غزة تتظاهر لاستئناف الحوار وإنهاء الانقسام

تظاهر مئات الفلسطينيين في مدينة غزة للمطالبة باستئناف الحوار الوطني وإنهاء الانقسام الداخلي، وشدد المشاركون- في التظاهرة التي تحولت إلى اعتصام في ساحة الجندي المجهول وسط غزة- على ضرورة ''البدء في حوار وطني شامل وفتح صفحة جديدة لإنهاء حالة الانقسام وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني''· وردد المتظاهرون عبارات تنادي بالوحدة الوطنية الفلسطينية ''في مواجهة الحصار والاحتلال، كما دعوا كافة الأطراف الفلسطينية إلى وقف الحملات الإعلامية والاعتقالات السياسية مع التأكيد على ضرورة العودة إلى صناديق الاقتراع لحسم الخلافات· إلى ذلك، أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' خالد مشعل عن أمله بالتوصل إلى مصالحة وطنية فلسطينية لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقضيته وعدم السماح لإسرائيل بأن تستفرد بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة أو الضفة الغربية· وشدد مشعل في اجتماع حول الحوار الوطني الفلسطيني بحضور عدد من الفصائل في دمشق مساء أمس الاول على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية، مشيراً إلى التهديدات المتزايدة للعدو الصهيوني لاجتياح قطاع غزة، وقال: ''حصلت بعض المتغيرات التي ربما تزيد من فرصة هذه المصالحة والجميع أمام مسؤوليات كبيرة تتمثل بتعزيز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة العدوان الإسرائيلي''· وحضر الاجتماع، إضافة إلى مشعل، كل من أحمد جبريل الأمين العام لـ''الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة'' ورمضان شلح زعيم حركة ''الجهاد الإسلامي'' التي أكدت أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية بدائية الصنع صوب المواقع والبلدات الإسرائيلية ليس إلا دفاعاً عن النفس أمام التصعيد الإسرائيلي اليومي· وقال نافذ عزام القيادي في ''الجهاد الإسلامي'' في تصريحات لإذاعة ''صوت القدس'' إن الشعب الفلسطيني لا يعتدي على أحد بل يدافع عن نفسه، وإنه على مدى عقود الصراع قدم تضحيات كثيرة وتعرض لآلام ونكبات ومجازر لم تضعف من عزيمته ومقاومته''، وأضاف ''إن الشعب لن يتراجع ولن ينكسر ولن يستسلم للتهديدات المتواصلة بشن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة''· وعشية الذكرى السنوية الاولى لسيطرة ''حماس'' على قطاع غزة بعد غد السبت 14 يونيو اعرب العديد من المراقبين الفلسطينيين عن خشيتهم من أن الفشل في إنهاء الخلاف في وقت قريب بين الرئيس محمود عباس و''حماس'' قد يجعله خلافاً دائماً، مما يجعل بدوره محادثات ''السلطة'' مع إسرائيل بشأن إقامة دولة فلسطينية غير ذات معنى· وحذر المحلل الفلسطيني هاني المصري من أن الافتقار لحركة ملموسة في الاوضاع التفاوضية لعباس و''حماس'' يعني أن النبرة الأكثر إيجابية التي يتحدث بها كل من الجانبين قبل ذكرى الانقسام تظل مجرد ''مناورات تكتيكية''·