أكد مقال منشور في صحيفة "الشعب اليومية" الرسمية في الصين، اليوم الخميس، قدرة الصين على الانتصار في أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتبادل فيه الدولتان فرض رسوم عقابية على منتجات الدولة الأخرى على خلفية النزاعات التجارية بينهما.
وذكر المقال الصحفي أن "الصين تمتلك الشجاعة لكي تنتصر في هذه الحرب التجارية.. سيتلقى الاقتصاد الأميركي ضربة قوية إذا خسر أكبر سوق استهلاكية في العالم وهي الصين".
وأضاف أنه لم يعد في مقدور الولايات المتحدة ممارسة "البلطجة" على الصين، لأن المواجهة الآن أصبحت منافسة بين "عملاقين عالميين" في حين أن موقف الاقتصاد الصيني أفضل.
جاء المقال في صورة مادة رأي، ومع ذلك فإنه من المرجح أن يكون تعبيرا عن رأي الحزب الشيوعي الحاكم نفسه، حيث تعد صحيفة "الشعب" بدرجة كبيرة ناطقة بلسان الحزب.
جاء نشر المقال بعد يوم واحد من إعلان الصين اعتزامها فرض رسوم جمركية إضافية على مجموعة من السلع الأميركية قيمتها 50 مليار دولار وتشمل صادرات أميركية رئيسية مثل فول الصويا والطائرات والمنتجات الكيماوية، وذلك ردا على قرار مماثل لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم بقيمة 50 مليار دولار على المنتجات الصينية.
وجاء الإعلان بعد ساعات من نشر الولايات المتحدة لقائمة من الواردات الصينية بقيمة 50 مليار دولار سوف تخضع للمراجعة خلال الستين يوما المقبلة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن أي منها سيخضع لرسوم إضافية.
وإلى جانب الرسوم الجمركية، طلبت الصين بشكل منفصل مراجعة "منظمة التجارة العالمية" لقائمة المنتجات الأميركية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية أمس الأربعاء.
وتسبب أسلوب العين بالعين بين الدولتين في حالة من القلق لدى الدبلوماسيين الأجانب في بكين إزاء التصعيد إلى حرب تجارية كاملة في حالة عدم توصل الجانبين إلى اتفاق خلال شهور، عندما تدخل التعريفات الجمركية الأحدث حيز التنفيذ.
وقال دبلوماسي أوروبي، اليوم الخميس طلب عدم كشف هويته، إن "هذا يمكن أن يكون له نهاية سيئة".
وتتصاعد التوترات منذ أغسطس الماضي عندما فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحقيقا بشأن اتهامات بممارسات تجارية مناهضة للمنافسة ترتكبها الصين وبسرقة ملكيات فكرية أميركية.
وبعد تحقيق استمر سبعة شهور، أعلن ترامب الشهر الماضي فرض رسوم جمركية عقابية على واردات الولايات المتحدة من المنتجات الصينية، لتبدأ سلسلة من ردود الفعل من التعريفات الجمركية العقابية.
ومع ذلك، قالت المصادر إن الصين يمكن أن تبقى منتصرة على ترامب خلال الشهرين المقبلين عبر عرض امتيازات، مثل توغل أكبر في سوقها أو خفض الرسوم.
كما يمكن للصين أن تلغي قاعدة تلزم الشركات الأميركية الراغبة في تصنيع منتجات في الصين بالدخول في مشروع مشترك مع شركة محلية، وهو ما يسمح للشركات الصينية المحلية بالحصول على تكنولوجيا أجنبية.
وقال المصدر الدبلوماسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "هذا أمر أراد (نائب رئيس الوزراء الصيني) ليو هي بالفعل عرضه عندما زار واشنطن (العاصمة)".
وفي أوائل مارس الماضي، زار المستشار الاقتصادي المقرب للرئيس الصيني شي جين بينج الولايات المتحدة ومعه قائمة من الامتيازات. ولكن الجانب الأميركي رفض التفاوض معه وطلب منه ببساطة تنفيذ الإجراءات المقترحة، وفقا لما صرح به.
وتشعر الشركات الأوروبية في الصين بالمخاوف نفسها إزاء سرقة الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا القسري. وبالرغم من ذلك، فإنها لا توافق على الإجراءات التي اتخذها ترامب، وتوصي بالتفاوض عبر منظمة التجارة العالمية، وفقا للمصادر.
عدد اليوم
