمه أن الهدف خصوصاً هو تقديم أسلحة مضادة للطائرات إلى المعارضة السورية لمواجهة طائرات ومروحيات النظام التي تقصف المعارضة بشكل مكثف. وختم فابيوس كلامه أمام النواب الفرنسيين قائلاً: «إذا كنا نريد زعزعة الأسد، لا بد من إفهامه بأنه لن يتمكن من الانتصار بقوة السلاح، ولا بد من خلق توازن قوى جديد». وفي تنوير للجنة برلمانية بريطانية بشأن تسليح المعارضة السورية، قال كاميرون «أتمنى أن يمكننا إقناع الشركاء الأوروبيين إذ أصبح من الضروري إجراء تغيير آخر بشأن الحظر. سيتفقون معنا». وأضاف «لكن إذا لم نتمكن من ذلك، فليس مستبعداً أن نقوم بالأمور بطريقتنا (تجاوز حظر الأسلحة). إنه أمر محتمل». وفي وقت سابق، أبلغ هيج في تصريح خاص وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عشية لقاء وزراء الخارجية والدفاع الروسيين والبريطانيين (2+2) الذي سيعقد في لندن اليوم، بقوله «على الحكومة البريطانية أن تبذل جهوداً بمزيد من النشاط من أجل تفادي مقتل الناس في سوريا، وذلك عن طريق زيادة دعم المعارضة السورية، وبالتالي زيادة الضغط على النظام لتسريع اتخاذ القرار السياسي الهام». وتابع وزير الخارجية البريطاني «ما نواجهه ليس الخيار بين الطريق الدبلوماسي من ناحية وبين تقديم الدعم الملموس من الناحية الأخرى. إن دعم المعارضة له أهمية حاسمة بالنسبة إلى تحقيق تغيير النظام وإنقاذ حياة الناس، ويجب السعي إلى تحقيق الهدفين في آن واحد». وحسبما قال هيج، فإنه «في الحقيقة، تستغرق المحاولات لحل القضية بطرق دبلوماسية وقتاً طويلاً جداً، وفرصة تحقيق اختراق فوري غير كبيرة». إلى ذلك، أبلغ كلابر في تقرير سنوي للكونجرس حول التهديدات الأمنية أمس، بأن «لدى سوريا برنامجاً شديد الفعالية للحرب الكيماوية ويمتلك مخزوناً كبيراً من غاز الخردل والسارين وغاز الأعصاب». وأضاف أن سوريا تمتلك أيضاً «مخزوناً كبيراً من الأسلحة بما فيها الصواريخ والقنابل الجوية، وبالتأكيد قذائف مدفعية يمكن استخدامها لنشر هذه المنتجات الكيماوية». وقال كلابر إن هذا البرنامج «كبير ومعقد وموزع جغرافياً مع مواقع تخزين وإعداد وتصنيع». وشدد كلابر على القول إن هذا البرنامج «قادر على التسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا، والنظام الذي يشتد الخناق عليه ويكتشف أن تصعيد العنف مع أسلحة تقليدية لم يعد يكفي، يمكن أن يكون مستعداً لاستخدام هذه الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري». كما أن هناك خشية من أن تستولي مجموعات أو أفراد في سوريا على هذه الأسلحة الكيماوية التي تتولى الولايات المتحدة وحلفاؤها مراقبتها مراقبة شديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©