الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطاع غزة... موجة تصعيد جديدة

قطاع غزة... موجة تصعيد جديدة
13 مارس 2012
بعد ثلاثة أيام على استهداف الطائرات الإسرائيلية لقيادي بارز في لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ومقتل قائدها بالإضافة إلى عنصر آخر اندلعت المواجهات على جانبي الحدود في غزة، حيث رد المسلحون من القطاع بإطلاق عدد من الصواريخ صوب المدن والبلدات الإسرائيلية في الجنوب سقط أحدها في فناء مدرسة خالية، فيما قتلت إسرائيل ثلاثة من سكان غزة من بينهم طفل وحارس مزرعة. ولتطويق المواجهات ومنع اتساع رقعتها تدخلت مصر للوساطة بين الطرفين ولكن جهودها إلى حد الآن لم تنجح في وقف العنف الذي يعتبر الأسوأ منذ أكثر من عام. وقد أسفر القصف الإسرائيلي على القطاع عن سقوط 18 من سكان غزة، قيل إنهم من المسلحين عدا اثنين، هذا في الوقت الذي عطلت فيه المقذوفات الفلسطينية السير العادي للحياة بالنسبة لأكثر من مليون شخص يعيشون في جنوب إسرائيل. ولكن على رغم المواجهات الأخيرة فقد حرصت إسرائيل وقادة "حماس" على تفادي اندلاع صراع كبير شبيه بالحرب التي نشبت قبل ثلاث سنوات في القطاع وعانى منها الطرفان، حيث خسرت الدولة العبرية في الساحة الدبلوماسية بينما تكبدت "حماس" أضراراً فادحة في ساحة المعركة. وفي الجولة الحالية للمواجهات حرصت "حماس" على إبقاء ترسانتها الكبيرة من الأسلحة ومقاتليها الذين يصل عددهم إلى الآلاف بمنأى عن المشاركة في القتال، وإن كانت لم تحاول إيقاف الجماعات الأخرى الناشطة في القطاع مثل حركة "الجهاد الإسلامي" ولجان المقاومة الشعبية التي استمرت في إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون. وفي هذا السياق أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، عدم مشاركة "حماس" في إطلاق الصواريخ، ولكن مع ذلك تحمل إسرائيل الحركة مسؤولية ما يجري في القطاع باعتبارها الجهة التي تبسط سيطرتها عليه وتتولى الحكم في غزة. ويرجع سبب المواجهات الأخيرة إلى غارة نفذتها الطائرات الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي على قطاع غزة وأدت إلى مقتل قائد لجان المقاومة الشعبية، التي تعتبر من الجماعات المؤيدة لحركة "حماس" في القطاع، لتؤكد إنهاء التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وقد استهدف خلال الهجوم الإسرائيلي كل من الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، "زهير القيسي" ومساعده، "محمود حنني" عندما كانا يستقلان سيارتهما بحي تل الهوى المكتظ بالسكان في قطاع غزة ليقضيا نحبيهما على الفور. ويمثل استهداف القيسي، الذي أكده الجيش الإسرائيلي رسميّاً، أكبر عملية اغتيال تنفذها إسرائيل في غزة منذ شهور، وهو ما يهدد باتساع دائرة العنف ورد متوقع للفصائل الفلسطينية، وقد عبر عن هذا التخوف، "مخيمر أبو سعدة"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بقطاع غزة قائلاً: "يبدو أن إسرائيل تريد جر الفصائل الفلسطينية إلى موجة أخرى من العنف، وأعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يريد حشد التأييد الداخلي بقتله المزيد من قادة المقاومة في غزة".وفي المقابل، في تفسيره للغارة الإسرائيلية التي قتلت القياديين في لجان المقاومة الفلسطينية قال "أفيهاي إيدري"، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن العملية جاءت لمنع التخطيط لما سماه بعملية إرهابية كان تنفيذها جاريّاً على قدم وساق. هذا وتعتبر لجان المقاومة الشعبية إحدى المنظمات الفلسطينية الثلاث التي كانت وراء اختطاف الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، وتتهم إسرائيل أيضاً اللجان بالمسؤولية عن تنفيذ عدد من العمليات في البحر الأحمر كان آخرها عملية السنة الماضية التي أسفرت عن قتل سبعة إسرائيليين وجرح العشرات. وعلى رغم حالة الهدوء الهش السائدة في القطاع منذ التوصل إلى اتفاق هدنة بين "حماس" وإسرائيل، تبقى الجماعات الفلسطينية الأخرى مثل "الجهاد الإسلامي" ناشطة في الميدان، بل يعتقد أنها مسؤولة عن إطلاق صواريخ بين الفينة والأخرى على إسرائيل. ومن جانبه يتوقع الأستاذ الفلسطيني "أبو سعدة" تصاعد أعمال العنف التي تشهدها غزة حاليّاً إثر الغارة الإسرائيلية، وهو ما قد يفضي إلى مواجهة كبرى تعيد خلط الأوراق في المنطقة، ومن ناحيته وتأكيداً منه على سياسته القائمة على استهداف الفصائل الفلسطينية شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي في زيارة إلى المناطق الجنوبية أن الغارات الجوية ستستمر كلما لزم الأمر قائلاً: "لدينا سياسة واضحة، سنضرب أي شخص يحاول إلحاق الضرر بنا"، ومع أن إسرائيل سعت إلى تسويغ غارتها الأخيرة بالقول إن اللجان كانت تحضر لعملية تستهدف إسرائيل ترى أغلب القوى السياسية الفلسطينية أن تل أبيب تتعمد توتير الوضع وتصعيد العنف لأسباب تتعلق بالداخل الإسرائيلي وبالتوازنات السياسية في الدولة العبرية، ومباشرة بعد تدهور الوضع الأمني واندلاع العنف سعت مصر لتثبيت احترام الهدنة بين الطرفين والحرص على عدم انهيارها. ولكن الفصائل الفلسطينية التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل أصرت على الرد انتقاماً لمقتل قيادييها، وهكذا مضت تلك الفصائل في قصف البلدات الجنوبية بثلاثين صاروخاً تم إطلاقها يوم الأحد الماضي. وفيما لم تخلف الصواريخ ضحايا في الأرواح إلا أنها نشرت الرعب بين السكان بعدما سقط أحدها في مدرسة خالية من الطلبة، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا وإن أحدهم إصابته خطيرة. وفي هذا السياق سعى إيهود باراك في الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية إلى تأكيد نجاح نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ في أول اختبار له على الأرض بعدما تمكن من اعتراض 30 صاروخاً من بين 120 تم إطلاقها من غزة يوم الجمعة الماضي. إبراهيم بارزاك وكارين لوب قطاع غزة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©