بوش: لاخطط لإقامة قواعد دائمة في العراق

أعرب الرئيس الاميركي جورج بوش أمس عن أسفه لاستخدامه لغة التحدي ولأنه بدا ''تواقا للحرب'' قبل غزو العراق في مارس ·2003 وتوقع إبرام اتفاق أمني استراتيجي مع العراق مشددا على عدم وجود خطط لإقامة قواعد أميركية دائمة هناك· بينما طالب قادة من أعضاء مجلس الشيوخ الإدارة الأميركية بتوضيح مبررات إبعاد الكونجرس ومجلس الشيوخ عن مراجعة الاتفاق الاستراتيجي الأمني بين أميركا والعراق (صوفا) والتصديق عليه· وأكد بوش لصحيفة الـ''تايمز'' البريطانية بعد وصوله ألمانيا في آخر جولة أوروبية له قبل انتهاء رئاسته انه كان عليه ان يتبنى لهجة مختلفة، مشيرا الى ان عبارات مثل ''ميت أو حي، أو نتحداكم للقتال دلت على أنني لم أكن رجل سلام''· وأضاف ''أعتقد أنه كان يجب علي استخدام لهجة مختلفة'' مشيرا الى أن خطابه ربما جعل الناس يعتقدون أنه ''شخص يتوق للحرب''· وقال عقب محادثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ''أحد الأمور التي لم تذكر بشأن العراق هو أننا درسنا الحل الدبلوماسي كثيرا، جميعنا كنا نرغب بذلك وقد توجهت فعلا الى مجلس الأمن الدولي''، وعبر عن أسفه بشأن الانقسامات التي أفرزتها حرب العراق· وأكد ''أنا لست نادما على الإطلاق، فقد أصبح العالم أكثر أمانا بعد الإطاحة بصدام حسين''· وقال إنه يتوقع إبرام اتفاق أمني استراتيجي مع العراق مضيفاً أنه لا توجد خطط لإقامة قواعد أميركية دائمة هناك· ووصف التقارير الإعلامية التي تحدثت عن خطط لبناء قواعد أميركية دائمة بالعراق بأنها ''خاطئة''، وقال ''نحن في العراق بناء على دعوة من حكومة عراقية ذات سيادة''· وأضاف ''من دروس العراق هو أنه لتحقيق نمو اقتصادي هناك يجب ان يكون هناك قدر من الأمن وهو ما يحدث الآن، ولن يشمل ذلك قواعد دائمة أو يلزم أي رئيس في المستقبل بمستويات للقوات''· على صعيد متصل طالب قادة من أعضاء مجلس الشيوخ الإدارة الأميركية بتوضيح مبررات استبعاد الكونجرس ومجلس الشيوخ عن تفاصيل الاتفاق الأمني الأميركي العراقي (صوفا)· وأعلن المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك أن الإدارة قدمت معلومات إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بشأن الاتفاق ودارت مناقشات وراء أبواب مغلقة مع مسؤولين من البنتاجون والخارجية والأمن القومي مع قيادات الشيوخ· وأكد تصميم الإدارة على إبرام الاتفاق الأمني مع بغداد هذا العام ورفضها تأجيله إلى ما بعد تولي الإدارة الجديدة· وتخشى الحكومة الأميركية من التداعيات المترتبة على عدم التوصل لاتفاق يقنن الوجود الأميركي في العراق والمهام الأمنية والاستراتيجية هذا العام· وأكد مسؤولون أميركيون بأن مجلس الأمن إذا لم يجدد تفويض استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق فسيكون نكسة لإدارة بوش والاستراتيجية الأميركية، مما يجعل استمرار بقاء القوات غير مشروع· في نفس الوقت كشف ماكورماك بأن الحكومة العراقية ترفض الآن تجديد التفويض من مجلس الأمن تحت الفصل السابع من الميثاق الذي يسمح للقوات الأميركية باستخدام القوة وتريد صيغة جديدة تستبعد ذلك· فيما طلب بوش من المالكي أن يبدي فريق التفاوض العراقي مرونة أكبر للتوصل لاتفاق يرضي مصالح الجانبين· وأبدى أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قلقا شديدا إزاء عقد تحالف جديد أمني استراتيجي يترتب عليه مسؤوليات دائمة لأميركا في العراق· وطالبت قيادات مجلس الشيوخ الإدارة تقديم إيضاحات عن تفاصيل الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه، واستجوابها عن مبررات الاصرار على استبعاد السلطة التشريعية عن دورها الأساسي· وتلقت رايس رسالة بذلك من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور جوزيف بايدن·