أكدت سوريا وقطر أمس على ضرورة مواجهة “السياسات العدوانية” الإسرائيلية عبر تفعيل التضامن والعمل العربي المشترك، خلال لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على “ضرورة مواجهة السياسات العدوانية التي تمارسها إسرائيل وتهدد من خلالها امن واستقرار المنطقة عبر تفعيل التضامن والعمل العربي المشترك وصولا إلى موقف عربي موحد يرتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة العربية”.
ويزور المسؤول القطري سوريا بعد زيارة قام بها الخميس والجمعة إلى لبنان التقى خلالها شخصيات سياسية ودينية بينهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورد على اتهام إسرائيل لسوريا بنقل صواريخ “سكود” لحزب الله في لبنان، معتبرا أن “لا دليل واضحا” على ذلك وأن الدولة العبرية “تكذب وتختلق الذرائع”.
وفي السياق نفسه، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس سوريا إلى ضمان حدودها مع لبنان. وقال كوشنير في مقابلة مع إذاعة “اوروبا-1” وصحيفة “لوباريزيان اوجوردوي”: “إن الوضع خطير وهناك تكديس للسلاح يتضمن صواريخ قصيرة ومتوسطة وربما طويلة المدى، وهذا الأمر يقلقنا”. وتابع الوزير الفرنسي “نطلب من السوريين ضمان أمن هذه الحدود. أنا لا أقول إنها مثل المصفاة، لأن هناك عددا من الأمور لم يثبت. إلا أن الأمر خطير وهو يعزز موقع المتطرفين”.
إلى ذلك، قال حسين شيخ الإسلام السفير الإيراني السابق في دمشق وأمين عام لجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية أمس إن وزيرة الخارجية الاميركية السيدة هيلاري كلينتون “لا تفهم ما هو سكود ولا تعلم طبيعة الحدود السورية اللبنانية”، وذلك ردا علي التصريحات الأخيرة لكلينتون بشأن إمداد سوريا حزب الله اللبناني بصواريخ سكود.
ونقل بيان للسفارة الإيرانية بدمشق عن شيخ الإسلام قوله إن “مزاعم هيلاري كلينتون حول تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود لا أساس لها من الصحة”. وأوضح البيان الإيراني أن شيخ الإسلام قال في تصريحاته التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الإيرانية إن “هذه الاتهامات أطلقها شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني لأول مرة ثم استنسخها بعض من هم أقل منه عقلا بما في ذلك وزيرة الخارجية الأميركية القليلة الخبرة، فهذه السيدة لا تفهم ما هو سكود ولا طبيعة الحدود السورية اللبنانية وجبال ومرتفعات لبنان التي يتحصن فيها حزب الله”.
ومن المعروف أن شيخ الإسلام هو أحد ابرز الشخصيات الإيرانية التي ساهمت بقوة في تأسيس حزب الله في لبنان قبل نحو عقدين ونصف وقد عمل كسفير لطهران لسنوات طويلة في دمشق حسبما يقول العديد من المراقبين. وأضاف شيخ الإسلام في تصريحاته “هذه السيدة ودون أن تعي وتعرف تردد كالببغاء ما قاله شيمون بيريز فصاروخ سكود سلاح قديم مضى عليه 50 عاما وتجهيزه للاستخدام يستغرق ساعات وهذا “لا يتناسب مع ظروف الحرب غير المتكافئة التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل والتي يعد عاملا السرعة والوقت فيها بالغي الحساسية وفي أجواء تحلق فيها طائرات إسرائيلية دون طيار”. وأوضح أن “سكود يوضع على شاحنة كبيرة تتجاوز القاطرة ذات الـ 18 عجلة ولا يمكن لهذا النوع من الشاحنات استخدام الطريق الرئيسي بين دمشق وبيروت فما بالك بالجبال التي يتحصن فيها مقاتلو حزب الله”.
وأشار المسؤول الإيراني الذي يعرف تفاصيل السياسة والجغرافيا بين سوريا ولبنان لأنه عاش متنقلا بين البلدين لحوالى 15 عاما إلى أن تصريحات كلينتون “غير مدروسة كما هو الحال بالنسبة لتصريحاتها الأخرى ويبدو أن متخصصي وزارة الخارجية والعسكريين الأميركيين لا يمتلكون الجرأة لإبداء رأيهم حول هذه التصريحات وهذا الأمر بالنسبة لأميركا التي تسمي نفسها القوة العظمى الأولى في العالم يعتبر كارثة”.
بيريز يزعم امتلاك أدلة قاطعة على تهريب «سكود»
تل أبيب (د ب أ)- أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس أن إسرائيل «تعلم علم اليقين أن سوريا قامت بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله في لبنان». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بيريز القول إن لدى إسرائيل ما يثبت بشكل قاطع نقل هذه الصواريخ مشيرا إلى أن «دمشق تتحدث بلغة مزدوجة ولا يمكنها بعد الآن إخفاء دعمها للإرهاب».
وأوضح بيريز، خلال لقائه بوزيرة خارجية الدنمارك لين اسبرسن، أن إسرائيل تراقب عن كثب عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ من كوريا الشمالية إلى إيران ومن ثم إلى سوريا ولبنان، معتبرا أن كوريا الشمالية أصبحت سوقا حرة للاتجار بالأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى وأسلحة أخرى خطيرة. ورأى أن هذه الأسلحة تنقل مباشرة إلى إيران، التي وصفها بأنها «تدعم الإرهاب العالمي بما في ذلك حزب الله وتنظيمات إرهابية في سوريا».
عدد اليوم
