تاج محل·· ملحمة التاريخ والحب والحكمة في المجمع الثقافي

عرض أمس الأول في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالمجمع الثقافي بأبوظبي الفيلم الهندي الكبير ''تاج محل'' وقد شهد الفيلم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية والاجتماعية وإعلاميين ومحبي السينما· ويأتي عرض الفيلم ضمن نشاطات نادي الفيلم الرقمي في الهيئة· فيلم تاج محل من إخراج المخرج الهندي أكبر خان وتمثيل أحمد ذو الفقار بدور شاه جهان شاباً وكبير بيدي بدور شاه جهان كهلاً وسونيا بدور البطلة ممتاز خان· وهي قصة حب واقعية في تاريخ الهند إبان الحكم المغولي في القرن السابع عشر· وتتلخص وقائع الفيلم حول الصرح العملاق والذي يعد من عجائب الدنيا السبع ''تاج محل'' الذي بني كضريح في مدينة ''اكره'' بالهند والذي أقامه الإمبراطور شاه جهان لزوجته ممتاز محل عام 1631 ويعتبر هذا الصرح الجميل تحفة معمارية من روائع الفن المغولي ومن روائع الفن العالمي الذي بقي لحد الآن من الصعب مضاهاته· 25 سنة استغرق بناؤه و20 ألف عامل شاركوا في تشييده ونحت الصور على جدرانه وتنسيق معناه في الصخر الذي يكاد أن ينطق ليروي قصة الحب التي جمعت شاه جهان وآرجوماند· ابتدأ الفيلم براوٍ غير ممسرح يحكي قصة القصر وتاريخه ثم ينقطع رويه ليتحول المخرج إلى تصوير قصة الصراع بين أبناء شاه جهان الكهل الذي لم تبق معه سوى ابنته التي تشبه أمها التي ماتت وبنى لها قصر ''تاج محل'' حيث يعيش شاه جهان خيانة ابنه الأصغر له ولإخوانه وسجنهم في قلاع بعيدة وانفراده بالسلطة، أما الأب الإمبراطور شاه جهان فيعزل مع ابنته في قصر يطل على تاج محل فيستذكر مع ابنته قصة تعرفه على أمها ''آرجو ماند'' ابنة أحد قادة الدولة في زمن أبيه السلطان المغولي وهنا يظهر الشاب شاه جهان ولي عهد الهند، الصياد المطارد للغزلان في الغابة حيث يرى فتاة بين غزلان كثيرة فيلاحقها ويصطادها - بحس شاعري أضفاه المخرج على النص الحكائي - كالغزالة ويغرم بها وهنا يبدأ التعارض بين السلطان جهانكير ''أبوه'' الذي يريد أن يزوجه من ابنة ملك ايران والسلطانة ''زوجة الأب'' التي تريد أن تزوجه من ابنتها ''لادلي''·· وبعد صراع طويل تتداخل فيها القصة بشكل عذب مليء بالإيحاء والتأملات الرومانسية والدفعات المليئة بالأحاسيس المصورة عبر تنقلات الكاميرا في روائع فن وصناعات ونقوش تلك الحقبة المهمة في تاريخ الحضارة الهندية تنتهي الحكاية بزواج شاه جهان من ابنة ملك ايران وإرجاعه إلى ولاية العهد، كل ذلك يرويه لابنته ''جهان آرا'' التي بقيت قربه بعد انفراد أخيها ''اورنج زيب'' بالسلطة وفي نهاية الفيلم يموت شاه جهان عابراً النهر نحو قبر زوجته ''ممتاز محل''· قصة حب رومانسية أدارها المخرج أكبر خان بشكلها الذي رويت فيه وبذلك ظل تقليدياً مأسوراً بالقصة إلا أنه أعطاها دفعاً كبيراً عندما أضاف لها لغة جديدة هي لغة الكاميرا التي استطاعت أن تهضم الفن الرومانسي عبر تنقلاتها الشعرية بين عوالم حالمة مليئة بمشاعر الحب· لقد نجح المخرج في أسر عواطف المشاهدين ونجح التصوير في شعرنة الصورة أما الممثلة سونيا فقد قدمت عبر جمالها الأخاذ صورة للحب والعشق بتمثل كافة السحر الأنثوي عند ممتاز محل الامبراطورة التي بني لها ''تاج محل''· أما الممثل أحمد ذو الفقار فقد مثل صورة البطل الأمير الساحر وبذلك قدم عرضاً أجاد فيه أما الممثل بيدي فقد تمثل الحكمة والرسوخ في الشيخوخة المعذبة حتى أنه وازى النص روحاً وقالباً في التاريخ الحكائي للقصة والشخوص·