الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ذئب الأربعين» مجموعة شعرية جديدة ليوسف عبدالعزيز

«ذئب الأربعين» مجموعة شعرية جديدة ليوسف عبدالعزيز
6 أغسطس 2009 00:04
ضمن منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، صدرت مؤخرا المجموعة الشعرية السابعة للشاعر يوسف عبد العزيز، وحملت عنوان «ذئب الأربعين»، وجاءت في مائة وأربعين صفحة من القطع الوسط. مجموعة «ذئب الأربعين» هي الثانية للشاعر التي تصدر خلال هذا العام، حيث سبقتها قبل شهور «قناع الوردة» التي صدرت ضمن منشورات وزارة الثقافة الأردنية في إطار مشروع التفرغ الذي تنظمه الوزارة سنويا لعدد من المبدعين في الأردن. وتأتي المجموعتان بعد انقطاع يوسف عن نشر شعره في كتاب منذ ديوان «دفاتر الغيم» الصادر عام 1989، أي عشرين عاما. يكتب يوسف عبد العزيز قصيدته بروح طفولية تتدفق من عوالمه الحياتية حينا، ومن عوالمه الحلمية حينا، ومن مزيج هذه العوالم في أغلب الأحيان، بما يخلق عالما سحريا يقارب الأسئلة الصعبة بما يشبه لغة الهذيان، من حيث قدرتها على التخييل، وعلى الابتعاد بالواقع عن واقعيته، ويكرس حضورا غير عادي للطفل بعوالمه الأقرب إلى الحلم، بل إلى الوهم، وهو حضور ميز تجربة الشاعر منذ بداياتها. وبما أن هذه المجموعة تضم قصائد كتبت خلال الأعوام العشرين، يلمس قارئ هذه القصائد أنها تنطوي على قوس واسع من التنوع، ولكن في إطار وحدة الرؤية ووحدة الأسلوب. مما يعني أن الشاعر لا يزال يحفر في فضاءات شعرية خاصة به، ولكنها فضاءات واسعة زمنيا ومكانيا، وذلك نتيجة التأخر في نشر هذه القصائد المتباعدة زمنيا. «ذئب الأربعين» يحشد في قصائد مجموعته هذه مفردات وخسارات تتجاوز سن الأربعين الطبيعي أو المألوف إلى ما تجمله هذه السن من رمزية في ثقافتنا بوصفها سن الرشد والنبوءة، كما يتجاوز هذه أيضا إلى بدايات العد العكسي إن جاز القول، من حيث كونها نقطة المنتصف في رحلة العمر، ويتوقف فيها الشاعر- الإنسان ليجري ما يشبه جردا لرحلته، ومنذ بداية القصيدة التي يحمل الديوان عنوانها نقرأ: في سفوح الأربعين جسدي زوبعة حمراء والمرأة طينْ في سفوح الأربعين السماوات التي كنت على قبتها أشرد كالنسر استحالت ورقا أصفر في قبو السنين ثم نجده ينعى حلما ربما كان أحلاما وهو يقول: سقطت قنطرة الحلم وعضت عقرب الفولاذ عنق الماء.. هاجرنا إلى المحرقة الكبرى الشاعر هنا يتجول بين عالمين، ذاتي خاص وآخر عام، ويواصل رسم المسافة القصيرة جدا بين العالمين، فيتداخل الخاص بالعام عبر لغة وصور شعرية تبلغ إيحاءاتها حد البوح، لغة تجريدية أو غرائبية مفتوحة على التأويل والدلالات، ففي واحدة من صيحاته يمكن الذهاب إلى خراب الذات والعالم في آن، لكنه خراب العالم الذي يدمر روح الإنسان- الشاعر خصوصا: صدأ على الأمواج صدأ على ضوء النجوم صدأ على تفاحة المعنى وأشهد أن هذي الأرض دونكِ دودة عمياء تسري في لحاء يدي وأن الشعر نحل ميت فوق الشفاه تجمع هذه الفقرة الشعرية وحدها سمات وعناصر أساسية في شعر يوسف، أبرزها رؤية الشاعر للحياة، الرؤية التي تحشد الغريب والسوداوي في صور تحضر فيها اللغة حضورا مدهشا، كما يحضر المعنى رغم الصدأ الذي يغطي تفاحته، ويحضر الإنسان- الشاعر بوصفه، كما يظل يردد يوسف عبد العزيز، روح شجرة يتماهى فيها لفرط ما ينخر الدود في لحائها- لحائه
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©