الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا تحطموا الأساطير

16 مارس 2011 22:27
كثيراً ما سحبتنا كرة القدم إلى عوالم عرفنا فيها كيف يكون الوله، كيف يكون الذهول وكيف يرتسم الواقع ساحراً وجميلا في الأخيلة. كثيراً ما تعلقنا بالأحداث وبالنجوم، نعشقها، نحبها ونجعلها في سراديب الذاكرة شموعاً من ضوئها يشع نور الأسطورة. حولتنا كرة القدم أحياناً إلى رسامين باحوا على اللوحة بكل أسرارهم فظنوا أنهم تخلصوا منها، فإذا هم يزدادون تورطاً فيها، وكلما اشتد بنا العشق في إمارة كرة القدم إلا وأخلصنا لهذا الذي نعشق، نحميه، نصونه، ونمنع عنه كل ما يمكن أن يشوه صورته في عيوننا، لذلك اجتاحتنا الدهشة قبل الحزن، واعترانا الذهول قبل الوجع عندما نزل ومونديال 1994 بالولايات المتحدة الأميركية يدخل مراحل الذروة خبر كشف مخدر الكوكاكيين عند النجم الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا. من فرط الوله قلنا إن الأمر مجرد دعابة وحتى عندما تأكد الخبر قلنا إن “الفتى الذهبي” ذهب ضحية مؤامرة، كان العشق يدفعنا إلى رفض كل ما يمكن أن يخدش مرايا الحلم وأن يحطم “الأسطورة” كما عرفناها وعشناها لا كما قرأنا عنها عند فلاسفة الإغريق. وبرغم أنني لست من مؤيدي تصميم قياسات فنية وإبداعية وحتى كروية للمفاضلة بين الأرجنتيني مارادونا والبرازيلي بيليه، إلا أنني كنت دائما أرى في مارادونا تحفة كروية متفردة، جاء في سياقات زمنية كروية معقدة وحارب بموهبته الخارقة فيالق ونظماً دفاعية أكثر شراسة. فإن ما حدث مع مارادونا حدث مع نجوم كثيرين، ويحدث اليوم مع برشلونة الإسباني الذي يوصف بقوة الإنجازات أولا وبقوة كرة القدم التي يلعبها ثانياً بأنه من الأندية الخارقة، حتى يقال عنه بأنه فريق من كوكب آخر. يوم الأحد الأخير رمت إذاعة إسبانية جزافاً بتهمة محرضة على الفتنة تقول بأن لاعبي برشلونة ربما أدخلوا في المحظور وهم يعطون بعد كل حصة تدريبية خلائط من الفواكه (كوكتيلات) من غير المستبعد أن تكون بها مواد منشطة محظورة، ونسجت ذات الإذاعة من حول هذا الخبر “القنبلة” ما شاءت من تأويلات واستنتاجات ذهبت إلى حد التشكيك في فعالية ونجاعة الاختبارات التي يخضع لها لاعبو الأندية الكبيرة وفي مقدمتهم لاعبو برشلونة. وكلما تحرش خبر ببرشلونة لزعزعته والنيل من أسطوريته، إلا وقال الكاتالونيون إن ريال مدريد وراء هذه الفتنة، وقد أسرت إذاعة كادينا إلى أنها استقت المعلومة من مصدر من داخل ريال مدريد. بالقطع يحتاج لاعبو برشلونة بالنظر إلى النهج التكتيكي الذي به يتسيدون ويقفون في قمة الهرم إلى طاقة بدنية خارقة ليتدبروا ضغط الأجندة وتزاحم المباريات، وتلك الطاقة يبدع الأطباء في تغذيتها من دون الخروج عن الضوابط الموضوعة، حتى وإن سلمنا بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يظل إلى الآن رافضا لتشديد آليات المراقبة بالطريقة التي تريدها الوكالة الدولية لمحاربة التعاطي للمنشطات. إنه الفن الجميل لا يسلم أبداً من أذى الشائعات ومن زيف الإدعاءات. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©