الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشكلات السلوكية تزداد تعقيداً بسوء التصرف

المشكلات السلوكية تزداد تعقيداً بسوء التصرف
5 ابريل 2018 03:02
القاهرة (الاتحاد) يتفق خبراء طفولة على أن الأطفال يمرون بفترات تشهد كثيراً من الصعوبات السلوكية والانفعالية، وإن كانت تختلف من حيث نوعها وحدتها في ظل وجود فروق فردية طبيعية بين الأطفال، فضلا عن طبيعة ونمط التنشئة الاجتماعية السائد في الأسرة والمجتمع المحيط. كما أن دراسات متخصصة أكدت أن درجة انتشار تلك الصعوبات تنخفض مع تقدم الطفل في العمر. كما أنها أكثر شيوعا بين الذكور مقارنة بالإناث، كذلك تختلف مع فروق ضئيلة بين الأطفال الوحيدين في الأسرة والأطفال الذين لديهم أشقاء. وتؤكد دراسات تناولت الصعوبات السلوكية عند الأطفال أنه لا يجب تقليل أهميتها وتركها لتحل نفسها، لأنها رغم شيوعها، إلا أنها بحاجة لأن تواجه وتحل بشكل حاسم وفعال، لافتة إلى أن الإهمال وسوء التصرف يمكن أن يؤديا إلى مشاكل أكثر تعقيدا. إلى ذلك، تشير الدكتورة ملاك الخولي، استشارية الصحة النفسية، إلى تأثير غياب الثقافة الوالدية في فهم وتدارك المشكلة، وتحذر من التبريرات والمسوغات التي يسوقها أهال حول عدم قيامهم بأي فعل عندما يلاحظون علامات على معاناة أطفالهم صعوبات سلوكية، وكأن ليس هناك ما يمكن عمله. أو أن تلك المشكلة ستنتهي وحدها بمرور الوقت. أو أن المشكلة تم تضخيمها أكثر من اللازم. أو أن القيام بأي عمل من شأنه أن يؤذي طبيعة الطفل الحساسة وغير ذلك من تبريرات. ومع التسليم بأن الفروق بين السلوك السوي وغير السوي لا تكون واضحة عند عامة الناس في كثير من الحالات، إلا أن مجرد الشعور بعدم الارتياح الناتج عن السلوك مهما كان نوعه، من قبل الطفل نفسه، أو من قبل ذويه، يتطلب التدخل العلاجي المتخصص. وتقول الخولي إنه إلى جانب أهمية ملاحظة حدة المشكلة واستمراريتها ومقاومتها للتغيير، فإن هناك دلائل محددة يجب الانتباه إليها، لأنها تشير إلى أن الطفل يعاني مشكلة نفسية جدية، ومن أهمها قلق الطفل المستمر أو المزمن، أو الإحساس بالخوف أو التوتر من دون مبررات مقبولة. كذلك اضطرابات النوم، وتكرار الكوابيس الليلية، مع ملاحظة فقدانه الشهية، أو الإكثار من الأكل، وفقدان الإقبال على اللعب أو ممارسة الأنشطة المعتادة مع رفاقه، والميل إلى الوحدة، وإهمال الاهتمام بالنظافة الشخصية أو المظهر. وعن آفاق علاج المشكلات السلوكية، تقول الخولي إنها تتوقف على تفهم الوالدين لطبيعة المشكلة، وما التغير الذي طرأ على سلوكات الطفل، وأهمية التواصل والحوار في جو خال من الخوف أو الترهيب واللوم حتى لا يفقد الطفل ثقته في نفسه، وتشجيعه على تغيير سلوكاته السلبية، وتعزيز أي محاولة إيجابية منه مهما كانت بسيطة. والصبر وعدم تعجل النتائج، مع إشاعة جو الود والطمأنينة، ورغم صعوبة التشابه بين مشكلات الصغار إلا أنه يمكن الاستفادة من خبرات الأسر الأخرى المشابهة، موضحة أنه يجب على الوالدين استشارة خبير في الإرشاد والتوجيه النفسي، وتقديم المعلومات والملاحظات له بكل شفافية وصراحة، والتعاون التام في رسم الخطط الإرشادية أو الإجراءات العلاجية إن تطلب الأمر ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©